الشرق الوسط -الخميـس 17 رمضـان 1426 هـ 20 اكتوبر 2005 العدد 9823
http://www.asharqalawsat.com/details...article=329256
صدام طلب صبغة شعر سوداء قبل مثوله أمام المحكمة
بغداد: معد فياض
علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مقربة من المحكمة التي مثل امامها صدام امس، أن الطلب الوحيد الذي قدمه صدام قبل نقله الى المحكمة كان «صبغة شعر» سوداء اللون صبغ بها صدام شعره بطريقة غير منتظمة، حيث بدا الشيب على شعره من الخلف. دخول صدام إلى القاعة كان استعراضيا، حيث دخل وهو يضحك حاملا نسخة قديمة من القرآن. وقد حاول كل من عواد البندر وبرزان التكريتي إثارة مشاكل، فقد أخرت مشكلة العقال التي أثارها البندر المحاكمة ربع ساعة، وعندما طلب البندر العقال قائلا انها هويته، علق صدام قائلا «عفية»، وهو تعبير للتشجيع باللهجة العراقية.
خلال الجلسة طلب صدام الذهاب إلى الحمام، ورفض ان يرافقه الحرس فدفعهم، لكنهم في النهاية رافقوه، ولدى عودته عانق أخاه غير الشقيق برزان التكريتي. ويذكر انه قبل بدء المحاكمة قبل عواد البندر رأس صدام، أما طه ياسين رمضان فقبلة من وراء السياج الحديدي. اللافت كانت محاولة صدام حسين تحويل المحاكمة الى مهرجان استعراضي في البداية، لكن الارتباك بدا على الرئيس المخلوع عندما بدأ الادعاء يتحدث بالأرقام والتواريخ عن الجرائم التي ارتكبها خلال عهده، فكان القلق واضحا من تحركاته، حيث كان يحك اجزاء مختلفة من جسده. إلا أن صدام أنكر جميع الجرائم والتهم الموجهة اليه، فرد عليه الادعاء بالقول «اننا نمتلك اشرطة واسطوانات مدمجة تؤكد ذلك»، فرد صدام قائلا «لقد دبلجتم افلاما وأحداثا ضدي بطريقة مزيفة». وكان خطأ المحكمة انها لم توفر جهازا لعرض الاسطوانات المدمجة. أحد الحاضرين، ويدعى «بسام»، وهو مستشار لرئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري، يزعم ان صدام كان أعدم والده وشقيقه، طلب إذنا وتحدث مع الرئيس المخلوع خلال الاستراحة وعاتبه على إعدام عائلته، إلا أن صدام لم يرد عليه وبقي ينظر الى الجهة الأخرى مبتسما. حضر الى المحكمة عدد كبير من اعضاء السلطة العراقية، وفي مقدمتهم نائب رئيس الوزراء أحمد الجلبي، الذي بدا سعيدا طوال الجلسة، وليث كبة المتحدث الرسمي باسم الجعفري، والمستشار الأمني موفق الربيعي، ونائب رئيس الجمعية الوطنية حسين الشهرستاني. كما كان حاضرا القاضي رائد جوحي، الذي حقق مع صدام في السابق.