سيروا على خطى الحكيم .. ولو هذه المرة

جمال البيدر

jalbaidar@hotmail.com

مع انني شخصيا اعارض سياسة الرئيس العراقي صدام حسين الخرقاء , ولا اميل الى سياسة المجلس الاعلى الشوهاء , ولا مواقف بعض اطراف المعارضة البلهاء , لكنني اجد نفسي هذه المرة مع الموقف التي اتخذه رئيس المجلس الاعلى السيد محمد باقر الحكيم , الذي رفض في لقاء مع الصحافي غسان بن جدو اليوم السبت 22/3/2003 وصف الغزو الامريكي للعراق بالتحرير واعتبره عدوانا خارجيا , مؤكدا على منع فيلق بدر من المشاركة مع القوات البريطانية الامريكية في غزو العراق.

في واقع الحال لا يختلف اثنان من المراقبين للوضع السياسي في العراق ان عموم المعارضة العراقية وخصوص المجلس الاعلى بسياسة ممثله في لندن الدكتور حامد البياتي الميالة الى وضع البيض في سلة الغرب دون مراعاة لمشاعر العراقيين والعالم الاسلامي ساهمت بشكل كبير في تحقيق اوليات الغزو الامريكي للعراق , وهي شريكة في ما يحصل اليوم في العراق من خلال الموافقة على الدخول ضمن دهاليز السياسة الامريكية , ومؤتمر اجور رود بلندن مثالا لا يخطأه حتى البصير.

ولا احب الدخول في تفاصيل موقف الحكيم واسبابه ودوافعه وهي كثيرة ربما تكون لنا عودة للموضوع , ولكن الموقف في هذا الظرف يعتبر خطوة في الطريق السليم للتناغم مع توجهات الشعب العراقي المسلم الرافضة للحرب والتجانس مع مشاعر المسلمين وغير المسلمين في انحاء العالم المعارضة للهيمنة الانجلو ساكسونية على العالم.

وتأسيسا على هذا , ارى من الواجب الوطني ان تحذو بقية المعارضة العراقية حذو السيد الحكيم وتخلي يدها من اراقة الدماء في العراق , فالديمقراطية التي تبشر بها واشنطن لم تفلح مع الشعب الامريكي والشعب البريطاني الرافض بغالبيته للحرب فكيف يراد لها ان تفلح مع العراق , واذا كان عذر الممتنعين ان الرئيس العراقي صدام حسين لا يغير جلده حتى ولو غيرنا سياستنا , فهل يعقل ان تغير واشنطن او لندن من جلدها حتى يعطي ذلك المسوغ المادي والنفسي للمعارضة العراقية كي تقوم بالوثوق بهما وثوق البصير بحاديه.

من قبل دعوت المستبشرين خيرا بالحل الامريكي ان يقرأوا مبادرة نصر الله في الحل الوطني السلمي ربما كان فيها نصر الله , ولكن الاغراء الامريكي كان اقوى وان يبدو حتى اليوم سرابا بقيعة يحسبه الظمأن ماء , واليوم فان صوتا عراقيا مسلما يدعو المستبشرين بالحل الامريكي ان يضموا صوتهم الى صوت الحكيم ويسيروا على خطاه ولو هذه المرة.

افعلوها ولو لمرة تكسبوا رضا الرب والمعصوم والشعب والامة والبشرية , وهذا اضعف الايمان.