مرثية .. أخر الاحزان
في ذكرى رحيل الشيخ الجليل العلامة، المغفور له
الدكتور ( احمد الوائلي )

إلى روحك الطاهرة...
إلى كل من يعود من منفاه ليدفن بعز في ثرى الوطن...
العراق الأشم
جواد المنتفجي
-1-
منذ أن ترجلت
بعز من يبّاب السفر
لتحل ضيفا على ارض الوطن
ونحن نتوسد لجة الصمت
نفترش الأرصفة
نجلي هواجس عصف هذا الخبر ...
لم شددت العزم على الرحيل ثانية
بعدما انتظرناك طول العمر ؟
فيا لعرفانك ...
لمّا تمنيت
أن لا يخفت أخر رفيف للجفن،
ألا أن يرفل جثمانك في مثوى الوطن
فيا لشموخ الوطن،
ولهنيئات بطائحة بهذا الأثر
يا لزهو العراق
ببريق رجاله
الذين راحت جفونه بهم تكتحل
-2-
منذ أن غادرت بعز
أرض الوطن...
ونحن نتوسد لجة الصمت
نناغي طيفك
عسى أن تتعجل بعودتك
بعد ذاك العمر
فيا لخواء الحلم،
والأمل الذي العيون به لم تكتحل
يا للمّ الشمل الذي لم يكتمل
يا للفراق ثانية،
وأوجاره التي ظلت
تلهج بزلال المقل ،
وقرقعت جمرتا،
الدمعتين اللتين تساقطتا ...
الأولى ...
لمّا نثرنا هالات الفرح،
وزينا عشية عودتك الميمونة...
بقفف الحناء،
وآلاء شموع ( الخضر )
والثانية ...
لمّا لثمنا غبار قافلة تابوتك ،
وهو يعانق
قباب (الصحن) الشريف بالقبّل
يالشمم الصدور التي تقرحت
وهي تطوف برفاتك الحنينة
ارض ( النجف)
يالنوح المنابر التي بالسواد اتشحت
يالفيض تكبيرة الماذن المستكينة
لما شاع الخبر!!!
وانا ، والجميع نتنادم،
ننثني،نقتسم حبات الصبر
نتنفس تباريح صوتك الصادي...
لمّا آزرت الوطن المستجير
على منحر الزمن
يوم كان الحوت
يقضم حبات المسبحة
ليرش علينا
فاجعات المحن!!!
يا لهدير صوتك
عندما تمادى التنين
وحفنات أزلامه من التتر...
ليقلموا بأظافر الشهداء
أشجار ليمونه!!!
يا لصوتك الثائر...
لمّا راح الطاغوت
يشكمنا لجام ورم الأسى
ليلبسنا فوطة الملامة
وجلباب الدمعة السقيمة!!!
وأنا، والجميع نتنادم ،
ننحني على عكاز هذا الخبر ...
من يا ترى من بعدك
سيرطب عذوق دمعتنا
أيام (عاشوراء) الحميمة؟
وأنا ، والجميع نتنادم،
تعتصرنا أنات العمر ...
يا لسدر الطيب الذي غرسته
بعد مصابنا بذاك الأثر
يا لضوع المسك
الذي خلفته
في مجالس الناصرية،
الفيحاء الحبيبة
فخبرنا يا من اعتليت
أبهة أساطيل الرحيل
يا من عزم ثانية على السفر...
كيف نداري دمعتنا اليتيمة
كلما طيفك أمامنا عبر؟
فآه من غدر الزمن...
وآه لمرثيات أخر حزن...
بعدما الوطن بالنصر قد اكتمل