 |
-
احتجوا و استنكروا إلى أن يأتي دوركم !
[align=center]
احتجوا و استنكروا إلى أن يأتي دوركم !
- مهدي قاسم
بارك الله فيكم أيها العراقيون الأشاوس !! .. على هذه الروتينية اليومية و المعتادة ، في تقديم آيات الاحتجاج و آهات الاستنكار ، وأنتم في كل يوم ، على حمية استنفار!! .. بل وعلى هذا النشاط الفعال في عويل الإدانة و صراخ الندابة !! .. كل واحد منكم أخذ موقعه الثابت و الراسخ : أنهم يقتلون دائما ، بينما أنتم تستنكرون و تحتجون دوما !! .. و هم يزدادون عنفا و ضراوة و شراسة و دموية ، و جثث ضحاياهم ركاما على ركام ، في حين أنتم تضجون صخبا بالكلام العقيم و العجز العظيم !!! ..
بالله عليكم ! ، قولوا ألم تتعبوا و تنهكوا من كلام الاستنكارو مقال الاحتجاج .. وهو كلام كله غبار و عجاج و فعل المهزومين و لغة الأقزام المخصيين ؟؟! ..
إلا ترون أن احتجاجكم العقيم يُثير سخرية القتلة و يشجعهم على المضي قدوما في دمويتهم و ساديتهم و همجيتهم ، التي فاقت كل التصورات و المخيلات الإجرامية المريضة ، لكون احتجاجكم و استنكاركم ، بل وغضبكم المجدب ، يأتي بديلا عن الفعل المماثل ، لردع أعدائكم المهووسين بقتل العراقيين من أبنائكم و أحبتكم ؟؟! ..
لقد كنتم تزعمون بأنكم تبحثون عن فرصة لمواجهة البعثيين النازيين و حلفائهم و مرتزقتهم ، و عندما أصبحت الفرصة سانحة ، والساحة مفتوحة و المواجهة صريحة ، و الخنادق محددة و مباحة ، انتكستم و تقهقرتم متحصنين بضجيج الكلام و صخب الملام ، و ما صيحتكم إلا ولولة النساء في زمن العجز و الانبطاح المخزي، و بقايا غيرة في لجة الحطام !! ..
آه تبا لكم أيها السادة تبا لكم ! .. وتبا لاستنكاركم و احتجاجكم و إدانتكم ! ، الذي لا يقي أحدا من قتله المجاني ، و لا ينجي رضيعا من براثن إبادته المحققة ، ولا شيخا من سحقه الماحق ، و لا العراق من خرابه الشاهق ! ..
ما لكم قد تحولتم إلى عجائز نادبات ! .. و أنتم المحسوبين إلى عالم الرجال ؟! ، تتعكزن مراثي النحيب و العويل ، عوضا عن الأفعال التي نسيتم نبضها في قلوبكم الهلعة كقلوب أرانب فزعة !! ..
أما آن الأوان لتدركوا أن زمن الاحتجاج و الاستنكار قد ولى ، ليحل محله ، أما زمن الفعل المعظم أو الصمت المبجل ؟؟! ..
حسنا أيها السادة !!! ..
احتجوا و استنكروا ما طاب لكم و لذ ، وإلى أبد الآبدين !!!!..
إلى أن يأتي دوركم !!!!! ........
فالقتلة يتقدمون خلف ظهوركم ! ..
وهم يتلفعون حتى بظلكم !! ..
فأين المفر ؟؟! .. يا مَن أدمنتم أفيون احتجاجكم و استنكاركم ، متفرجين على جثة العراق يطعنها قتلة جبناء ، يستمدون شجاعتهم من تخاذلكم و شراستهم من خنوعكم !! ..
إذن فليأت : أما زمن الفعل المعظم ، أو زمن الصمت المبجل ! ..
موقع ( صوت العراق )
[/align]
-
لن يسمعك احد ................................... فهذه امة تتلذذ بالنحيب و البكاء و الشكوى ... ...
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |