بسم الله الرحمن الرحيم
( قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيم ٌ) (الحجر:34)
نهاية البداية
بعد مرور أكثر من ثلاث أشهر على تولي مجلس المحافظة المنتخب زمام الأمور في المحافظة، وبعد حملة الوعود التي قامت بها جميع القوائم الفائزة بمقاعد المجلس آنذاك، نرى علينا نحن موكب أبناء الصدر برغم قلة عددنا أن نذكر هذه القوائم ونوضح لها بعض الأمور التي ربما نشوة الفوز قد تسببت بغفلة هذه القوائم عنها.
لاشك أن القوائم التي فازت في مقاعد مجلس محافظة ذي قار، جاء فوزها بسبب عدة عوامل على هذه القوائم مراعاتها لكي تحافظ على حظوظها بالإحتفاظ بثقة الجماهير الناخبة لهم.ومن هذه العوامل إرتباط بعض هذه القوائم بذكرى مقاومة نظام صدام المقبور الباقية بأذهان الشعب(وهي حالة غير عامة)وإحترام الشعب لهذه الذكرى والأنفس التي ذهبت ضحية لهذه المقاومة.وبعضها الآخر(القوائم)فازت لوجود أسماء لامعة في الوسط الحوزوي إرتبطت بها وما لهذه الأسماء من فكر وجهاد خالدين.وقد ساعدت المساندة الواضحة التي قدمتها المرجعية للقائمة 169 بعض القوائم التي حولت هذا الدعم لإسمها الشخصي لتحضى بأكبر عدد في مجالس المحافظات. وبعض القوائم حصلت على الفوز لوجود بعض الأشخاص أصحاب السمعة الجيدة في المحافظة وممن تثق الجماهير بمواقفهم التي قيمتها كما قيمت غيرها من المواقف في الفترة التالية لسقوط النظام البعثي وربما كذلك الفترة السابقة لسقوطه.والبعض الآخر حصلت على الفوز نتيجة الدعم الذي قدمتها لها أسماء الشخصيات العشائرية الداخلة معها.وأخرى فازت لكونها قد حصلت على مناصب في الدولة العراقية((الجديدة))وما صاحب ذلك من إنتخاب بعض الشباب لها لأملهم بالحصول على وظيفة((لكون الوظيفة فقط لمن إنتمى للأحزاب)) وربما كذلك أصوات الموظفين الطامعين ببعض الزيادات في الراتب.ويبقى قسم من القوائم فازت لكونها أداة الإنتقام التي إنتقم بها البعض ممن خاب ظنهم بالقوائم التي ينتمون إليها دينياً وعقائدياً.
هذا التشخيص طبعاً لا نقصد بها التعرض أو التجريح بالقوائم الفائزة على الإطلاق مهما كانت توجهات وحجم هذه القوائم، وعلى كل حال فهو رأينا بالقوائم الذي يحتمل الصحة والخطأ وللقارئ تشخيص ذلك، المهم الذي نبغيه من هذا الإستعراض ما مفاده أن كل أشكال الدعم الخارجي للقوائم هي حالة ظرفية الزمان تنتهي عاجلاً أم آجلاً. وعند ذلك سيقوم الشعب بالإختيار على الأساس أشكال الدعم الداخلي لهذه القوائم.وهذا الدعم(الداخلي) هو برأينا النقاط التالية:-
1. سمعة قيادة الحزب (للقائمة الحزبية).
2. سمعة كادر الحزب وعناصره (للقائمة الحزبية).
3. سمعة عناصر القائمة ونفوذهم الحزبي والعشائري،وأيضاً لشهاداتهم دور فعال.
4. مواقف الحزب من القضايا العامة في المحافظة.
5. مبدئية الحزب في مقابل المناصب وغيرها من الإمتيازات التي يحصل عليها.
6. الصدق والشفافية في التعامل مع القضايا لكسب ثقة الجماهير وحسن ظنهم بالقائمة المعنية.
الآن ما نريد أن نقوله هو:بعد الإنتكاسات التي تعرضت لها المحافظة بسبب مجلسها المنتخب!، ومن ضياع ثلاثة ملايين دولار عليها جاءت من منظمات إنسانية غربية ودول غربية أخرى أي ضياع العديد من فرص العمل لما يقارب 5000 عامل عاطل عن العمل(وما أكثرهم في محافظتنا)، وكذلك الفوضى الحاصلة في دوائر المدينة وما نتج عنها من نقص للخدمات.نرى جميع أعضاء مجلس المحافظة يشيرون بإصبع الإتهام إلى رئيس المجلس(عدى البعض من قائمة الفضيلة)، ونحن نقر ذلك ونضيف إليه سبب آخر هو المحاصصة المقيتة التي إتخذتها الأحزاب ذات الأغلبية كمنهاجاً لعملها.فلماذا يا أعضاء المجلس لا ترفضون رئيسكم هذا وتقيلونه من منصبه وأنتم أغلبية؟. أم تركتم مصلحة مدينتكم وسمعة أحزابكم وجهادكم السابق والأمانة التي حملتموها في أعناقكم ووعودكم التي أطلقتموها لنا عند الإنتخابات، وثقة المرجعية التي قلدتكم إياها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل مجاملة رخيصة على حساب الحق أي على حساب الله تبارك وتعالى.
ونخاطب الأحزاب فنقول لهم هل ستخسرون سمعتكم وجماهيركم التي إنتخبتكم من أجل الحفاظ على وعود المحاصصة؟.وإذا كنتم قد إئتلفتم لكي تفوزوا في المرة القادمة فمن سينتخبكم والمحافظة تضج بالسخط عليكم لأنكم وضعتم إئتلافكم فوق دينكم ومصلحة جماهيركم وواجبكم الشرعي والأخلاقي.فهذا يريد البلدية وذاك يريد مديرية الشرطة والآخر يريد التربية والمدينة الخاسرة الأولى والأخيرة.والأدهى من ذلك أن الشعارات الرنانة نفسها نفسها تبيع وتشتري بإسم الإسلام والمرجعية وما إلى ذلك من الشعارات التجارية التي أصبحت مستهلكة ورخيصة!.
وقد أخذنا على أنفسنا نحن موكب أبناء الصدر أن نقوم بفضح الحقائق التي حاول البعض طمسها والتستر عليها تعصباً لجهته بفضل العديد من الإخوة المخلصين الذين قاموا بتزويدنا بالمعلومات اللازمة عنها.إلا أن هذه المسؤولية ليست مسؤوليتنا نحن فحسب بل هي مسؤولية كل مسلم صادق الإسلام وكل صاحب ضمير حي وكل حامل أخلاق وكل شريف.فنحن قد بدأنا وعليكم أن تنهون هذا الفساد( يد واحدة لا تصفق)وكفى تفرجا بدون عمل.
لذا نناشد الضمير الحي في الأحزاب المكونة للمجلس ونخص بالذكر منها حزب الدعوة والمجلس الأعلى و 15 شعبان والاخوة المستقلين في المجلس والاخوة في القوائم الأخرى وكذلك الاخوة المخلصين في قائمة الفضيلة بإقالة المتكبر المغرور رئيس المجلس بل طرده خارج المجلس جملةً وتفصيلاً.
كما نناشد مكتب السيد الشهيد لأخذ دوره في دفع الضرر عن أبناء المحافظة فإنهم أملنا الأكبر بعد الله تبارك وتعالى وسماحة الشيخ محمد باقر الناصري وكذلك سماحة الشيخ أسعد الناصري والأخوة المخلصين في جامعة الصدر الدينية التابعة لمكتب الفضلاء ورابطة مثقفي ذي قار ونقابة المحامين ونقابة المهندسين ونقابة الأطباء ونقابة العمال ونقابة المعلمين وكل المخلصين من أبناء هذه المحافظة بأخذ دورهم في إحقاق الحق والحفاظ على مصلحة المحافظة .
ونطالب جميع الجهات أعلاه بتشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة حقيقة ضياع هذه الملايين من الدولارات على محافظتنا المسكينة بسكوتنا وإعلان نتائج هذه اللجنة بتلفزيون الناصرية.
ونطالب تلفزيون الناصرية بمتابعة الموضوع إعلامياً ونشر بياننا هذا.وكذلك نطالب إذاعة الرافدين بنفس المطلب ومطلبنا هذا من إذاعة الرافدين هو إختبار لها فهل ستنشر رأي الجماهير أم رأي إئتلاف الأحزاب فقط؟. ونطالب كل من يؤيدنا بمطالبنا هذه بتأييدها علناً فالقضية قضية الكل وليست قضية أبناء الصدر وحدهم.
وأخيراً نسأل كل من ناشدناه آنفاً: هل ترضون بهذه الفوضى الإدارية التي تعج بها مدينتكم؟هل ترضون للناصرية الفيحاء ذلك.فإن كنتم راضين فنحن لن نرضى أبناء الصدر...لأننا أبناء الصدر.


موكب
أبناء الصدر
3 / ج 2 / 1426 هـ