التعلم...حق من حقوق الإنسان
دراسة ميدانية عن سير العملية التربوية في مناطق أهوار الناصرية
القسم الأول
الباحث
جواد المنتفجي
التسرب .. التشرد .. الجهل .. الضياع ..
ظواهر فرضتها قوانين الطبيعة ، وصنعتها ظروف اقتصادية ، وأمنية ، واجتماعية طارئة في زمن وضع ضوابطها السائدة نظام بائد فألحق الضرر بفئات معينة من مجتمعنا وهو يعاني شتى أنواع القهر لمن كان يجابه ذلك النظام ويرفضه عبر عقوده المظلمة بينما كانت المجتمعات الأخرى تتقدم علميا وتكنولوجيا ، وحضاريا .
ولما أشرقت شمس الحرية فور سقوط النظام ، سعت كل الجهود الخيرة ، والتي لم تدخر وسعا ليلا ، ونهارا في إعادة النبض إلى قطاع التربية والتعليم في المديرية العامة لتربية ذي قار فور عودة عملها ، والمتمثلة بالكوادر التربوية والتعليمية، واللجنة التحضيرية في نقابة المعلمين،وكذلك متابعة العلماء ورجال الدين، والأحزاب ألا سلامية، والوطنية في المحافظة، وتكثيف الجهود المضنية من اجل متابعة الامتحانات بدوريها الأول والثاني، والمباشرة فورا بالدوام في بداية العام الدراسي ( 2003 – 2004 )أي فور سقوط النظام بعد تجهيز المدارس بكافة الإمكانيات المتاحة في مخازن التربية . وهنا كان لابد لنا من الكشف عن الخبايا، وما عاناه هذا الجهاز الحيوي منذ ( 35 ) عاما من الضياع والتخبط ، وكان بحثي الموسوم عنوانه في أعلاه أولى تلك الخطوات حيث اهتمت دراسته بمعالجة ظاهرتي (التسرب ، والتخلف)، وإعادة ممن حرموا من الدراسة للأسباب التي نوهنا عنها في الدراسة كحق من حقوق الإنسان ، وذلك بإعادة التلاميذ الذين حرموا من الالتحاق بالدوام،وبالطرق التربوية الحديثة، وبأساليبها المتعددة باستخدام الأمثل مما يساعدنا على تشخيص نقاط الضعف، وتعزيزها بنقاط القوة للمساهمة في خلق حياة تربوية جديدة داخل مؤسساتنا التربوية والتي عانت الكثير في ظل عقود النظام المنصرمة نتيجة الهجرة السكانية وقتذاك ، حيث شملت الدراسة المدارس الواقعة ضمن الرقعة الجغرافية لمناطق اهوار محافظة ذي قار ( لناحيتي الفهود ، والحمار ، وقضاء الجبايش ).
تناولت في الفصل الأول مشكلة البحث والحقائق، والمعلومات التي تتعلق بالمنطقة، ودور الأشراف التربوي وأسباب إخفاقه ، ودور الهيئات التعليمية والتدريسية - والتلاميذ- والطلبة والمنهج - والأنظمة والقوانين التربوية التي صدرت ولم تحقق غاياتها الإنسانية والتربوية وفي الفصل ذاته بينت كيف توصلت إلى صياغة مشكلة البحث بعد أن تفاقمت تلك الأزمة بسبب تعليق الدوام في ( 24 ) مدرسة نتيجة لتجفيف الاهوار عام ( 1996 ) والمدارس التي بنيت في غيرا لمناطق المأهولة بالسكان، والتي أنجز بنائها عام ( 1998 ) ولم يحدث فيها الدوام بسبب سوء التخطيط لحل هذه المشكلة ولهذا جاء هدف البحث والذي استنتج من خلال المشكلة وحدودها وزمنها الذي أمتد ما بين الفترة للأعوام الدراسية منذ عام 1996-2003 فيما بعد حرب التحرير، ولزيادة المعلومات بينت كيف تمت طريقة البحث ومصادره التي وصلتنا لهذه المشكلة ، وكان لابد لنا الوقوف في بعض من أبواب الفصل الأول على تعريف المصطلح التي قد تعين القارئ على معرفتها والإلمام بها جيدا. أما في الفصل الثاني فكان (الإطار النظري والتطبيقي ) هو عنوانه فأشتمل على شكل مباحث عن طبيعة المنطقة ،والعلاقات الاجتماعية السائدة فيها ، ومستوى الوعي الثقافي بشكل عام وقد جاءت (الإجراءات التنفيذية لغرض بلوغ الأهداف ) كأجراء تطبيقي- عملي كنت قد استخدمته في تلك الحقبة للحد من ظواهر ( التسرب والتخلف ) واللذين عانت منهما تلك
المناطق بعد أن حاولت الجهات ذات العلاقة التي ليس لها علاقة بالعملية التربوية في تلك الأقضية والنواحي العمل في إغلاق بعض المدارس ، والإجراءات التي تم اتخاذها للوقوف بوجه هذه الجهات للحد من نواياها الخبيثة، وكذلك الإجراءات السريعة التي قامت بها المديرية العامة لتربية ذي قار مشكورة بعد حرب التحرير بموجب مذكراتنا لحل بعض المشاكل المتعلقة في مدارس تلك المنطقة نتيجة البحث .
أما في الفصل الثالث فقد تناولت النتائج التي توصلت أليها من خلال البحث ،وهي عبارة عن التوصيات والمقترحات فيما يخص جميع أطراف العملية التربوية والبيئة، والأنظمة التربوية الواجب أعادة النظر فيها، وكذلك المناطق التي هي بحاجة الآن إلى بناء مدارس جديدة لاستيعاب الأعداد الكافية من التلاميذ والطلبة وخصوصا بعد عودة العوائل المهجرة أليها.
أما الفصل الرابع فقد أحتوى على الجداول والبيانات المرفقة للبحث، والتي تبين أعداد التلاميذ والطلبة وأسماؤهم كلا حسب مدرسته، وخلاصة أسباب ترك الدوام ،والموجودين ألان فعليا في الدوام بموجب الاستمارات المعدة لهذا الغرض ، وبينا كذلك الشاغر المستعصي في الهيئات التدريسية لنتمكن من وضع الحل السريع، والذي قد يساعدنا على الحد من استفحال ظاهرتا التخلف والتسرب عن الدوام وشمول الجميع بها بناء على ما جاء بكتابي وزارة التربية / المديرية العامة للمناهج المرقمين 29060 في 30 /10 /2004 و31898 في 8/12 /2004 والمتضمنين تعزيز وتفعيل مبادئ حقوق الإنسان وفق ما جاء بمبادئ ( الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) و( الاتفاقية الدولية لميثاق حقوق الطفل ) وقد وثقت هذه المعلومات تلفزيونيا وهي مبادرة المديرية العامة للتربية ، وكذلك مبادرة نقابة المعلمين التي أشرفت على طبع هذه الدراسة، وفي الختام أتمنى أن أكون قد وفقت لإيصال هذه المعلومات لجميع الأيادي الخيرة لبناء عرا قنا الجديد ... والله ولي التوفيق .
ملاحظة: يتبع في اقسم الثاني( السياسة التعليمية... وافاقها المستقبلية في فكر واراء المرجع الشهيد آية الله السيد( محمد باقر الصدر) (قدس سره الشريف ) وهي دراسة نقدية في تطبيق أحكام قانون التعليم الإلزامي المرقم 118 لسنة 1976
آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الباحث