باقر الشماسي * - 12 / 12 / 2005م - 12:46 ص
محامو صدام حسين: نجيب النعيمي ورامزي كلارك
الدليمي - كلارك - نجيب النعيمي - هؤلاء نجيب وكلارك التعساء قد تسللوا إلى المحكمة في العراق بطريقة غير مشروعة، ولم توثق أوراقهم من قبل نقابة المحامين العراقيين لكي تؤهلهم بالدخول إلى المحكمة وبالمرافعة عن مجرمي العصر نظام صدام وعصابته. وإنما دخلوا متسللين على طريقة «حرامية الليل» كي يعيثوا فساداً وفوضى في المحكمة ليكسبوا مزيداً من الوقت. ولكي يأخذوا فرصتهم في الصراخ والصياح، وذرف دموع التماسيح، على طريقتهم الخاصة في جنازة النظام الصدامي.

وهي طريقة الرمي العشوائي من الأسئلة على الشهود بدون تصويب. مثلاً سؤال إلى الشاهد : هل تذكر ماذا كنت ترتدي من ملابس عند استجوابك، وفي أثناء تعذيبك؟! وهل رأيت بعينيك الإبادة الجماعية ؟ وهل رأيت صدام يقتل بيده؟! وهل، وهل...إلخ. ومن أمثلة هذه الأسئلة المضحكة «وشر البلية ما يضحك» مما تذل على ضحالة هذا المحامي. وأتعس المحامين الثلاثة هو نجيب النعيمي، حيث جاء من بلد محتل: وهي قطر. لكون وجود أضخم قاعدة عسكرية أمريكية خارج الولايات المتحدة الأمريكية فيها. وصار هذا «الثلاثي» يصول ويجول في قاعة المحكمة وكأنهم قطط في قفص يستميتون في البحث عن طعم لهم، ورصيداً لجيوبهم التي خوت مؤخراً من «كوبونات النفط» والذي ضاعف من تعاسة هذا المحامي أنه جاء اسمه في قائمة المرتزقة من «كوبونات النفط» في صحيفة «المدى» العراقية قبل فترة وكانت قد وثقت هذه الجريدة الجريئة بدلائل وأرقام لا مجال للشك فيها.

وهو واحد من ضمن عشرات المرتزقة الموصومين بعار الرشوة والعمالة لنظام صدام الفاشي المقبور. زائداً ضحالة خبرته في المحاماة كما يبدو من أسئلته للشهود، وغير ذلك من الكلمات والحركات التي افتعلها، والتي جعل من نفسه أضحوكة وسخرية من الحضور والمشاهدين.

والأدهى والأمر في تعاسة هذا المحامي، الذي لا زال يحبوا في ممارسة المحاماة «متعثر الحظ» تكمن وتتجلى أكثر فأكثر أنه حنث بالقسم على صيانة هذه المهنة المقدسة، حيث ترافع عن نظام أجرم بحق شعبه لم يكن مسبوقاً في تاريخ الطغاة وإجرامهم. ناهيك أنه لم يترافع ولم ينطق بكلمة حق عن احتلال الجيوش الأمريكية «لبلده» قطر،ولم يحتج على حكومته لاعترافها بدولة إسرائيل، وعلى تواجد السفارة الإسرائيلية في قطر: والتي وضعت على شكل «دكان؟!». وكذلك لم يتفوه بكلمة حق عن قبيلة بني مرة، المظلومة بل صمتَ قبل وأثناء توليه وزارة العدل وبعدها، حيال احتلال الجيش الأمريكي لقطر. وكأنه مشترك في ذلك - فالسكوت من الرضا - واضطهاد قبيلة بني مرة من قبل حكومته. هي أيضاً جريمة ولكن محامي صدام التعيس نجيب النعيمي لم ينطق بكلمة حق في هذه أو تلك.

وهنا سؤال يطرح نفسه. أليست هذه خيانة لشرف المهنة حين يترافع أي محامي عن نظام مجرم، أوغل في الإجرام، وأفرط في القتل الجماعي لم يسبق له مثيل في التاريخ القديم الغابر ولا الحديث المعاصر؟ مقابل حفنة من الدولارات، وحفنة من براميل النفط. «من كوبونات النفط».

إن التاريخ لا يرحم من وقفوا بأقلامهم أو دافعوا عن مجرمي الشعوب وسراق قوتها وثرواتها وجلاديها، ولو بعد حين، وسيذكرهم بالخزي عاجلاً أم آجلاً، وسيضعهم في قائمته السوداء مع زمرة الحجاج بن يوسف الثقفي، مروراً بموسوليني وهتلر، ومن نهج نهجهم القمعي العبوس كالتكفيريين والصداميين راضعو الإرهاب والإرهابيين. إن هؤلاء المحامين الثلاثة قد قادهم حظهم التعيس لأن يحضروا مراسيم زواج «الضبع على الغزالة». أي اغتصاب صدام لحكم العراق. نهاراً جهاراً، وانتهاكه لمبادئ حقوق الإنسان في العراق، مقابل أرصدة دولارات. على دفعات, واليوم يطعن هذا «الثلاثي التعيس» في شرعية المحكمة, هذه المحكمة التي اُنتُخِبت من قبل مجلس الشعب المنتخب ; ولكنهم يدافعون عن رئيسٍ وعصابته الذين اغتصبوا الحكم وبسبق الإصرار والترصد، وبدون خجل يقولون وبدون حياء أنها محكمة الاحتلال وقفص الاحتلال!! أما قطر فليست محتلة، ولم يغتصب الحكم من أبيه؟!! ثم يقودهم اليوم حظهم الأتعس ليسجلوا حضورهم في تشييع «جنازة النظام العروبي» لكي يذرفوا دموعاً تكاد تدمي مآقيهم حسرة على زمان مضى إلى غير رجعة، قد أزهر جيوبهم «بكوبونات النفط». فليبكوا حتى الثمالة, ولكن هذا قدرهم المنحوس وقدر سيدهم صدام وحلفاءه من التكفيريين لا مفر منه.

ونصيحتي للمحامي «الفذ» نجيب النعيمي أن ينسحب من المحكمة ويعلن تخليه عن الدفاع عن صدام وزمرته، حفظاً لماء وجهه، وستراً لبلده المحمية بالجيوش الأمريكية، وستراً لاغتصاب الحكم في قطر كي لا ينطبق عليه المثل القائل «اللي استحوا ماتوا».

وأخيراً عزائنا لاتحاد نقابات المحامين العرب. لعله يستيقض. وأحسبه سوف ينتفض ضد هذا «الثلاثي المهزلة».محامو المجرمين لينقد سمعة قداسة الحاماة وسمعة الاتحاد الأخلاقية.

كاتب وصحفي- الشرقية - القطيف

http://rasid.com/artc.php?id=9031