 |
-
المعري الكويتي فهد العسكر
فهد العسكر ..يعد في طليعة شعراء الكويت, وهو من المجددين في الشعر وحياة فهد العسكر سلسلة من الألم والأحزان, نبهت احساسه وأرهفت مشاعره وأقلقت نفسيته وجعلته حاد العاطفة فالذي يقرأ شعره يحس بمرارة الايام وقساوة الحياة التي كان يحس بها شاعرنا , لذلك عاش بائساً وغادر الحياة وهو لا يزال بالبؤس وشعره يزفر بالشقاء والعناء والحرمان.
شاعر متميز كتب عنه الكثير ومن ابرز من كتب عنه الناقد عبدالله زكريا الانصاري في كتابه (فهد العسكر حياته وشعره) وقد بلغ مئتين وخمسين صفحه من القطع الكبير , ونشر بأختصار انه ولد في الكويت وترعرع فيها لكنه عاش رغم ذلك بعيدا عن افكار مجتمعه وبيئته لعد ان فقد بصرة ورماة البعض بالزندقه واتهمه اخرون بالالحاد وجفاه اقاربه واهله والمجتمع بأغلبيه شرائحه , وعلى الرغم من ذلك اقبلو على قرائه شعره الذي طالما غنى فيه فأطرب وناح فأبكى وأنشد فأعجب.
ويبقى شاعرنا مدرسة ادبية ذات فكر متحرر لاتؤمن بالاوضاع الموروثه وتتجه نحو التجديد في الشعر الذي ضمنه سخط الشاعر على متقلبات الدنيا وانتقادة للاعراف والمجتمع الذي عايشه وحنقه عليه صار منبوذاً ومات تعسا يعاني الشؤم والحرمان.
وكل هذه الدفقات الشاعريه كان ديدنها الشكوى من الحياة والمجتمع كقولة
كفي الملام وعلليني
فالشك اودى باليقيني
وتناهدت كبدي الشجون
فمن مجيري من شجوني؟
وأمضني الداء العياء
فمن مغيثي او معيني؟
أماه قد غلب الأسى
فترفقي لا تعذليني
أنا شاعر انا بائس
أنا مستهام فأعذريني
وهذه قصيده طويله يخاطب فيها ليلى ويشكو زمانه نقتطف منها هذه الابيات الاربعه التي يقول فيها :
ورأيت احلام الصبا
والحب صرعى في جفوني
ولفظت روحي فأطبعي
قبل الوداع على جبيني
وإذا مشو بجنازتي
ببنات فكري شيعيني
وإذا دفنت فبللي
بالدمع قبري واذكريني
وهذه قصيدة يعبر فيها شاعرنا عن الاوضاع الوطنيه العربيه تجاه الاوضاع المؤلمة القاسيه السائده انذاك في عالمنا العربي فنراه يذرف الدمع قهرا على ذلك المجد الضائع فيقول مخاطباُ العرب :
يابني العرب إنما الضعف عار
إي وربي سلو الشعوب القوية
كم ضعيف بكى ونادى فراحت
لبكاه تقهقة المدفعيه
لغة النار والحديد هي الفصحى
وحظ الضعيف منها المنية
هاهي الحرب أشعلوها فرحماك
إلهي بالأمة العربية
يابني الفاتحين حتام نبقى
في ركود أين النفوس الأبية؟
غيرنا حقق الأماني وبتنا
لم نحقق لنا ولا أمنية
فمن الغبن أن نعيش عبيداً
أين ذاك الأباءُ أين الحمية؟
تلك القصيدة وغيرها التي كان يستحث فيها همم العرب , ويستنجد بهم ويطلب اليهم ان يحررو انفسهم بحد السلاح, ولا سيما بهذا العصر الذي لا يؤمن إلا بالقوة, فكانت هذة حاله وتلك إلامه بختصار شديد الى ان اصيب بمرض عضال ادخل على اثره المستشفى الاميري بالكويت ومات فيه ولم يمش بجنازته احد لا من اهله ولا من اقاربه وذويه ولاحتى اصدقائه , كان ذلك في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي وتحديداً في 15 من اغسطس 1959 ميلادي عن عمر يناهز الثامنه والثلاثون عاماً على اعتبار انه من مواليد سنة 1913 وبعض الاقوال تقول انه من مواليد 1917 ومما يأسف حقاً ان اشعارة قد حرقت بعد وفاته والتهمت النيران عصارة فكرة ولم يبقى من اثاره إلا ماكان مفرقاً بين اصدقائه.
المصدر كتاب : شعراء ماتو جوعاً
بتعديل وأختصار بسيط مني
منقول لرائعه الشاعر الكويتي فهد العسكر الذي اسميه ابو العلاء المعري الكويتي
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |