محمد الوادي...توقيت الاعلان عن معتقل الجادريه..اول نتائج مؤتمر الجامعة العربية

شبكة أخبار النجف الأشرف :
هكذا وبشكل مفاجيء وبدون علم مسبق او سابق انذار اكتشفت القوات الامريكية في العراق معتقل سري تديره وزارة الداخلية العراقية , مع ملاحظة بسيطة ان موقع هذا المعتقل هو جزء من المنطقة الخضراء التي تمتد من جسر الجمهورية وحتى جسر الجادريه ,وهو عباره عن ملجأ من الغارات الجوية وامتداد لبيت حلا البنت الصغرى للصنم الساقط , ولااتصور ان احدآ ممكن ان يتصور ان تلك بنت القائد الضرورة كانت تسكن في مدينة الصدر البطلة او في مدينة الصدرين المجاهده الشعلة سابقآ .

مااريد ان اقوله , انا لست بصدد الدفاع عن وزارة الداخلية واذا صدقت هذه الاخبار فيجب ادانة ومحاسبة المسؤلين المباشرين عن هذه الانتهاكات , التي لم يعد لها مكان في العراق الجديد , خاصة اذا كان هؤلاء المعتقلين أبرياء لاذنب لهم , اما مسالة المكان فلايجب التركيز عليها كثيرآ في ظل الظرف الارهابي والدموي
والاستثنائي الذي يمر به البلد , وطالما الجادريه ليس جزء من هنكاريه او بولونيا !!
بل ان ابعد منشاة عسكرية امريكية لاتبعد عن هذا المكان سوى مئات الامتار , وايضآ اقرب نقطة حراسة لجنود امريكان لاجل حماية صحفيين غربيين لاتبعد عن المعتقل السري المزعوم سوى حوالي خمسين متر وكل دخول وخروج سيارات الشرطة وهي تنقل المعتقلين كانت امام عيون هولاء كما صرح بذلك احد العسكريين الآمريكين !! والجميع يعرف ان الامريكان كانوا وقبل دخولهم العراق يعرفون تفاصيل المواقع الامنيه وقصور الطاغية اكثر من ابناء العراق أنفسهم , فكيف الحال وهم جالسون ويتحكمون منذ ثلاث سنوات في هذه المواقع بل وكل العراق !!

أن كل هذا الذي جرى وهذه الضجة المفتعلة و المفاجئة هي ليست مصادفة ولابريئة , بل هي توقيت خبيث ولئيم وهو نوع من العمل السياسي المبرمج عرفت به السياسة الامريكية من خلال ترتيب الامور والاولويات لما يخدم مصالحها الخاصة دون الالتفات الى الاخرين , ومن المصلحة الملحة في هذه الايام بالذات للولايات الامريكية ان تضع الحكومة العراقية المنتخبة , وبصراحة اكثر ان تضع شيعة العراق في موقع المتهم و المدافع عن نفسه امام الراي العام العراقي والعربي وحتى العالمي , لتاتي بعد يومين من الان وقبل اجتماع مايسمى مؤتمر الوفاق العراقي في القاهره بيوم واحد وتطرح مساومات لاجل تمرير قضية المعتقل المزعوم مقابل تنازلات للبعثيين والارهابيين المشاركين في المؤتمر المشبوه هذآ , والذي تديره الجامعة العربية العجوز باشراف ظاهري من الديكتاتور عمرو موسى وتوجيه خفي من ال سعود في السعودية وال مبارك في مصر وباوامر صارمة لاتقبل النقاش من العم سام !!

وهنا لابد من الاشارة وتحية موقف السيد مقتدى الصدر والدكتور احمد الجلبي والدكتور مثال الالوسي الذين رفضوا دعوة الجامعة العربية لعقد الاجتماع في القاهره , ومن حقنا التساؤل عن سبب قبول الاخرين الذين انتخبهم المظلومين من الشعب العراقي لهذه الدعوة المشبوهة اساسآ والمكان الاكثر شبهة في الجامعة العربية والقاهره نفسها , ان هذا التصرف غير مبرر اطلاقآ خاصة وانتم لم يتم تعينكم في مناصبكم هذه من قبل قوات التحالف بل ان الشعب العراقي بمكوناته الشريفة خرج متحديآ الارهاب لانتخابكم وليس غيره , وهذا يفرض عليكم التزام اضافي وتاريخي لعوائل المقابر الجماعية وللمفقودين والمظلومين والذين بترت أذانهم ووشم جبينهم !!اما وانكم ستجدون امامكم في القاعة بعثيين وارهابيين باسماء جديدة مثل قادة الجيش

السابق او فصائل المقاومة او سفراء ووزراء سابقين كما صرح بذلك نصآ وزير خارجية مصر , فماذا ستقولون للعوائل التي استباح دمائها وحرمتها الارهاب المجرم القذر . وعلى اي دعم ممكن ان تحصلون في الانتخابات القادمة , وهذا بالضبط ما يبحث عنه ومايريده لكم البعثيون السابقون والحاليون على حد سواء .

ولايمكن ان اختم الموضوع دون الاشاره الى الموقف الجبان والطائفي التحريضي لقناة الشرقية البعثية ولقناة الجزيرة المشبوهه , اللتان حولتا موضوع السجناء وكأنه استهداف طائفي مبرمج , وهذا موقف خطير يجب ان يرصد من قبل الحكومة ويجابه باجراءت رادعة وقوية , وهذا اقوى اختبار وتحدي لقانون الارهاب والمحرضين عليه الذي صدر في العراق قبل ايا م معدودة , فمثل هولاء " النابحين" هم ومن يوجههم و يمولهم يجب ان لايترك لهم المجال للتحريض على الحرب الاهلية او الاعمال الارهابية بحق العراقيين تحت شعار العراق الجديد والديمقراطية !! اما الناطق باسم الحزب الاسلامي كان يصر والكرسي يهتز من تحته على انها استهداف لأهل السنه في العراق , رغم تاكيدات كل الجهات الرسمية ومعرفته هو شخصيآ , وايضأ
تصريح السيد وكيل الداخلية ان هولاء من بينهم الكردي والشيعي والسني والتركماني دون تمييز او استهداف وان اعتقالهم تم بموجب مذكرات توقيف رسمية لكونهم مشتبه بهم باعمال ارهابية , وانه تم تشكيل لجنة تحقيقية لاجل كشف حقيقة انهم تعرضوا للتعذيب , لكن مع ذلك كله كان الهاشمي يصر على جعلها حملة تحريضية لم يسلم منها حتى المراجع الدينية في النجف الاشرف , وكم كانت امنيتي كبيرة امام هذا الكم الهائل من عدسات التلفاز التي استدعاها الحزب الاسلامي ومن معه , ان يدخل عليه احد ابناء المعدومين وهو يحمل بيده"كونيه" كيس كبير من عظام المقابر الجماعية من اهل الجنوب واهل الشمال ويضعها امامه ويساله اين كنتم عندما كنا نذبح ونصلخ علنآ وسرآ دون ذنب يذكر سوى عراقيتنا ومذهبنا الاسلامي الحقيقي , اين كانت هذه صرخاتك وغيرتك المزيفه على العراقيين يوم كانت تنتهك حرمات البيوت والاعراض بايدي اولادكم ابناء الاجهزه الامنية الخاصة والعامة , اين كنت عندما كان ابن العمارة والبصرة والسماوة والناصرية والكوت و الحلة يشرب ماء من الطين وانت تشرب ماء زلال , ينام ويصحوا بلاكهرباء وانت تنعم فيها اربعة وعشرين ساعة ,وابن الشمال يتوسد الجبل فراشآ والصخره الحجر مخدة له , اين كانت غيرتك وابن الجنوب والشعلة والثورة باع ابواب بيته الداخلية وحتى حديد " وشيلمان " سقف داره لكي يشتري حليب ودواء اطفاله , وانتم تنعمون بالقصور العالية ومازلتم وبخيرات نفط اهل هذه المدن انفسهم , اين كانت غيرتك عندما افترشت نساء
العراق الشريفات الكريمات الساحة الهاشمية في عمان ورصيف السيده زينب في الشام بحثآ عن اللقمة الحلال وخوفآ على شرف عزيز ان ينثلم , اين كنت يوم كان اولاد وبنات الشهداء وعوائلهم تهدم البيوت على روؤسهم وتصادر ممتلكاتهم ويلوذون بالصمت الرفيع الشريف , بل اين انتم الان في وقتنا هذا والمساجد و الحسينيات تهدم على روؤس المصلين وتلك جريمة جسر الائمة مازالت تصرخ لتلعن الكفر والكافرين , اين انتم ولم يسلم حتى المراقد المقدسة لااهل بيت رسول الله "ص" وحتى اطفال بغداد الجديدة وحي العامل لن تسلم من الارهاب ولاحتى اماكن تواجد عمال البناء الابرياء . الان غيرتك ومن معك بدأت تعمل لان عدة اشخاص تعرضوا للضرب !! او انك تريد ان تقنعني ان الزرقاوي وحثالته موجودين في الكحلاء او المجر او الرميثه او في المشخاب!! ام انكم اتقنتم اللعبة جيدآ وتريدون الثمن هناك في مصر !! انه وهم كبير تعيشون عليه كما مازلتم تعيشون على ماضي اسود اصبح ميت اسمه صدام والبعث وكرسي الحكم .موجود هذا" المرعب" لكم الذي اسمه صندوق الانتخابات هو الفصل وهو الحكم وغير ذلك لن يكون سوى مضيعة للوقت والوقوف العبثي بوجه حركة التاريخ وتلك عقارب الساعة التي لم ولن تعود الى الوراء لابلعبة مثل لعبة الجادريه ولا بمؤتمر فارغ المحتوى مثل مؤتمر الجامعة العربية .



محمد الوادي