رسالة عاجلة ومفتوحة إلى قيادات سوريا وإيران وحزب الله! -رياض الحسيني
رسالة عاجلة ومفتوحة إلى قيادات سوريا وإيران وحزب الله!
أريحوا واستريحوا فلن نكون فلسطين ثانية!
الخميس 03 أبريل 2003 17:00
رياض الحسيني
منذ ان عقدت الادارة الامريكية العزم على الاطاحة بحكم الرئيس صدام حسين، وما زالت الشعارات والتحريضات تتوالى من اطراف معينة متمثلة بايران وحزب الله لبنان وسوريا.
وفي الوقت الذي لا احد يُنكر تأثير سوريا على حزب الله لوجستيا واعلاميا، كما ليس خافيا الدعم الايراني للحزب والذي يصل احيانا الى مالا حدود، فان هذا المثلث يعيش هاجس انه الهدف التالي. هذا بحد ذاته يضيف للادراة الامريكية عزما وحزما على المضي قدما في خطتها ضد تلك الاطراف، وفي الوقت ذاته يضيف ضعفا ورعبا الى الطرف الاخر، وهذا ما قال عنه الامام علي (ع) "ما بارزت احدا الا واعانني على نفسه". من ذلك نستشف ان الاعانة على النفس انما تتأتى احيانا حينما تسلّم لعدوك بانه اقوى منك واقدر على هزيمتك وليس بالتفوق العسكري والعددي فقط. وهذا للاسف الشديد الذي يحصل لاطراف معينة مثل سوريا وايران وحزب الله لبنان. اضف الى ذلك ان زج تلك الاطراف بنفسها في تلك المعضلة انما يضيف زيتا على النار المؤججة بين الطرفين منذ عقود. ولو تملّك تلك الاطراف نوعا من العقلانية اكثر منها تعويلات وحسابات خاسرة تماما كما الطرف الذي يعولون على ضخ ماء الحياة فيه، لربما سيكون وضعهم افضل مما عليه هم الان في علاقاتهم مع الادراة الامريكية والشعب العراقي.
ربما ادركت هذا الامر سوريا الان وان كان متأخرا بعض الشئ، لذلك جاء تصريح الرئيس بشار الاسد على "اننا مع الشعب العراقي"، بينما لم تكن تصريحاته في السابق الا في حدود الشرعية الدولية وقرارات الامم المتحدة التي تحرّم تغيير النظام العراقي من الخارج. هذا التصريح انما يصح على الطرفين المتنازعين فيما هم الشعب العراقي وحزب البعث الصدامي والته الاجرامية. فلو رجحت كفة الشعب العراقي -وهي كذلك - فان القيادة السورية قد سجّلت موقفا لهذا الطرف، وان رجحت كفة النظام او على الاقل حفظ ماء وجهه في اخر لحظة وطلب الاستسلام -وهذا ما سيحصل- فانها قد سجلت موقفا ايضا وازاحت عن عاتقها امام شعبها والشعب العربي اللوم والتوبيخ.
لو تتبع الواحد منا تلك التصريحات والشعارات وخطابات الحماسة التي تلقيها تلك الاطراف والتي تستنهض همم الشعب العراقي للثورة ضد الامريكي الذي جاء لتحرير العباد والبلاد، يجد انها تحريضية اكثر منها حلا لازمة تهدد شعب قوامه 25 مليون انسان، وتهدد بلد غني بثرواته ويكاد يُعد ثاني اكبر احتياطي للنفط حسب اخر دراسة خصوصا بعد حرب الخليج الثانية. واذا استثنينا ايران من معادلة التغيير، فان الأطراف المتبقية لم ولن تعطي حلا ناجعا لازمة الشعب العراقي مع ممارسات الرئيس صدام وحزبه الذي يشاطر القيادة السورية الشعارات نفسها. وان كانت الممارسات والتعدي على حقوق الإنسان أخف في سوريا منها في العراق، فان ذلك لا يمنع المشاهد من الحكم على ان السياسة واحدة والتفكير واحد والاختلاف انما في اللين والشدة فقط وليس في الاسلوب.
ولو سلّمنا بطرح الاخوة في سوريا وحزب الله ونظرتهم التي يُجزمون على انها مثالية وعقلانية ووطنية! وفرضنا جدلا قيام الشعب العراقي بثورة ضد القوات الأمريكية المتواجدة في العراق الان! فهل سيدعمنا هؤلاء الاخوة بالسلاح والمال والرجال؟ ام سيتفرجون على مذابحنا كما تفرجوا في السابق وحزب البعث يعيث فسادا في مقدراتنا وكراماتنا؟ وهل سيكتفون بنشر مآسينا في وسائل الاعلام وفضائياتهم والقمم والندوات الثقافية كما يحدث الان مع القضية الفلسطينة، ام سيرسلون الينا بما صدء من عتاد الاتحاد السوفياتي والذي لا يصلح الا للمتاحف والقمامة؟ وهل ستسمح ايران للاجئينا بالعمل في دولتهم واعطاهم كارت يضمن لهم اقل ما يمكن من الكرامة الانسانية؟ وهل سيضمن حزب الله ان لاتسلّم الحكومة اللبنانية ثوّارنا الى الحكومة الامريكية لمحاكمتهم كأرهابيين وخارجين على القانون؟ وهل سيمتنع الاخوة الفلسطينيين والمصريين من الذهاب الى العراق كأيدي عاملة ومستوطنة لارض العراق؟ وهل ستسمح لنا قيادة بشار الاسد بالقيام بعمليات نوعية انطلاقا من اراضيها ضد القوات الامريكية باعتبارها قوات غازية ومجابهتها جهاد من اجل تحرير بلدنا، ام تكتفي بالسماح لنا باصدار الصحف واللافتات والمظاهرات؟
ان كل ذلك مسموح به لنا في تلك الدول في حال قيامنا بثورة ضد "الاحتلال" الامريكي كما يسمونه فنحن لها، والا فاريحوا واستريحوا، فلن نكون فلسطين ثانية.
رد مع اقتباس
