موقفنا


القادة العرب والموقف المطلوب

كــــشفـت نتائج القمــة العربية التي اختتمت اعمالها يوم السبت الماضي في شرم الشيخ المصرية ضعف وعجز النظام العربي وعدم قدرته على اتخاذ المواقف العملية لمواجهة التحديات الخطيرة التي يواجهها العالم العربي على اعتاب الحرب الاميركية الوشيكة ضد العراق.
صحيح ان القمة العربية اتخذت موقفا يرفض الحرب وتشكيل لجنة تتولى الاتصال مع الدول الكبرى لايضاح الموقف العربي، ولكن مثل هذا الموقف لا يرقى الى مستوى موقف موحد وفاعل ومؤثر يعالج الازمة العراقية من جذورها ويوقف قطار الحرب المندفع صوب العراق.
لقد طرحت دولة الامارات العربية مبادرة تدعو الى تنحي الطاغية صدام عن السلطة، خلال اسبوعين من اعتماد هذه المبادرة من قبل الجامعة العربية، ولكن مما يؤسف له ان هذه المبادرة لم تناقش في القمة مما فوت على القادة العرب فرصة نادرة لايجاد حل للازمة العراقية.
وفي الحقيقة فان جميع القادة العرب يتداولون في مضمون هذه المبادرة، في لقاءاتهم الثنائية ولكن دون ان يستطيعوا طرحها كمقترح عربي بسبب الخلافات وعدم الاتفاق على رواية موحدة ازاء الحرب الاميركية ضد العراق.
اننا نعتقد ان تذرع البعض من القادة بميثاق الجامعة العربية لايجاد غطاء شرعي لنظام صدام سيفاقم الازمة بدلاً من ان يحلها، فالولايات المتحدة مصممة على شن الحرب، ومازال هناك بصيص امل لتجنب الحرب وويلاتها ومآسيها من خلال تبني الجامعة العربية لمقترح تنحي الطاغية صدام عن السلطة.
وفي حال ظلت المواقف العربية على هذه الحالة من الضعف وعدم القدرة على اتخاذ قرار حاسم فان الحرب ستقع لا محالة وحينذاك سيدرك القادة العرب انهم اضاعوا فرصة ثمينة لتجنب الحرب.
ونعتقد ان وضع الجامعة العربية بحاجة الى تفعيل دورها في المجتمع الدولي وفي معالجة الازمات والمشاكل التي يواجهها الواقع العربي، ليس عن طريق البيانات والمواقف الشكلية وانما من خلال مواقف ومعالجات واضحة والا فما هو الجديد في موقف القمة الذي سيشعر المجتمع الدولي بدور وفاعلية الصوت العربي؟
لقد كانت للعديد من الدول الاوروبية مواقف اكثر وضوحاً وقوة من الموقف الذي اعتمدته الجامعة العربية.
ولعل من المفارقة ان الدول العربية بعثت مندوبين الى القمة طالبة دعم الموقف الاوروبي ودعم المبادرة الفرنسية الالمانية في حين كان المفروض بالدول العربية ان تطلب هي دعم اوروبا للوقوف بوجه الحرب الاميركية.
ان هناك فرقاً شاسعاً بين مناهضة الحرب والتحذير من ويلاتها وكوارثها على الشعب العراقي وبين دعم حاكم مستبد ودموي مثل الطاغية صدام. ولا يخفى ان بعض الاطراف العربية تحاول ركوب موجة مناهضة الحرب من اجل ابقاء الطاغية صدام وليس دفاعاً عن الشعب العراقي.
لقد شارف هذا الحكم الدموي على نهايته ويتعين على القادة والزعماء العرب ان يتخذوا موقفاً شجاعاً ضد هذا الدكتاتور الذي سام الشعب العراقي العذاب طوال ثلاثة عقود وطعن الصف العربي في الصميم.. على القادة والزعماء العرب ان يقولوا للطاغية.. لقد حان الوقت لرحيلك، ولو انهم فعلوا ذلك لكان عمر نظام صدام اقصر بكثير مما كانوا يتوقعون!


لمشاهدة جريدة الجهاد رجاء الانتقال على المسار:
http://www.daawaparty.com/aljihad80/index.htm