شبكة راصد:حسين السنان 30 / 10 / 2005م - 3:40 ص
جميلة هي الأجواء الرمضانية في الحبيبة البحرين، حيث أمضينا ليلة الجمعة الفائتة أنا وصديقايّ هناك، لعل جو الأحياء القديمة وازدحام الشوارع الضيقة في تلك الأحياء يذكرنا بالقطيف قبل أن تغزوها عصابات الإمبرتات لتبدد الجو الهادئ الذي كان يميز المنطقة!
من أهم نشاطاتنا في البحرين هو ارتياد مكتباتها المتنوعة ومطالعة العناوين الجديدة والبحث عن هذا الكتاب أو ذاك، وفي تلك الليلة اخترنا أن تكون مكتبة شيعية فاتحة جولتنا، وهناك سأل صديقي البائع عن كتاب «الشيعة في المملكة» لحمزة الحسن، فرد البائع أهل يوجد شيعة في المملكة؟! متندراً ضاحكاً.. بصعوبةٍ لجمت لساني وحدثتُ نفسي ضاحكاً بداخلي بأن عدد الشيعة في المملكة على أقل تقدير يقارب المليونين أي أضعاف أضعاف عدد سكان البحرين جميعاً شيعة وسنة وهنود وأردنيين وسوريين مجنسين وأجانب!
لملمنا حصيلتنا من تلك المكتبة وصوت البائع من خلفنا «حياكم الله، فمان الله»!
كانت المحطة الثانية مكتبة علمانية! أو علموهابية! أو، تبيع كتب علمانية وكتب أبن تيمية وأبن حزم وكتب الطبخ والأبراج ولا يوجد كتاب شيعي واحد!
في نهاية جولتنا سألت موظفة الكاشير عن محتوى كتاب ترددت في شراءه وسألتها أهو ممنوع في السعودية بحكم خبرتها ولأن أكثر زبائنها سعوديون، فأجابتني: أهل يوجد شي غير ممنوع في السعودية! ومرة أخري لجمت حصاني! وأنا أنظر لأرفف الكتب الممتلئة بالكتب لمؤلفين سعوديين مدرجة تحت عنوان أفضل الكتب مبيعاً! وضحكت مع نفسي بصمت من أن مؤلفي تلك الكتب يعيشون في السعودية تلك التي كتبهم ممنوعة فيها!
النظرة للسعودي خارج السعودية واحدة بغض النظر عن منطقته أو مذهبه هو في الآخر سعودي، ونحن في اعتقادي الشعب الوحيد الذي عندما يسمع ذم وقدح لبلده يسكت ويبتسم ابتسامة ساذجة وفي أكثر الأحيان يكون مؤيداً مع أن البلد الآخر ليس بأحسن حال من بلدنا بل في أكثر الأحيان يكون حال شعبه «أخس بستين مرة من حالنا»!
من يزرع تلك النظرة السلبية لنا عند الشعوب الأخرى؟ أهو نحن؟ أم الأموال الطائلة التي يظن الآخرون أن السعودي مو عارف يوديها وين؟!
قد يقول البعض أن الأفعال المشينة التي يفعلها بعض السعوديون في الخارج هي التي ولّدت تلك النظرة السيئة عنا لدى الآخرين، ولكني أقول هل يحق لي أن أحكم على شعب بأكمله من جراء تصرفات شريحة معينة منه؟ هل يحق لي أن أتهم اللبنانيين بالمجون والعري بسبب أن المذيعات اللبنانيات يتصدرن قائمة أكثر العرب استعداداً للظهور بأقل قطع من اللباس في الفضائيات العربية؟ لا.. غير منطقي أليس كذلك؟
في الخارج تجد سياح من شتى بلاد الله قد يفعلون ما لم يفعله أي سعودي من «مجننة ومصيعة» ولكن يظل السعودي غير! مميز! كرقم جواله ورقم سيارته! ملفت للنظر دائماً، على جبينه «ستكر» مرسوم عليه بئر نفط! أو صورة جمل يرتدي شماغ؟
خلاصة القول وخير الكلام ما قل ودل هو أن ذالك البائع وتلك الكاشيرة، لم يكونا ليردا بذلك الرد لولا أنهم سمعوه من أهل الدار نفسها فلا لوم عليهما ولا عتب، ومع أني أفضل نشر ملابسي وشراشفي تحت أشعة الشمس لقتل البكتيريا، لكني لست من المؤيدين لنشر غسيلنا خارج بيتنا فأنه عرضة للتلوث والتمزق والسرقة، ومنظر ملابسنا وغيارتنا الداخلية غير لائق وهي متدلية من البلكونات أو ملقاة على ناصية الطرقات «عدل ليه»؟!!