[align=center]لكي تكون وطنيا يجب أن تعادي إيران !! [/align]
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
لكي تكون وطنياً يجب أن تعادي إيران !
هذا هو ملخص الفكرة التي ينادي بها بعض الأساتذة الكتّاب في وسائل الإعلام ، فأما أن نعادي إيران فنحضى بالرضى والقبول من "البعض !" وأما ان نسير وفق الأعراف السياسية المتّبعة بين الدول في العالم ونحرص على سيادة العراق وكذلك على حسن الجوار مع جيرانه ، وعندها سنكون آثمين وعملاء نتيجة عدم إنتهاجنا سياسة "سوء الجوار" !
ومن الملاحظ أن موجة العداء لإيران تبنتها بعض الجهات : فمنها ما هو مرتبط بالبعثيين الذين يعتبرون إيران عدوهم الأقليمي بدلاً من الكيان الصهيوني.. ! ومنها ما هو مرتبط ببعض المعممين الفاشلين الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى مراتب دينية عالية فدفعهم الحسد والحقد إلى مهاجمة إيران ونظامها الإسلامي ورجال الدين فيها ليغطوا على الفشل الذي أصابهم في مسيرة حياتهم ! ومنها ما هو مرتبط بالقوميين العرب الذين لا همّ لهم سوى إستعداء القومية الفارسية وإثبات أفضلية جنس العرب عليهم وعلى العالمين !
ومنها ما هو مرتبط بشركات النفط العالمية التي تشجع الدعوات الإنفصالية في الأهواز لا سيما وقد تم إكتشاف كميات كبيرة من المخزون النفطي في هذه المنطقة في بداية القرن الواحد والعشرين الميلادي .. ومنها ما هو مرتبط بالسلفيين الذين يعتبرون إيران دولة الشرك والكفر التي يجب أن تزول ! ومنها ما هو مرتبط بأمريكا التي تعتبر إيران خطراً على الأمن العالمي بإعتبارها تطور تكنولوجية نووية لأغراض سلمية وهو الأمر المحظور فعله على البلدان الإسلامية ! ومنها ما هو مرتبط بالكيان الصهيوني الذي يعتبر إيران عامل يهدد إستقراره ووجوده ..
ومنها ما هو مرتبط إرتباط تأريخي بأفكار التعصب المذهبي والطائفي ، فالكثير من الطائفيين والمتعصبين ـ وما أكثرهم ـ يحمّلون جميع الإيرانيين من يوم أن خلق الله عزَّ وجل إيران وإلى اليوم جريرة مقتل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، مع أن هناك نسبة من المسلمين السنة في إيران وعدد كبير من علماء ألسنة المؤسسين لمذاهب السنة وهم إيرانيون فارسيون ، ولكن هذا لا يهم ... ! كل شيء غير مهم فقط ما يهم هو إستعداء إيران ، ليس لأنها دولة إسلامية ولا لأنها دولة توسعية ولا لأنها دولة تريد تصدير الثورة ، ولا لأنها دولة تتدخل في شؤون العراق من أجل إستعادة طاق كسرى ـ كما يحلو للأستاذ سمير عبيد تفسيره ! بل يجب ثم يجب ثم يجب إستعداء إيران لأنها تمثل منطقة نفوذ للشيعة في كافة أطوارها ، ومصدر قوة لهم !
ليس لأن هناك نظاماً إسلامياً شيعياً يحكمها الآن ، فهم كانوا يجدون الممالك الإيرانية البهلوية والقاجارية والصفوية مصدراً للخطر والتوتر في المنطقة رغم علمانية بعض تلك الممالك ، ورغم سعي البعض من تلك الممالك لإضطهاد الشيعة في إيران نفسها ، فالنظام الشاهنشاهي البهلوي واضح العداء للإسلام ! والمنهج الشاهنشاهي وإضطهاده للمسلمين الشيعة في إيران لم يشفع له لكي يرضى "الآخرون !" عنه ويكفّوا عن إستعداء إيران ، فكيف إذن سيكون الحال وقد تأسس في إيران نظام إسلامي شيعي جعل من إيران حصناً للإسلام ورافداً لدعم المسلمين في كافة أنحاء العالم بغض النظر عن عقيدتهم ومذاهبهم ،
كيف سيكون حالهم وهم يجدون النموذج الديني الإيراني وهو يطرح وبقوة شعار وحدة المسلمين ونبذ الخلافات بينهم ، ويجذب إليه عقول المسلمين ويستولي على وجدانهم من خلال الدعوة للتسامح والحوار بين المسلمين ، نظام إسلامي أثبت للـ "آخرين !" أن هناك إسلاماً حياً فيه سياسة وفيه إقتصاد وفيه فن وفيه رياضة وفيه علم وتقدم نووي وفيه كل أسباب الرقي الإنساني ، ثم يُستثمر ذلك كله في كونه نظام مستمد من فكر وعقيدة أهل البيت عليهم السلام ، مما يدفع وبقوة المسلمين في العالم للتفكر في المذهب الشيعي الإمامي ، ويدفعهم للإنجذاب إليه وإعتناقه ،
ثم نأتي نحن وببساطة لنلوم "الآخرين !" لأنهم يكرهون إيران ولا يطيقون وجودها ، بالله عليكم أليسوا محقين في عدائهم لأيران بعد تمثيلها للإسلام المحمدي وتفنيدها للإسلام الأموي !
ومن الطريف أن نجد ان هناك من يحاول تبرير أستعداء إيران لكونها أستولت على ثلاث جزر في الخليج الإسلامي قبل أن تصبح تلك الجزر رسمياً تابعة لأي دولة .. وهم أنفسهم يقيمون العلاقات مع الكيان الصهيوني ويستقبلون وفوده في بلادهم ، ويطورون العلاقات الإقتصادية معه ، ويسهرون الليالي في حفلات إجتماعية رسمية وشبه رسمية في فنادقهم المطلة على تلك الجزر "المسلوبة" !
فمشكلتهم الحقيقية مع إيران تكمن في وجود شعبها المسلم وهو يعبد الله سبحانه ويتقرب إليه وفق المذهب الشيعي ، هذا الشعب هو مكمن الخطر رغم إنحراف العديد من أبناءه وراء الدعوات القومية الضآلة هو أيضاً ، أو الدعوات العلمانية ، ولكن حتى فكرة وجود "علمانيين شيعة" يرفضها الـ "آخرون !" ومهما تغيرت الأنظمة التي تحكم إيران فإن العداء لها لن يزول إلا بزوال شعبها عن وجه الأرض. و"الآخرون !"
لا يتمنون فقط زوال الشعب الإيراني عن وجه الأرض بسبب تشيعه ، بل هم يتمنون إنقراض كل شيعي ، بحيث لا تُعد هناك أي ذرة أوكسجين يستهلكها الشيعة ، لأن الشيعة بنظرهم غير جديرين بالحياة ! ولكننا مع ذلك كله ، نُصِرّ وسنبقى مهما كلفنا من ثمن متمسكين بالأخوة الإسلامية مهما لاقينا من موجات العداء والتقتيل بأساليبه الجديدة والمتنوعة كل يوم ، والتي كان آخرها إستحداث "المقابر المائية" في نهر دجلة ! نحن لا توجد عندنا ثقافة العنف ولا توجد عندنا ثقافة الكراهية ولا توجد عندنا ثقافة "إستحقاق الحياة" لمن يتفق معنا في الفكر وإنعدام هذا الإستحقاق لمن يخالفنا فيه ، هذا الإستحقاق الذي هو محور تفكير الـ "آخرين !".
نحن نفتخر بأننا أتباع لأهل البيت عليهم السلام ، ومنهجنا مستمد من منهجهم عليهم السلام ، ومهما جرت من ويلات علينا فلن نقول للـ "آخرين !" إلا كما قال هابيل لأخيه قابيل : (( لئن بسطتَ إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) صدق الله العلي العظيم[/align]![]()