6 مارس/آذار 2003
سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح
وزير خارجية دولة الكويت المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كان تصرف ممثل النظام العراقي الأرعن في المؤتمر الأخير للدول الإسلامية في الدوحة دليلا جديدا على طبيعة هذا النظام وقادته الذين رفضهم الشعب العراقي منذ استيلائهم على السلطة قبل اكثر من ثلاثة عقود. إن إرهاب النظام ضد الشعب العراقي طال شعوب شقيقة في إيران والكويت كافية لسحب الشرعية منه. لقد عرف الشعب الكويتي الشقيق طبيعة النظام العدوانية بعد الثاني من أغسطس/ آب عام 1990 عندما غزى دولته واستباح حرماته واعتدى على نظامه وحكومته الوطنية. ونود أن نذكركم أن العراقيين وقفوا أثناء فترة احتلال جيش صدام حسين للكويت إلى جانب أشقائهم الكويتيين ضد النظام الصدامي وتصدوا له، كما وقفت الشعوب العربية والإسلامية والصديقة للشعب الكويتي لتخرِج جيش صدام وتعيد إلى شعب الكويت الشقيق حريته واستقلاله.
وكانت "الحملة من اجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين"، التي تضم في صفوفها نخبة واسعة من العراقيين من مختلف القوميات والديانات التي يتكون منها المجتمع العراقي، أول من اقترح فكرة تنحي نظام صدام وخروجه وأركان نظامه من العراق كطريق لإنهاء محنة الشعب العراقي وتمكينه من اختيار ممثليه الحقيقيين وبناء العراق على أساس ديمقراطي موحد. جاء ذلك في رسالة الحملة إلى مؤتمر القمة العربية الأخير في شرم الشيخ.
ومما اسعد العراقيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية والفكرية تقديم سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرته إلى المؤتمر حول مقترح يدعوا إلى استقالة رئيس النظام وخروجه وزمرته من العراق، تلك المبادرة التي أيدتموها في مؤتمر الدول الإسلامية في الدوحة. إن تصرف عزة الدوري الشائن مع سموكم أثار استنكار العراقيين وشجبهم واستهجانهم، لذلك نود أن نؤكد لكم مرة أخرى أن نظام صدام وممثليه لا يمثلون العراقيين بأي شكل من الأشكال، وأن تصرفاتهم لا تعكس أخلاق العراقيين أو ثقافتهم.
إن العراقيين والكويتيين قد تعودوا على "قلة أدب النظام العراقي" ويعرفون أساليب بطشه وإرهابه. فعزة الدوري مثال لخُلُق النظام ورئيسه. نحن نعتقد أن تصرف ممثل صدام في مؤتمر الدول الإسلامية الأخير لم يكن موجها ضدكم فحسب، وإنما ضد جميع الشعوب العربية وفي مقدمتها شعب العراق، ودول وشعوب مجلس التعاون الخليجي بشكل خاص. ولذلك نتمنى بأن يكون قادة دول الخليج العربية قد أدركوا من جديد بأن نظام صدام لم يتغير ولن يتغير، وأن إزالته هي الضمانة الوحيدة لاستقرار المنطقة وتمتعها بالأمن. وفي الوقت الذي يقف فيه النظام محشورا في زاوية من قبل المجتمع الدولي، لما يقوم به من انتهاكا لقرارات الأمم المتحدة والقوانين والمواثيق الدولية، فإن ممثله إلى المؤتمر الإسلامي، يمتلك من الوقاحة ما يكفي لأن يتطاول بلكمات بذيئة لا تليق إلا بشخصه وشخص رئيسه، على رمز دولة عربية شقيقة مستقلة. ولكم ايضا ان تفيسوا" للأعتذار" العدواني لصدام لشعب الكويت وحكومته ، وإذا كان هذا هو تصرفه وهو في هذه الظروف، فلكم أن تتصوروا كيف سيكون عليه تصرفه إن عادت له الفرصة من جديد أن يكون في مأمن من المراقبة الدولية.
وفي الوقت الذي يستنكر فيه أعضاء الحملة من اجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين التصرف غير الأخلاقي من قبل ممثل النظام في الدوحة، فإنهم يودون أن ينقلوا لكم اعتزازهم وتقديرهم للشعب الكويتي الشقيق وحكومته المساندة لحقوق الشعب العراقي، آملين أن تكون ساعة تحرير الشعب العراقي وشعوب المنطقة قد اقتربت كي يكون إسقاط نظام صدام حسين وإزاحته عن السلطة إيذانا ببدء عصر جديد من الأخوّة والتعاون والاستقرار والتنمية في منطقتنا. إن ذلك اليوم سيكون حقا بداية عهد جديد في العلاقات بين شعبينا الجاريين الشقيقين كي ينعما بحياة آمنة.
وتقبلوا منا جميعا وافر التقدير والاحترام.
عن الحملة من اجل المجتمع المدني وحقوق العراقيين:
د. لبيب سلطان- المنسق العام للحملة المدنية