http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/worl...00/4409392.stm

أعمال العنف تستعر في فرنسا رغم التحذيرات
تعاني فرنسا من أعنف أعمال عنف في تاريخها وأخفقت تحذيرات المسؤولين من توقيع أحكام قاسية بالسجن في ردع الضالعين في أعمال العنف.

تواصلت أعمال الشغب في باريس لليلة العاشرة على التوالي وامتدت منها إلى سائر أنحاء فرنسا، وقد أُضرمت الحرائق في أكثر من 1295 سيارة بعدد من المدن الفرنسية من بينها روان وليل وستراسبورج ونيس وطولوز ونانت ومارسيليا.

وقد ألقت السلطات القبض على حوالي 312 شخصا في شتى أنحاء فرنسا. كما حلقت المروحيات المجهزة بالأضواء الكاشفة في أجواء باريس متعقبة القائمين بأعمال الشغب.

وقال وزير الداخلية الفرنسي، نيكولا ساركوزي، إن العصابات المسؤولة عن أعمال العنف قد أصبحت منظمة للغاية وإنها تستخدم شبكة الإنترنت في تعميم الاضطرابات في كافة أنحاء البلاد.

كما حذر ساركوزي منفذي أعمال الشغب من أنهم سيتعرضون لعقوبات صارمة بالسجن.

وحامت مروحيات الشرطة في اجواء العاصمة الفرنسية، وحاولت ملاحقة وتحديد هوية المسؤولين عن هذه الهجمات.

غير أن الإجراءات الأمنية المشددة كانت عرضة لانتقادات الرأي العام. أعمال عنف

وكانت أعمال الشغب قد اندلعت عقب مقتل مراهقين في أحد الأحياء المحرومة في باريس.

وقتل بونا تراوري البالغ من العمر 15 عاما، وزيد بينة، 17 عاما، صعقا بالكهرباء بطريق الخطأ في محطة كهرباء فرعية في كليشي سو بوا، بالقرب من باريس بعد ما قيل عن هروبهما من الشرطة في حادث لا تزال التحقيقات جارية فيه.

وأُضرمت الحرائق في 11 سيارة في قلب باريس، كما دُمرت 50 سيارة على الأقل عندما اندلع حريق في بلدة "إيفرو" بمقاطعة نورماندي.

وتعرضت روضات الأطفال وإحدى المدارس للحرق ليلة السبت.

كما أضرمت النيران في موقف للسيارات في أوت دي سين مما أدى إلى تدمير 36 سيارة على الأقل، كما هوجمت وأحرقت سيارة تابعة لخدمات الطوارئ.

واندفعت سيارة في مطعم لماكدونالدز جنوبي باريس مما أسفر عن اشتعال النيران فيه.

كما تعرضت منشأة لإعادة التدوير قرب باريس لهجوم مما أسفر عن اشتعال النيران في 800 متر مربع من الورق و35 سيارة على الأقل.

كما اعتقل مراهقان في شمال شرق باريس وسلما إلى الشرطة بعد أن حاولا إضرام النيران في شاحنة. مسيرات

وفي نفس الوقت خرج قادة مسلمون ومسيحيون على رأس مسيرة ضمت المئات في حي اولناي سو-بوا، والذي شهد بعض أسوأ احداث الشغب، بجوار السيارات المحترقة وهم يرفعون لافتات كتب عليها "لا للعنف.. نعم للحوار".

وفي منطقة كليشه سو بوا تدخلت مجموعات من المسلمين لتهدئة الاضطرابات، حسبما ذكر مراسل بي بي سي آلاسدير ساندفورد في باريس.

وتأتي هذه التطورات بعد أن التقى رئيس الوزراء الفرنسي دومينيك دو فيلبان بثمانية وزراء في حكومته، علاوة على رئيس المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دليل بوبكر لبحث الأحداث.

وكان دوفيلبان قد عقد سلسلة من الاجتماعات مع شخصيات عامة، ومع مواطنين من المناطق التي شهدت أعمال العنف في محاولة لوضع نهاية لها.

وعقب اللقاء حث بوبكر الحكومة الفرنسية على تغيير لغة الخطاب التي تتناول بها الأزمة بقوله "ما أريده من السلطات، ومن نيكولا ساركوزي، ومن رئيس الحكومة، ومن كبار المسؤولين هو كلمات تحقق السلام".

وقال ساركوزي "لن تقبل الجمهورية بالعنف"، وشدد على أن الحكومة مجمعة على الوقوف بحزم في مواجهته. كما قرر عقد اجتماع مع قادة الشرطة لبحث سبل مواجهة الشغب.

وكان وزير الداخلية الفرنسي قد أثار عاصفة من الانتقادات في وقت سابق عندما وصف من قاموا بأعمال الشغب بأنهم "قطاع طرق".

غير أن ساركوزي أقر في نفس الوقت أن هناك شعورا بالظلم في المناطق التي تشهد الاضطرابات ينبغي مواجهته.