 |
-
ذكر الشريعة الاسلامية في الدستور العراقي ... يهز مضاجع العلمانيين(الجزء الاول)
ذكر الشريعة الاسلامية في الدستور العراقي ... يهز مضاجع العلمانيين(الجزء الاول)
بقلم:علـي البصــري
albasry2003@yahoo.com
ابتدأ القول باني لست ممن اعجبته مسودة الدستور ، لان فيها نقاط ضعف ومواد كثيرة ، يسترعي من صائغيها مراجعتها، وكذلك مواد متشابهة
واخرى قد تبدو محيرة واخرى متناقضة! ، على اية حال لست هنا بصدد مناقشة مسودة الدستور لانها نسخة مكبرة وملونة بالوان الطيف العراقي او بالوان المحاصصة والتوافق بعد الانتخابات البنفسجية!، انما الامر المثير هنا هو تلك الحملة الشعواء من قبل بعض العلمانيين
واليساريين ضد البند الخاص بمسألة الشريعة الاسلامية واعتبار الاسلام مصدر التشريع الاول ،، فالاخوة العلمانيون يريدون دستوراعلمانيابعيدا عن الدين وبعيدا عن الاخلاق والقيم السماوية ، ويريدون تنحية الدين عن التدخل في امور ومجالات الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وتجريده عن دوره الفعال في صياغة القوانين الاجتماعية كقوانين الزواج والطلاق وغيرهـا ،ويريد هؤلاء المثقفون ان نصل بالدين الى ماوصل اليه الغرب ، ويسعوا جاهدين الى تعميم ماشاع في الغرب على مجتمعاتنا الاسلامية والشرقية ، غافلين نقطة مهمة واساسية هي الفرق الشاسع بين الاسلام كدين فاعل شامل ومتكامل وبين بقية الاديان الاخرى الفردية والمعزولة والحاوية على كثير من الرواسب والشوائب ،فالدين في الغرب اصبح رهينا باذواق وطبائع الكثير واصبح حالة شعورية للانسان ،شأنه كشأن اي سلعة تباع وتشترى وهي تحت رحمة التقلبات الاقتصادية اي تقلبات السوق، واصبح كل شيء مباح في ظل الحرية المطلقة والتي تتسع لتشمل كل القضايا والامور المتعلقة بحياة الانسان بما فيها طعامه وشرابه ولعبه وميوله الغريزية وهذه الاخيرة اصبحت في اغلب الاحيان تشابه الحالة الغريزية عند الحيوان بل لانجد حرجا عندما نقول انها فاقت تصرفات الحيوانات ! وهناك شواهد وبراهين عديدة حول هذا الموضوع وليست مجال حديثا الان ، وحرية كهذه هي التي ينادي لها العلمانيون والتي تحت مظلتها يحارب الدين والشريعة ، وقد نسي هؤلاء اوتناسوا بان الحرية هي منحة الهية ربانية ،حباها الله جل شأنه للانسان والذي يمتلك جميع المقومات الاساسية اللازمة له خلال مسيرته الدنوية ، وفي هذا المجال يقول الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر(رض) :ان الحرية في المفهوم الاسلامي ثورة ، وهي ليست ثورة على الاغلال والقيود بشكلها الظاهري فحسب ،بل على جذورها النفسية والفكرية ، وبهذا كفل الاسلام للانسان أرقى وأسمى اشكال الحرية التي ذاقها على مر التأريخ).وهناك امثلة كثيرة واقوال مأثورة حول موضوع الحرية فقد قال الامام علي بن ابي طالب(عليه السلام)وعبر باروع تعبير عن حرية الانسان وحقه الطبيعي حيث قال الامام(ع):لاتكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا)، والحرية هنا وبهذا المعنى والمفهوم الذي يطرحه الامام علي(ع) هي التي تنشأ الحضارات وتقيم العلاقات بين الناس على اسس الاحترام والتعاون والعلاقات الاجتماعية والترابط المتين بين الافراد والجماعات لصالح الفضيلة والخير ، والحرية في الاسلام ليست حرية مفككة او هشة ، انما لها قواعدها واسسها الثابتة والتي يرتكز عليها الاسلام او النظام الاسلامي ، وهي ليست كماليات او سلعة تباع في هذا السوق او ذاك كما هو الحال في الحريات الغربية ! انما هي في النظام الاسلامي جزء لايتجزأ من المبادئ ولها ركائزها واسسها ، وان الانسان حظي بمكانة عظيمة وبتكريم وتشريف إلهي كبير وهو ان هذا الانسان هو خليفة الله سبحانه وتعالى في الارض ، والانسان هنا هو الذكر والانثى على السواء حيث يقول المولى جل شأنه: ((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر)) 70 الاسراء ، وموضوع التكريم الألهي للانسان موضوع كبير ولانريد الخوض في تفاصيله هنا ، انما مقالتنا حول الحرية المطلقة التي يدعو لها العلمانيون ومهاجمتهم للشريعة الاسلامية والاتهامات المزيفة التي يطلقها هذا او ذاك ، وهم يريدون بمجتمع اسلامي شرقي ان يسير وينتهج النهج الغربي في مجال الحرية ، فهم يدعون الى حرية دون الالتزام بالقيم والاخلاق وبالتالي تحلل المجتمع العراقي وتفككه اسريا واخلاقيا كما هو الحال في المجتمعات الغربية، يدعون الى الاباحية وهي احد الاسس والمرتكزات النظرية للعلمانية والاباحية هنا تعني اطلاق الحرية المطلقة وبدون اسس او قواعد وبالتالي السيرنحو التحلل والانحطاط الاخلاقي في المجتمع ،وهذا يعني عدم الخضوع والرضوخ للقوانين الالهية والاحكام الربانية ، اي بمعنى آخرلايبقى وجود لله سبحانه وتعالى ، وبالتالي فالانسان حر في تصرفاته ويخضع الى نفسه الامارة بالسوء فيفعل مايراه مفرحا له دون قيود او نظام او خوف ودون عقاب وثواب ، وهذا مانراه جليا في المجتمعات الغربية وغيرها ، وللاسف انعكس هذا التحلل الى بعض الاسر الاسلامية والتي تعيش بين تلك المجتمعات ، فنلاحظ عند وصول الابن او البنت سن الثمانية عشر حتى تراه يصيع في الشوارع والطرقات والملاهي ودور الفساد ،دون ضوابط والتزام ، فنراه منفصلا عن اهله وعن تربيته ويصل الحال بعض الاحيان الى تهديد رب الاسرة وهو أبوه ، تهديده بالقانون العلماني الذي سمح له واعطاه الحرية بمعاقبة امه او أبوه، هذه هي الحرية التي يطمح لها وينادي بها العلمانيون وهذه هي الحرية التي يحاربون بها الشريعة الاسلامية السمحاء ،،،، والحديث طويل في هذا الموضوع ولنا وقفات اخرى لتفنيد تلك الافكار والقوانين العلمانية .... وسنكمل الموضوع في اجزاء اخرى باذنه تعالى.
albasry
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |