البيان/حيدر مجيد
قال السيد رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم الجعفري: أننا لن نألوا من أننا نوجه أقسى الضربات بالحق على أي شخص إذا كان متورطاً بالإرهاب ولانسمح بهذا الشيء مطلقاً فنحن أقوياء بالسلم وأقوياء بالحق وأقوياء بالقانون والقانون يؤشر على وجود ضربة ولابد من توجيه ضربة لسلامة المواطنين وحفظ الثروة وحفظ الأعراض والكرامات والدماء وسوف لن نتردد بتوجيه أشد الضربات لهؤلاء. وأضاف سيادته: أن أي منطقة تستعصي على الحل السلمي سوف نتعامل معها كما تعاملنا مع تلعفر بالحسم والضرب القوي والجريء وليس لدينا أي تردد أو أي فرق بين أي مدينة من مدن العراق.
جاء ذلك خلال إستقبال سيادته لوفد يمثل عدد من وجهاء وشيوخ عشائر ومثقفي محافظة كربلاء ظهر الخميس. وتابع الدكتور الجعفري: أن الحكومة تحولت من إنتظار ضربات موجعة من الإرهاب إلى أخذ زمام المبادرة والتحول من عملية رد الفعل إلى الفعل وعملية المبادرة والملاحقة وإستخدام الطرق السلمية بدل حمل السلاح مثلما تعاملنا مع قضية مكتب السيد الشهيد في النجف الأشرف وماحصل في السماوة وكربلاء فقد قمنا بإرسال من ينوب عنا لحل الأزمات ونجحنا بالفعل ولكن ماحصل في تلعفر بعد إنتظارنا لأكثر من شهرين ونصف إلى أن تسلمنا طلباً خطياً موقعاً من عيون ووجهاء وشيوخ ورجال الدين من السنة والشيعة في المدينة طلبت منا التدخل السريع لحل الأزمة والحمد لله كانت عملية نظيفة 100% ولم يكن هناك ولا ضحية واحدة.
وعن آخر التطورات على الساحة السياسية قال السيد رئيس الوزراء: رغم ظروفنا الصعبة والفترة الزمنية القليلة إستطاع شعبنا من خلال ممثليه أن يصل عبر مائدة الحوار إلى ماوصلوا إليه من مسودة الدستور وآمل من الله وأرجو من شعبنا أن يصوت عليه ويقطعوا الطريق بوجه الذين يحاولون أن يصدعوا العملية السياسية رغم ماعليه من ملاحظات بسيطة ولكن إستطاع أن يكون مرآة يعكس حقوق الديمغرافيات المختلفة ، حقوق الشيعة والسنة والأكراد وأبناء الديانات الأخرى من الآشوريين ومن الكلدان والأيزيدية والصابئة وكافة الأقليات وإستطاع أن يمس حقوقهم ويجسدهم وهذا بحده مكسب كبير. ثم تطرق سيادته إلى مدينة كربلاء وأهلها حيث قال: أن كربلاء ترمز فيما ترمز إليه إلى جملة دلالات وهذا ليس لأني أتشرف بالإنتساب لها ولكنها حقيقة وأول هذه الدلالات كونها مقرونة بسيد الشهداء الإمام الحسين (ع ) الذي إنتهج نهجاً ثورياً أصبح مهوى لكل القلوب ولكل الناس وتجاوز سور المذهب الواحد إلى المذاهب الأخرى من الإسلام يتعاطف معه إخواننا أبناء السنة وكذلك تجاوز سور الدين الإسلامي ليهز الآخرين من أبناء الديانات الأخرى حيث يقول فيه غاندي ( علمني الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) ولشرف إقتران كربلاء بالإمام الحسين ( ع) وفر لها إطلالة تأريخية عميقة وموغلة بالتأريخ كما أنه وفر إطلالة واسعة من حيث الديمغرافيات المتعددة على كل أبناء البشر فشرف كربلاء مستمد من شرف الإمام الحسين (ع) إضافة إلى ان كربلاء تحولت إلى رئة مفتوحة يتنفس فيها العالم الإسلامي والعالم العربي فنجد أبناء الخليج وأفغانستان وإيران وتركيا والهند ومختلف مناطق العالم يؤمون كربلاء وقلوبهم تهفو إلى الإمام الحسين (ع) ولذلك تجد الإنسان الذي يعيش في كربلاء قد تعود على التعايش مع الآخر العراقي والآخر العربي والآخر العالمي …
والآن بدأ الآخر السياحي الذي يأتي من أبناء الديانات الأخرى يسمع الكثير عن كربلاء يقرب ويمس المسرح الكربلائي حتى يشهد ملحمة الطف فهذه ذخيرة كبيرة بالنسبة لنا جميعاً. وتابع السيد الجعفري: أن مجتمع كربلاء في جذوره ضم في جنبتيه الكثير من الذين ينحدرون من المدن العراقية المختلفة وهذا شرف لنا فتتسع لهم أرض كربلاء كما إتسع لهم قلب الإمام الحسين (ع) وهي أيضاً تشكل مورداً أساسياً من موارد ميزانية الدولة والموارد غير المنظورة وهي الحصيلة الرائعة والكثيرة للزوار الذين يأتون إلى زيارة كربلاء. وأثنى الجعفري على شباب كربلاء وتضحياتهم الذين تقدموا أسوة بالإمام الحسين (ع) قوافل في سبيل حفظ العقيدة والدفاع عن حياض الإسلام ومقارعة الطاغوت حتى فرضوا أنفسهم على طاغية بغداد عندما قال ماكنا نعلم أن في كربلاء رجال يقاتلون لهذه الدرجة وإلا لم نسلم الكويت ببساطة فلا يعلم أن أهالي كربلاء يقاتلون في سبيل الحق ويواجهون الباطل ولايقاتلون حتى يحتلوا الكويت ويصبحوا جنوداً لصدام.
وفي ختام اللقاء شكر السيد رئيس الوزراء الوفد على زيارته محملاً إياهم تحياته وسلامه إلى أهالي كربلاء بعد أن وعدهم بتلبية مطالبهم التي قدموها لسيادته.
من جانب اخر أكد الدكتور ابراهيم الجعفرى أن "موعد محاكمة صدام محدد في 19-10-2005" ، وشدد على انه "لا يجوز التسويف في هذه القضية التي اخذت اكثر من وقتها."
وقال الجعفرى خلال استقباله وفداً يمثل أهالي كربلاء "وبما ان السلطة القضائية مستقلة فنحن لا نتدخل في ذلك، ولكن طالبناهم بالإسراع دون التسرع في معالجة هذا الملف."
وأوضح أن الحكومة قطعت أشواطاً كبيرة في الجانب الأمني وفي الانتقال الى مرحلة المبادرة لذا أصبحت عمليات الارهابيين ذات طابع جبان.
وأضاف اننا نراعي الجانب الانساني اثناء العمليات العسكرية ولا نريد ان نبدأ بالسلاح ونحاول حل كل الأحداث سلمياً وان ما حصل في تلعفر في مواجهة الإرهاب والمسلحين سينعكس على كل منطقة في العراق تهدد وتستهدف حياة وامن وامان العراقيين "وسنوجه اقصى الضربات بالحق لكل من يريد زعزعة استقرار وأمن الشعب والوطن."
وأعتبر الجعفري ان الدستور حقق انجازات كبيرة في مجال ضمان حقوق الانسان وحرية المرأة واحترام الديانات الأخرى رغم الظروف الصعبة وقصر الفترة الزمنية التي كتب فيها.
وتابع "المهم هو أن شعبنا دخل الى حلبة المواجهة بعد ان اصبح هو الذي يراقب الأداء وعلينا ان ندفع بالعملية السياسية نحو الأفضل، وان بلدنا سيتطور وسيأخذ مكانه الطبيعي بين صفوف الدول المتقدمة لان كل مستلزمات النجاح متوفرة لازدهاره اقتصاديا."
وعبر شيوخ ووجهاء وابناء مدينة كربلاء في كلماتهم خلال اللقاء عن تقديرهم للجهود الاستثنائية التي بذلتها وستبذلها الحكومة من اجل النهوض بالمسؤولية الكبرى لانجاح العملية السياسية وما تحقق من انجازات وخاصةً في مسالة انجاز مسودة الدستور.
وعرض الوفد جملة من المطالب والمشاكل التي تعانيها المحافظة والأقضية والنواحي التابعة لها وخاصةً في مجالات الخدمات البلدية والماء والكهرباء والجانب الزراعي فضلاً عن المطالبة بتوفير فرص عمل لأبناء المدينة والتأكيد على رعاية عوائل الشهداء والمضطهدين السياسيين.
وأوعز الدكتور الجعفري بدراسة المطالب كونها مطالب شرعية ولها تأثير مباشر بحياة المواطنين من ابناء مدينة كربلاء.