تقارير غربية تتحدث عن توجهات اميركية لتنشيط دور رموز النظام البائد بعد اطلاق سطام الكعود

يسود الاعتقاد عند عدد من المراقبين الغربيين ، على ان حسما تم بين الادارات الاميركية المعنية بالشان العراقي على السماح باعادة الحياة لامال شخصيات من النظام البائد في امكانية التعاون والتنسيق معهم ، ليكون لهم دور وشان ملموس في العملية السياسية في العراق .

واكدت مصادر دبلوماسية غربية في بروكسل على ان دولا في الاتحاد الاوروبي لمسوا تغيرا في الموقف الاميركي بانجاه التشجيع لتنشيط دور سياسي لبعثيين من النظام البائد ، ولم توضح هذه المصادر المزيد من هذا الامر ، ولكن يبدو ان هذه اشارة وردت بعد تزايد الحديث عن الاسباب التي دعت السلطات الاميركية الى اطلاق سراح اكثر من عشرين شخصية من شخصيات النظام البادئد في الشهر الماضي ، وأمنت لهم دخول الاردن والحصول على اقامة رسمية هناك ، بالرغم من عدم اطلاع الحكومة العراقية بقرار اطلاق سراحهم ولا برغبة الاميركيين في تامين ملاذ امن لهم في الاردن واخراجهم بصورة غير رسمية .

ولاحظ المراقبون في التصريحات الصحفية التي اطلقها احد الشخصيات المفرج عنها ، والمقربة من النظام البائد وهو سطام الكعود ، لهجة تحد للحكومة العراقية وتحد للتغييرات التي شهدها العراق بعد سقوط نظام صدام ، بل وان معلومات تتداول في عمان على ان سطام الكعود وعد عائلة الديكتاتور المخلوع صدام بعد ان التقى بها في اليوم الثاني لوصوله لعمان ، على العمل لمنع صدور حكم بالاعدام عليه بل ولنقله الى خارج العراق ، ووعدها بعمل واسع في مختلف المجالات السياسية والاعلامية والعسكرية ليكون لاعوان صدام دور كبير في العراق ، مؤكدا بان كل مابذله وسيبذله لن يكون الا جزءا قليلا من الدين الذي برقبته لصدام.

من جانب اخر يرى صحفيون اردنيون ، بان اطلاق سراح سطام الكعود الرجل الذي كان يدير جزءا غير يسير من استثمارات الديكتاتور واولاده ، سيوفر دعما جديدا وقويا للبعثيين داخل العراق وفي الخارج / خاصة وان لسطام الكعود امبراطورية من الاستثمارات ، وترددت انباء في الوسط الصحفي الاردني المتابع للقضية العراقية على ان سطام الكعود سيحاول ايضا ضمن نشاطاته السياسية والاستثمارية ، الاتصال بصديقه الملياردير العراقي الحامل للجنسسية اللبنانية نظمي اوجي الذي كان يدير هو وشقيقه استثمارات للديكتاتور المخلوع ، وكان شقيقه قد قتل في عمان مع مسؤول كبير في السفارة العراقية قبل عدة سنوات ، ولعل توقع الصحفيين الاردنيين لهذا الاتصال ، يعود لمعرفتهم بوجود علاقات قديمة بين سطام ونظمي اوجي ، وهناك انباء لم توثق بوجود اتصالات حاليا بين عدد من البعثيين الناشطين في الخارج والملياردير نظمي اوجي خاصة وان المذكور انشأ قناة A.N.B واوكل ادارتها لصحفي لبناني هو بطرس الخوري الذي كان يعمل في قناة A.N.N ، وهذه القناة تعمل على امضاء نهج اعلامي يرضي اعوان النظام البائد .

كما لوحظ ان سطام الكعود استقبل في مكان اقامته، المئات من البعثيين من سياسيين وعسكريين ورجال مخابرات من الهاربين والمقيمين في عمان او من الذين قدموا لزيارته من خارج الاردن خلال الاسبوع الاول من وصوله لها، كما ان مسؤولين اردنيين التقوا معه في حوارات مطولة لم يكشف النقاب عنها.

والتساؤل القائم الان ، هل فعلا ان سطام الكعود خرج ضمن صفقة مع الاميركيين تشمل الترتيب لعمل سياسي مستقبلي في العراق ،مقابل سعيه للتاثير على المسلحين الذين يقومون بتنفيذ عمليات ضد القوات الاميركية وخاصة في المناطق الغربية ، ام انه خرج بعدما انتزع منه الاميركيون مايريدونه من معلومات حول الصفقات
التي كان يعقدها مع شخصيات سياسية وشركات اوروبية اثناء قيامه بتوريد الطلبات الخاصة بالنظام البائد في المجال العسكري والتكنولوجي ، خاصة وانه عرف عنه بانه احد الاشخاص الذين امنوا وصول قطع غيار للمدفع العملاق الذي كان يسعى صدام لتجميعه في العراق ..؟ ام انه خرج لكل السببين ..؟

نهرين نت