لبناء جيل جديد .. دعونا نفكر بالجامعة المفتوحة
وداد فاخر / النمسا
لا ادري لم تبادر لذهني حادث ذو تاريخ بعيد عندما تحدث معي الدكتور وليد الحيالي حول مشروعه العلمي الذي يخطط له بإنشاء جامعة باسم ( الجامعة المفتوحة ) . فقد كنت وصديق لي في الكويت آنذاك ، وفي عز الشباب الطموح ، قد فكرنا بالحصول على شهادة في القانون ، علاوة على شهادتنا، أي بمعنى ( زيادة الخير خيرين ) . وعند توجهنا لمكتب مجدلاوي المسئول عن التسجيل في جامعة بيروت العربية ، فاجئنا الشخص المسئول عن التسجيل بطلب صورة مصدقة من دفتر الخدمة العسكرية العراقي ، ولما كنا لا نستطيع تخطي عتبة باب سفارة النظام الدكتاتوري ، ولا أي باب من أبواب حكومته الفاشية ، علاوة على عدم مراجعتنا لدائرة تجنيدنا ، مضافا لها امتناعنا عن دفع البدل النقدي الذي كان مطلوبا آنذاك من كل العراقيين المقيمين في الخليج ، وقدره 2000 دينار كويتي أو ما يعادل 8 آلاف دولار أمريكي .، فقد( رجعنا بخفي حنين ) كما يقال ، وضاعت آمالنا بالحصول على شهادة في القانون .
تذكرت كل ذلك وأنا اقرأ برنامج أخي الدكتور وليد ، وحماسه لأجل تنفيذ هذا المشروع الذي سيخدم العراقيين والعرب جميعا ، خاصة أن هناك أكثر من ربع مليون عربي ممن يقيمون في أوربا من الحاصلين على الشهادة الثانوية ، والذين يطمحون إلى الحصول على شهادة جامعية ، لكن ظروفا عديدة تمنعهم من ذلك ، منها محدودية القبول في الجامعات الأوربية ، وتكاليف الدراسة الباهظة ، مضافا لها صعوبة اللغة خاصة بالنسبة لمن يرومون دراسة التخصصات الإنسانية .
كذلك هناك حوالي 50 ألف من حملة شهادات البكلوريوس في العلوم المختلفة ، ممن يطمحون لنيل درجات أكاديمية ، ضمن تخصصاتهم العلمية والتي تؤهلهم لطرق أبواب عمل أفضل ، أو الرجوع لبلدانهم والاستفادة من خبراتهم الدراسية والعلمية .
وطموحي أنا كعراقي بالدرجة الأولى أن تكون هذه الجامعة بوابة العبور للوطن بعد نيل الشهادة فيها من قبل الكثير من شبابنا الذين لم يسعفهم الحظ ، أو ظروفهم المعيشية أو اللغوية لنيل شهادة جامعية . وهي بداية التفكير لخدمة الوطن الذي نتغنى به دائما ، وألا ما نفع التمني والتغني ونحن جلوس هنا بلا عمل ، أو أن معظم شبابنا يمارس أتفه وأحط الأعمال مجبرا للعيش في بلدان الشتات ؟ . وحتى لا أكون متجاوزا على احد فهذه حقيقة واقعة يجب على شبابنا تلافيها والإسراع بتصحيح ما وقع مبكرا ، خاصة أن لا حجة لنا الآن بعد زوال نظام البطش والجريمة المنظمة من على خارطو العراق والعالم .
وطبيعة الدراسة في الجامعة المقترحة تكون عن طريق الانتساب بعد دفع أجور الكتب ووسائل الإيضاح المساعدة كالأشرطة الممغنطة والالكترونية ، ويتم حضور الطالب فقط إثناء الامتحان . ويمكن أن يتم حضوره الاختياري قبل نهاية العام الدراسي بغية الاستفادة من المحاضرات التمهيدية للامتحان لبعض المواد ، وأما أجور الدراسة فهي 1000 دولار سنويا ، تضاف 200 دولار لبعض البلدان .
وقد أعدت دراسة مفصلة لفتح كلية الإدارة والاقتصاد بفروعها الأربعة ، وكلية للقانون ، وكلية للعلوم السياسية ، وقد اعد الدكتور وليد الحيالي مشروع الجامعة المفتوحة ، وهو أستاذ مشارك له من الخبرة العلمية 20 عاما ، وقدم المشروع للحكومة الدنماركية لإقراره . لكن بداية كل مشروع تحتاج لتمويل من قبل قطاعات عديدة ، واعتقد أن مشروعا علميا كهذا المشروع يقدم خدمة لطلاب ، ويوفر فرص عمل لأساتذة في الجامعة الجديدة يحتاج لجهود كل المهتمين بالدراسات العلمية ، وتطوير المجتمع ، والسعي للحاق بركب الحضارة البشرية .
وبوسع من لديه أي سؤال أو استفسار عن الموضوع فمن الممكن الاتصال بالدكتور وليد الحيالي صاحب المشروع على العناوين التالية :
العنوان البريدي :
ِAgerup Vaege 122
AgerupRoskilde
4000 Danmark
E Mai :
[email protected]
Tel. 004546782757
تمنياتي القلبية بنجاح المشروع العلمي الضخم ، وأحث من كل قلبي من له تطلعات علمية ووطنية المبادرة للمساهمة في هذا المشروع .
لبناء جيل جديد .. دعونا نفكر بالجامعة المفتوحة