القيادات السياسية للواقع السني العراقي راهنت على العنف والإستهداف الطائش ضد الأبرياء في العراق، والقت بثقلها الإستراتيجي وراء منظمات بعثية وطائفية ناصبية استهدفت وماتزال تستهدف المدنيين الأبرياء الشيعة على وجه الخصوص. وإضافة إلى الخطاب الديماغوجي الذي تتبناه هذه القيادات البعثية فإنها تصرفت بشكل أخرجها عن نطاق المصلحة الوطنية العراقية، وتعاونت مع قوى إقليمية قذرة تضمر العداء ضد العراق وشعبه، وإن أعلنت نها تقف إلى جانب السنة لمصالح مرحلية مؤقتة.
هذا الخرق الإستراتيجي الذي تعودنا عليه من قبل البعثيين وضباط جيش صدام المنهار لم يأخذ في الحسبان أن العراق بأكثريته قد قرر أن يمضي إلى المستقبل رغم الجراح، وأن الناس قد أعلنوها بالبندقية والورقة الإنتخابية أنهم يرفضون البعث والبعثيين مهما كلفت المسألة من تضحيات. بمعنى آخر اللعبة انتهت. عقلية العصابات والقتل ارتدت على الواقع السني بالذات لتصيبه في مقتل، فمدن الأنبار تحولت إلى مناطق يرتع بها السلفيون النواصب يقتلون النساء والرجال والشيوخ، ويسطون على أموال الناس بعناوين المقاومة. وتحولت قياداتهم من الرفاق البعثيين ورؤساء عشائرهم إلى طراطير تحركها ايدي المقاتلين الأجانب وضباط المخابرات السورية واليهودية وغيرها.
المراهنة على دعم دول الجوار لم يأت أكله كما يجب فالنظام السوري في وضع حرج لا يحسد عليه، خاصة بعد تعاظم الضغط الدولي على النظام بعد حادثة مقتل المرحوم الحريري، وأخيراً وليس آخراً تمدد الإرهاب الأنباري إلى حليفتهم الكبرى الأردن، وحاكمها صاحب نظرية الهلال الشيعي قد دق المسمار الأخير في نعش هذه القيادات المجرمة.
التقدم الحاصل في العمليات الأمنية الناجحة خاصة عملية تلعفر الموفقة إضافة إلى الضربات التي تلقتها هذه القوى في حصيبة والقائم وأخيراً العملية التي تجري الآن ضد أزلام صدام ورافعي صوره في ديالى مع زخم غير معتاد في ضرب هذه المواقع قد بدأ يعطي أكله في تحييد وإزالة القيادات السنية المهترئة على ضوء إقرار قانون مكافحة الإرهاب الجديد ودخوله حيز التنفيذ.
الواقع السني العراقي بدأ يفهم الآن أن اللعبة انتهت وأن المواطن السني هو الخاسر الأول والأخير من تحويله إلى موقع إستحمار من قبل دول اقليمية وقيادات بعثية ومستعممين نواصب وذباحين لا شرف لهم. ويبدو أن هذا الواقع بدأ يفهم أنه كان عرضة لأكبر خدعة في تاريخه، إبتداءً من تضخيم دوره، والمزايا الفارغة التي حصل عليها، أو القوة الطائشة التي يقال أنه يمتلكها، أو الدعم الذي يمكن أن يتلقاه.
وبدأ السنة يفهمون أنهم لن يستطيعوا أن يستمروا في العيش تحت ظل مستعممين نواصب أو شباب إنتحاري طائش يقوده أردنيون وسوريون وسعوديون.
لكن هذه الصحوة المتأخرة جداً لا تمتلك فيما يبدو الإرادة أو القوة أن تعبر عن رأيها بوضوح وسط ضجيج إعلامي وسياسي يسرق آراء الناس ومواقفهم. المسألة التي ينبغي أن يفهمها الواقع السني المغلوب على أمره أنه يجب أن يطور آليات جديدة تخرج من ظلمات الماضي كي ينطلق إلى المستقبل، بعيداً عن قيادات شاذة تسرق قوته ومواقفه تمارس الإرهاب بإسمه، تثرى على حساب شقائه، وتحصل على مواقع سياسية من خلال الكذب عليه، نماذج مثل خلف عليان أو صالح مطلك أو فخري قيسي أو حارث ضارط أو محسن حميد أو غيرهم.
السنة العراقيون يرحبون بعمليات أمنية نوعية من نوع عمليات تطهير تلعفر أو حديثة أو القائم ويتمنون أن تبقى القوات الأمنية العارقية متواجدة بشكل دائم كي تحميهم من عصابات النواصب ومجرميهم، بينما تتباكى هذه القيادات الإرهابية ويتعالى تصايحها عند حدوث أية عملية من هذا النوع تقوم بها الدولة، أمر يبرز الهوة الشاسعة بين هذه القيادات والواقع الذي تدعي قيادته. السنة يتمنون وجود سلطة الدولة، ويتمنون أن يعطوا أصواتهم بحرية بعيداً عن تهديدات مطلك أو ردام الضارط... لكن
القيادة السنية الحالية تقود واقعها إلى إنحطاط على جميع المستويات، ويبدو أنها مصممة على السير في هذا الطريق الطائش والمنحرف. هذه بيانات أصدرتها بعض هذه القيادات تبين قوة الضربة التي تعرضت لها مواقعهم الإرهابية التي يستقوون بها من جهة، ومدى إبتعادهم عن عراق مستقر تحكمه دولة تمارس سلطتها وواجبها في حماية المواطنين من قواهم الشريرة.
البعثي الإرهابي خلف عليان يعلن عصياناً مدنياً كاذباً في الأنبارلن يتحقق لأن كل شيئ معطل في تلك المنطقة بفعل قواه الإرهابية.
العليان: اعلان العصيان المدني في الانبار غدا
بغداد/نينا ا/علن الامين العام لمجلس الحوارالوطني خلف العليان ان محافظة الانبار ستشهد يوم غد عصيانا مدنيا في جميع ارجائها. وقال العليان في تصريحات صحفية" ان اسباب العصيان هو الاعمال الاجرامية التي يقوم بها الجيش الامريكي وتسانده وحدات من الحرس الوطني على محافظتي ديالى والانبار خلال هذه الايام باستخدام ابشع الوسائل والطرق في ضرب المدن والمناطق الامنة وحملة الاعتقالات التي تقوم بها هذه القوات بحجة انتماء من يلقى القبض عليهم الى الارهابيين". وأضاف العليان" ان العوائل الساكنة في منطقة الجزيرة ارغمت على مغادرة المكان بالتهديد بقصف منازلهم". وقال" ان وراء هذا العمل مخطط تعسفي يستهدف كل المناطق التي يتم ضمها تحت تسمية( المناطق الارهابية)". واوضح ان هذه الضربات لن تثنينا عن المشاركة في الانتخابات التي ترحب بها كل الكتل
أما هيئة السفاحين وزعيمها الضارط فقد أصدرت بياناً يبرز قوة الضربة التي تعرضت لها نتاج هذه العمليات الموفقة.
نتمنى لقوى العراق الأمنية التوفيق في مساعي ضرب الإرهاب والإجرام وقواعدهما لعل وعسى فقد تتمكن القواعد السنية أن تكون أكثر جرأة في تحديها لقياداتها الديكتاتورية والمجرمة على ضوء قطع الأيدي التي تستقوي بها تلك القيادات على واقعها.