 |
-
لماذا فجّر خدّام قنبلته الان ؟
لماذا فجّر خدّام قنبلته الان؟
منقول من موقع الصحفي العراقي عامر عباس العكايشي رئيس جمعية رعاية الصحافة والاعلام
اصدر January 7, 2006 6:04:00 AM
بين الحين والاخر تظهر احدى الشخصيات السياسية او الاعلامية ليفجّر قنبلة وسط الشارع, سواء في محيطه او قد تتطاير شضاياها لتشمل محيطا اوسع من محيطه ودائرة اوسع من دائرته , وتختلف حجم تاثير القنبلة بإختلاف اهمية الشخص الملقي لها , واختلاف حجم تأثيرها, ولعل اخر القنابل تلك التي فجّرها عبد الحليم خدّام نائب الرئيس السوري السابق في مقابلة اجرتها معه قناة العربية الفضائية , حيث تحدّث كثيرا ووجّه اتقادات واتهامات عديدة الى النظام السوري , إلا إن اكبر واخطر الاتهامات والتصريحات تلك المتعلقة بإغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري , والتي تّعد واحدة من اخطر التصريحات المتعلّقة بهذا الموضوع منذ اغتيال الحريري والى هذا اليوم , وذلك بسبب اهمية مركز خدّام اولا واهمية تصريحاته ثانيا , لذلك انا اعتقد بأن هذه التصريحات ستفتح الباب للعديد من التكهنات والعديد من الملفات المغلقة وستكسر حاجز رأس الهرم السوري الذي كان بمأمن من التهم الصريحة حتى هذه اللحظة , وكذلك سيكون خّدام ورقة اللعب الرابحة بالنسبة لكل من اميركا والحكومة اللبنانية واعضاء البرلمان اللبناني المناهضون للحكومة السورية والسياسة السورية ويقف على رأسهم رئيس كتلة المصالحة والتقدم وليد جنبلاط .ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : مدى مصداقية خدّام اولا ؟ وغايته وراء تلك التصريحات ثانيا؟ فهل ان ما جاء في كلام خّدام في قضية اغتيال الحريري صحيح ؟ ام انها من اكاذيب الساسة ؟ وماهي غاية خدّام من وراء تصريحاته تلك؟ هل لاجل حجزمقعد متقد في الحكومة السورية المقبلة , إذا تمت الإطاحة بحكومة الاسد , سواء عن طريق الاحتلال او عن طريق الضغط الاميركي , خصوصا وان النظام السوري الحاكم يلفظ اخر انفاسه هذه الايام ؟ ام لاجل إبعاد الشبهة والاتهامات عنه بقضية اغتيال الحريري , خصوصا وإن ساعة اغتيال الحريري كان خدّام نائبا للاسد ؟ ام انتقاما من الحكومة السورية والنظام السوري الذي استغنى عن خدّام , ووجد خدّام نفسه مجرد شخص عادي بعد ثلاثين سنة قضاها في ارفع المناصب الحكومية في سوريا ؟ ام للفرار من الديون الباهضة والتي تصل الى مئة وتسعة وعشرون مليون دولار بذمة ولده ؟ ام ان هناك اسباب اخرى غير ماذكرت؟ انا اعتقد ان كل التساؤلات التي طرحتها هي صحيحة نوعا ما وقابلة للمناقشة إلا القضية الاخيرة والمتعلقة بمديونية ولده لانها وكما اظن احدى سهام الرد السورية بعد تصريحاته تلك , فعبد الحليم خدّام يعتقد كما يعتقد الكثير غيره بأن النظام السوري آل الى الزوال , وإن بداية نهايته قريبة , وقريبة جدا , لذلك فإن خدّام وبتصريحاته تلك يحاول تقديم هدية ليست مجانية الى الادارة الاميركية , لانها كما يعتقد خدّام من سيغير نظام الحكم في سوريا , مقابل حجز مقعد له في تشكيلة الحكومة السورية الجديدة , بل انه يأمل ان يعتلي اعلى هرم السلطة كما اعتقد...وكذلك الاعتقاد إن تصريحات خدّام تلك كانت لإبعاد الشبهة عن نفسه في قضية اغتيال الحريري خصوصا وإنه رأى ان لجنة التحقيق الدولية بدأت بإستجواب وإتهام رموز السلطة السورية , سواء كان ذلك بطريقة مباشرة او غير مباشرة , وبالطبع فإن استجواب خدّام ليس ببعيد , بل ان إستدعاء خدّام للاستجواب اسهل من استدعاء غيره لانه الان خارج إطار الحكومة السورية وبالتالي فإن الحصانة وكل وسائل التحصين التي يحتفظ بها بعض من تم استدعائهم غير متوفرة لخدّام الان ,لذلك فإنه وعلى قاعدة ( خير وسيلة للدفاع الهجوم) يقوم بتوجيه التهم للحكومة السورية وإلقاء الكرة في ملعبها قبل ان تصل اليه ايادي لجنة التحقيق الدولية , بل انه يعتقد انه بتصريحاته تلك سيكون مقربا من لجنة التحقيق الدولية بإعتباره شاهدا مهما جدا في تلك القضية وستحتاجه تلك اللجنة في خطوات التحقيق اللاحقة بدرجة كبيرة وهذا ماسيجعله في منأى عن الاستجواب والتحقيق ...وكذلك فإن الرأي القائل بأن سبب اطلاق خدّام لتصريحاته تلك كان انتقاما من الحكومة السورية رأي له نسبة كبيرة من الصحة , فعبد الحليم خدّام كان من رجال الحكومة السورية بل ومن مقربيها ومن اصحاب القرار فيها منذ مايقرب على الثلاثين عام , وقد عاصرالرئيس السوري الراحل حافظ الاسد وكان احد اقرب معاونيه ومستشاريه , وعندما استلم بشار زمام الحكم السوري بقي خدّام محافظا على مكانته في الحكومة السورية , لذلك فهو يعتبرقرار الاستغناء عن خدماته من قبل الحكومة السورية بمثابة طعنة تلقّاها من بشار الاسد خصوصا وإن بشار عندما استلم قيادة سوريا كان حديث عهد باسياسة وشوؤن ادارة الدولة وكان يعتمد اعتمادا كبيرا على خدام , ولكن بعد ان مارس بشار باللعبة السياسية "او هكذا يظن " فإن اول عمل قام به هو الاستغناء عن معلمه خدّام , لذلك فإن خدّام يعتبر قرار إعفائه من كل المناصب التي كان يتمتع بها في هذه المرحلة اشبه شئ بالحصان الذي كبر سنه في نادي الفروسية لتقوم إدارة النادي بالإستغناء عن خدماته بعد ان حققت من خلاله ارباحا كبيرة في مسابقات الفروسية.
عنوان التتبعات على الشبكة: http://ah.friendsofdemocracy.net/utility/tb/?id=128758
ارتباط دائم: http://ah.friendsofdemocracy.net/def...sp?item=128758
تعليقات | اضف تعليقا
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |