[align=center]لهذا لا يشرفنا الانتماء للامة العربية[/align]
زهير شنتاف
Zuhair55@hotmail.com
بداية او القول انني اؤمن تماما بان العراق هو بلد لا ينتمي الا اي مجموعة عرقية او مذهبية وانما هو بلد لخليط من القوميات و المذاهب لذلك فهو غير معني بان يكون من امة عربية واحدة ( حيث يضم عدة قوميات غير عربية ) و ليس يشرفه ان يكون ذات رسالة واحدة خالدة كما اراد تصويرها الحزب الطائفي العنصري حزب البعث (لانه يحتضن كل رسالات السماء التي نزلت)
وبالتالي فالعراق هو بلد مستقل لا ينتمي الى اي بلد او شعب اخر خارج حدوده .
وكنت قد كتبت سابقا مقالة اثبت فيها كيف ان اخواننا السنة العرب العراقيين هم اثبتوا و بدلائلهم التي يقومون عليها بان العراق غير عربي وذلك على الشكل التالي :
ان العرب السنة العراقيين يقولون بان :
شيعة العراق غير عرب وشعوبيين وهي مصطلحات بعثية تم اعتمادها من قبلهم
ان الاكراد عملاء وهم غير عرب اطلاقا باعتبارهم قومية اخرى
المسيحيين عملاء للغرب ولاوطنية لهم
بقية الاقليات اما انها غير عربية ولهم قوميات اخرى او انهم لايوالون حزب البعث فهم اذان غير عرب
اذن العربي الوحيد في العراق هم السنة العرب ( حسب نظرتهم ) ومن المؤكد انهم ليسوا اكثرية في التركيبة العراقية ، اذن فالعراق باغلبه غير عربي ( حسب التصنيف السني اعلاه ) وبالتالي فهو ليس من هذه الامة العربية التي تفتخر بانها اكثر امة متخلفة ثقافيا واقتصاديا وفكريا ومذهبيا واجتماعيا وانسانيا و الحمد لله اننا لسنا جزءا منها .
اما لماذا لا يشرفنا الانتماء الى هذه الامة فالاسباب هي :
الامة العربية برمتها ( شعوبا وحكام ) وقفت الى جانب صدام حسين خلال سني حكمه المشؤوم من منطلق طائفي وعنصري بحت وبالتالي فهي ايدته بكل جرائمه التي ارتكبها ضد القوميات و المذاهب الاخرى ولم نرى شعبا او حكومة وقفت الى جانب شعبنا خلال تلك الازمة .
الامة العربية حكاما وشعوب ايدوا صدام حسين اعلاميا وامنيا ومخابراتيا لانهم كانوا ينالون منه الهبات و العطايا و الاموال فالاعلامي العربي صور مجازر صدام على انها انتصرات ضد المجرمين وصور شهدائنا الابطال على انهم عملاء ومرتزقة و اجهزة الامن العربي اخذت على عاتقها مراقبة ومطاردة العراقيين الشرفاء في بلدانها اما لتعتقلهم وتسلمهم الى صدام او انه تسجنهم وتطردهم من بلدانها ، اما الحكام فانهم كانوا يجهدون انفسهم امام الدول الاخرى حتى تؤيد صدام و تساند جرائمه باعتبار ان سقوط صدام تحت اقدام الشيعة و الاكراد وبقية الاقليات سيؤدي الى الاضرار بمصالح تلك الدول .
اما الشعوب العربية فانها وجدت في عصابة صدام صيدها الثمين فتركت بلدانه الفقيرةوعيشتها المذلة وجاءت الى العراق مرتزقة وعملت في كل شيء وصارت عين الاجهزة الامنية الصدامية ضد العراقيين ولازالت كذلك وعندما زال الصنم التكريتي انظروا ماذا يفعلون الان من تفجير واغتيالات و قتل .
اذن هذه الامة العربية المجاورة لم تفعل لنا شيئا ابدا بل عملت على ظلمنا واشتركت في اضطهادنا اثناء وجود الطاغية وبعده اي الان .
انظروا مواقفهم الان : لو كنا نقول سابقا بانهم لا يعلمون وحشية نظام صدام فالان وبعد ان انكشفت جرائمه بالاثباتات الكتابية و الصورية و الوثائقية الا انهم لحد الان يؤيدونه بكل قوتهم وانظروا الى الاعلام العربي كله كيف يصف الارهابيين القتلة بالمقاومة وكيف يزورون الاخبار و الحقائق وانظروا الحكام العرب كيف يصفون قادة العراقيين بانهم عملاء لامريكا وانظروا الى الشعوب العربية التي لازالت تهتف باسم الطاغية حيث اقامت مجالس العزاء للمقيورين عدي وقصي وبقية الاوباش الذين يفجرون انفسهم لقتلنا .
اذن لم يتغير شيء فلماذا نكون جزءا منهم ؟
يا ترى اتراهم يتمسكون او يهتمون بالسودان او جزر القمر او جيبوتي كما يتمسكون بالعراق ؟؟؟ لا والله و السبب معروف فهو طائفي عنصري اولا واقتصادي ثانيا .
طائفيا انهم يعلمون علم اليقين بان شيعة العراق هم الاكثرية وان علاقتهم ببقية القوميات و المذاهب و الاديان علاقة ود واحترام ومحبة والفة وبالتالي هذا لايفيد الامة العربية فكيف يحكم الشيعة بلدا كالعراق يتمتع بكفاءة وعلو مستوى ابناءه وذو موارد مالية هائلة فاذا حكم العراقيون انفسهم انقطع سيل الهبات و العطايا والارتزاق للمة العربية كلها وهنا يكمن الخطر لان حكومة وطنية متصالحة مع شعبها وكفوءة سوف تجعل من العراق يابانا ثانية ونموذجا فريدا في منطقة عاشت على اضطهاد الاخرين وقمعهم على مر التاريخ وهذا خطر على بلدان تفتقر اما الى ثروات او سكان اذن يجب ابقاء العراق تحت حكم طائفي يستفاد هو فقط ويحرم الاخرين .
ومن جهة اخرى ترى ماذا يفيدنا من الانتماء الى امة مهزومة في كل شيء وانظروا الى الامة العربية
انظمة سياسية دكتاتورية قمعية لاوجود لكلمة حرية فيها سوى عبادة الحاكم
اقتصاديات هذه البلدان العربية كلها منهارة وفاسدة تقوم على الرشوة و الاختلاس وتعيش على الهبات من هنا وهناك
شعوب متخلفة وجاهلة وخاوية ويكفي ان تنظروا الى قناة تلفزيونية عربية واحدة لتروا بانفسكم وتتاكدوا من خواء وتخلف هذه الامة فكلها مهووسة ببرامج الاغاني والفيديو كليب الذي تشبع غريزة العربي نحو الجنس وكلها برامج لتخريج عشرات الالاف من المغنين و الراقصين من الجنسين بعد ان يتباروا اياما وايام بينما لا تجدون برنامجا علميا او ثقافيا فيه متبارون فالشباب العربي منغمس بالرقص والاغاني ويكفي ان تنظروا الى قناة غنائية لتروا وتجدوا فيه ماهية هذه الامة حيث الاغاني المعروضة تدل على المستوى الهابط لهذه الامة واقرؤا المسجات او الرسائل القصيرة التي يرسلوها لتكتشفوا كم نحن مقصرون امام شبابنا الذين استشهدوا دفاعا عنا وعن قيم العراقي الشهم وكم علينا الانحناء بخجل امام اخواتنا اللواتي قضين في السجون شهيدات او اسيرات خصوصا ونحن نرى تفاهة الشباب العربي .
يكفي ان ترون بان شركات الهاتف الحكومية في هذه البلدان تعلن تخفيضات هائلة على الاتصالات الخارجية اذا كانوا يتصلون على رقم معين ليصوتوا لمطرب من ذلك البلد في مسابقة حتى يحقق النصر المؤزر ويعود وقد رفع راية امته الخادة ووطنه على الوحدة ونص .
انظروا كم مجلة تصدر في الدولة العربية الواحدة و التي تهتم بشؤون الراقصات و الفنانات ونوادي العهر و الفساد وكم منتج ثقافي امامها ؟ شاهدوا الحضور في اية حفلة غنائية وعلى مد البصر تتراقص مع الراقص و المغنية الالاف المؤلفة من شباب وشابات هذا الوطن العربي وقارنه ما الحضور لاي ندوة او مؤتمر ثقافي او شعري ، انظروا كم قناة فضائية للهز و الرقص و الطبلة و المزمار يقابلها فضائيات يريدونها دينية واذا بالفرد يخاف من مقدميها والمفتين فيها حيث وجوه عابسة ولحى غير مشذبة وتهديد ووعيد بالنار و السلاسل وكل شيء عندهم حرام وبدعة والله العالم .
تصورا خبرا في الصحف ورجالات دين من عمائم و غتر دون عقال الى لحى تمسح الارض ودشاديش تصل الى السرة تتكلم عن ان الخبر الفلاني صحيح ام غير صحيح ؟ و الخبر يقول ان هنام مسجات انتشرت عبر الموبايل في هذا البلد تقول ان شخصا راى في منامه الرسول الاكرم ( ص ) وقال له سلم على امتي وقل لهم الرسول يسلم عليكم وبالتالي قام هذا الشخص صباحا واخذ يرسل هذا المسج الى موبايلات الناس ويقول عليك ان ترسله الى عشرة اخرين والافانك ستكون حزينا لمدة طويلة والناس في هذا البلد اخذوا يستفتون علمائهم عن هذه الرؤيا و هل سيحزنون ام لا ؟ متناسين ان شركة الهاتف ستكون الوحيد الذي سيضحك ولا يحزن لان كل مسج سيكون مدفوعا مقدما فعن اي امة جاهلة يريدون ان ننتمي اليها ؟
ولن اشير الى ان هذه الامة صدرت لنا مجاميع الوحوش من تنظيماتها الطائفية لتوغل في قتلنا وتدمير بلدنا بعد ان عجز الصنم التكريتي وحزبه المشؤوم عن ذلك .
امة متخلفة سياسيا واقتصاديا وعقائديا و اخلاقيا ووطنيا وانسانيا فهل يمكن للشريف بان ينتمي الى هكذا امة ؟
وهل يمكن للعراقي بتاريخه الذي يعود بقدمه الى ادم ونوح وبعد كل هذه التضحيات ان يقبل بالانتماء الى هكذا امة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب تجدونه مكتوبا على شواهد قبور شهدائنا الابرار