أعلنت الجماهيرية الليبية انها ستنسحب بشكل "رسمي" من جامعة الدول العربية، كما قررت استدعاء سفيرها لدى الرياض من اجل التشاور.

وجاء الإعلان عن هذين القرارين عقب نشوب مشاداة كلامية بين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي انعقدت نهاية الأسبوع الفارط في القاهرة.

وكانت الجماهيرية قد أعلنت قبل شهور نيتها في الانسحاب من الجامعة العربية.

"قرار رسمي وجدي"

وقال معمر القذافي يوم الاثنين في القاهرة إن بلاده ستنسحب بشكب رسمي وجدي من جامعة الدول العربية.

جاء ذلك خلال لقاء عقده القذافي في العاصمة المصرية مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام.

وقال الزعيم الليبي إن الانتماء إلى الاتحاد الإفريقي "كاف" بالنسبة إلى بلده.

ونقل عنه القول إن عضوية ليبيا في الجامعة العربية "كاد أن يطمس هويتنا الإفريقية".

وكان العقيد القذافي من أبرز مؤسسي الاتحاد الإفريقي في أواخر العام الماضي، حيث بات من الداعين المتحمسين إلى وحدة الدول الإفريقية.

ويشار إلى أن القذافي الذي وصل إلى الحكم في أواخر ستينيات القرن الماضي عقب انقلاب عسكري على النظام الملكي في بلاده، كان يتبنى فكرة الوحدة العربية ويصف نفسه بـ"أمين القومية العربية".

وقال القذافي في المؤتمر الصحفي :"نحن اليوم على وعي بالحقائق، نستوعب تماما متطلبات العصر ونشغل عقولنا أكثر من عواطفنا".

غضب شديد

وفي غضون ذلك اعلنت الجماهيرية أنها استدعت سفيرها في الرياض قصد التشاور، وذلك في أعقاب التلاسن الذي حصل بين القذافي وولي العهد السعودي في مؤتمر القمة العربية الأخير في القاهرة.

وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية بأن المؤتمر الشعبي العام (البرلمان الليبي) أعرب عن "غضبه الشديد إزاء الهجوم الكلامي الشديد الذي استهدف مواقف الثورة العظمى ورمزها القائد معمر القذافي".

وكان البرلمان الليبي يشير بذلك إلى الانتقادات التي وجهها ولي العهد السعودي أمام العلن للطريقة التي وصل بها القذافي إلى سدة الحكم عقب الإطاحة بالملك إدريس السنوسي في سبتمبر-أيلول 1969.

ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤول في السفارة الليبية في العاصمة السعودية قوله إن خارجية بلاده قد استدعت السفير محمد سعيد القشاط من أجل "التشاور".

وأضاف المصدر ذاته أن "هذا الاستدعاء ليس دائما أو نهائيا، لكن من الصعب القول كم سيستمر".
bbc