اعترف متهم هولندي في لاهاي بتزويد صدام باسلحة كيمياوية تم استخدامها لقتل آلاف المواطنين الابرياء في حلبجة وسردشت الواقعتين في اقليم كردستان عام 1987. واستمعت المحكمة الى اقوال المتهم” فان انرات “ فضلاً عن روايات قدمها ناجون من المجزرة الكيمياوية.
وكان النائب العام قال اثناء افتتاح المحكمة ان الهجمات بالاسلحة الكيمياوية اسفرت عن مقتل الآلاف، ورأى ان المتهم مسؤول عن جرائم دولية خطيرة.
وتعد هذه الاعترافات رسالة اتهام دامغة ترسلها محكمة لاهاي الى المحكمة الجنائية الخاصة التي تحاكم صدام في عدة ملفات من بينها مجزرة حلبجة.
وكشفت محكمة لاهاي أن فان برانت متهم ايضا بالتواطؤ في جرائم حرب عبر هجمات كميائية شنها صدام على مدن وقرى كردية في العراق وايران، بينها هجوم على مدينة سردشت في 1987 .
وروى قادر مولانبور وهو كردي من هذه المدينة الصغيرة كيف فقد زوجته الحامل واولاده الثلاثة اثر هذا الهجوم الكيميائي الذي نجا منه لانه كان في قرية مجاورة.
وقال محاولا التغلب على دموعه "شاهدت اولادي غير قادرين على الوقوف، كانوا مصابين بالغثيان والاقياء ويعانون مشاكل في عيونهم وجلدهم يحترق.
وفي الايام التالية شهد وفاة افراد عائلته هذه يموتون الواحد تلو الآخر.
وقد اصيب هو شخصيا بحروق عندما كان يحاول انقاذ ابنائه وما زال يعاني الى اليوم من مشاكل صحية مرتبطة بمواد كيميائية.
واكدت ليلى معروف زاده المساعدة الاجتماعية في سردشت انها شاهدت طائرات عراقية تلقي على مدينتها مادة صفراء تفوح منها رائحة الثوم والبطاطس العفنة.
وقالت "في المستشفى شاهدت عددا كبيرا من الاشخاص يتقيؤون وقد احمر جلدهم ثم اصابتهم حكة وظهرت بثور واخيرا تحول لون بشرتهم الى الاسود". وتعاني هذه السيدة من مشاكل في عينيها.
وقد توقفت شهادة معروف زاده مرات عدة لتتمكن من تناول ادوية تساعدها في التخفيف من تاثرها الشديد الذي يلازمها منذ ذلك الهجوم.
و(فان انرات) هو اول شخص يحاكم في قضية تتعلق بالحملة التي شنها صدام على الاكراد وقالت منظمة "ترايال ووتش" في جنيف انها اخطر جريمة في القانون الدولي.
وقد اوقف الرجل في السابع من كانون الاول 2004 في هولندا بينما كان على وشك الفرار. وقد رفض القضاء طلبات عدة للافراج عنه موقتا.
ويؤكد محضر الاتهام ان رجل الاعمال كان على رأس احدى عشرة شركة تتمركز في دول عدة وكانت تؤمن مواد تستخدم في انتاج غاز الخردل وغازات اخرى تؤثر في الجهاز العصبي.وكان فان برانت الذي استهدفه تحقيق اميركي اعتقل 1989 في ايطاليا لكنه فر الى العراق حيث بقي حتى سقوط النظام في آذار/ 2003 ولجأ الى هولندا.يذكر ان عضو الجمعية الوطنية محمود عثمان ابلغ الصباح أنه شاهد في هذه المحكمة وتعد شهادة عثمان من الادلة الدامغة التي تدفع الى ادانة الطاغية بمجزرة حلبجة ،وقال انه عاش ظروف المجزرة ويمتلك معلومات مفصلة عنها.