زهير الزبيدي

ندرك كي نتدارك بقليل من الدقة! أليس هذا ما يحتاجه العراق يا سيد عنوز
نعم بنفس العنوان أريد مخاطبتك سيدي وكل من يسير على نهجك بالرجم المخملي، والضرب بقفاز حريري وطني تحت الحزام، فبالأمس كنا نحن أخوتكم في الوطن والمذهب رجعيين، والوطني الذي يريد أن يحصل صفته الوطنية، لابد له من أن يحمل صفة التقدمية حيث لايجوز الفصل بين التقدمية والوطنية، وما دون ذلك فاما رجعي، أو قومي عنصري، ولكن بين عشية وضحاها وفي بداية السبعينات صار عدو الأمس، القومي العنصري، وممزق أجساد المناضلين تقدميا كذلك، ليظهر حلف حديدي جديد، وأسست شُعب مكافحة الرجعية في دوائر المقبورناظم كزار، (السيد العام) كما لفضها الصحفي فائق العقابي للمدير العام لمرور بغدا، ما ذكرني بتلك الحقبة الموجعة لقلوبنا .
أتلمس بوضوح جلي الأنحيازفي خطابك وأنت تدافع عن الوطن، لكن هذه المرة مقالك ولم أكن مخطأ فيه، فكما هو حقك في أن تحافظ على رأيك بالطرح ،وأن تحتفظ بطريقتك الخاصة بالمحافظة على الشعب والوطن، وتعتبره من صميم الشعور بالمسؤولية الوطنية، فأعتقد نحن لانقل منك حقا بالحفاظ على نفس الحق، ولا دونك وطنية وان أختلفت الأساليب الوطنية، في الممارسة للدفاع عن مستقبل الوطن، لكنني للأسف لم اقرأ حيادية في خطابك الوطني، فالوطنية تستوجب عدم الغمز لهذا واللمز بذاك، وفي مثل هذه الظروف بالذات، فنحن من قدم الشهداء منذ بدأ الغزو وحتى الأمس، وأنا أكتب لك وعيوني مغروقة بالدموع، فقد فقدنا بالأمس، علما وأستاذا استشاريا بارعا في المجاري البولية في طب الكوفة، وطبيبا طالما ساعد الفقراء والله كان ملاكا يمشي على الأرض.
وترجيح كفة جهة ما، ليس حبا بها، بل طعنا بجهة أخرى وقد تهزأ مني كما هزأت بالأمس وأنا أخطأ بالأسم لا أكثر، وقد تقول: كيف عرفت قصدي لكي تتهمني بهذا ألأتهام ، فأرد عليك سيدي ( أحنه ولد الكرية وكلمن يعرف أخية ) والعراقي سيدي (مفتح باللبن) وسأثبتها لك بالقرائن من صميم مقالك.
فاذا كنت سيدي القانوني والمناضل النظيف، تجيز لنفسك الهجوم غير المبررعلى حكومة لاتمثلك من يمثلك فيها كما هو مفهوم من خطابك، وفي وقت تعج به الأصوات النشاز وتتحالف معها أصوات أكثر منها نشازا، والهدف واحد هو اسقاط هذه الحكومة وعزل أعضائها من الحكومة القادمة بما يحاك من مؤامرات ، بالضغط الأجنبي الذي رفضت التحجج به، وبالأصطفاف ( الوطني ) من بقايا الجبهة الوطنية التقدمية ، والتي انتهى بها المقام( أواسط السبعينات) كما ذكرنا الى جبهة صراع على السلطة وحراك خفي لأزاحة الأخر، فضاع الوطن وضاعت التقدمية .
لقد وصفها قبلك ومن على منصة الجمعية الوطنية الأستاذ مفيد الجزائري عندما رفض تسميتها بالوطنية، لعدم وجود وزير شيوعي، واليوم تنزل مئات المقالات بنفس المفهوم، وكأننا نجتر ماضينا لنتصالح مع الشيطان حتى إلا مع الأسلام، هكذا يتضح الموقف من الحزب الشيوعي ، والتيار اليساري غير المنظم، ويبقى من حقنا الرد وقد تدبّغت جلودنا من كل الأ‘داء الوطني الآخر، ونحن نقاوم العجرفة التقدمية في عقد السبعينات لوحدنا في ميدان أصطف فيه ضدنا كل الطيف التقدمي، وعلى طول مسيرتنا المضمخة بدماء الأعزاء من خيرة شباب وعلماء العراق، سواء أكانوا علماء دين أم علوم بحتة، وحملنا خشبتنا على أكتافنا طوال حياتنا لنبحث عمن يصلبنا عليها دفاعا عن الحق والعقيدة والوطن والأمة.
وقبل أن أخوض في محاورتك، أو مناصحتك كما تود أن تسميها، ولعمري هي أنظف صفة تطلق للحوار، نشكرك عليها شكر الوطنيين الأحرار، لكن قبل هذا سمحت لنفسك بالرد علي وبشكل متشنج، ونيابة عن الدكتور خيون وكان الأجدر بك أن تذكرني بالأشتباه الحاصل وحسب، وتترك الرد لصاحب الرأي الذي استفزني وأثار بي ذكريات كل شهدائنا، ونحن نقاوم الهمجية البعثية ضد أصطفاف القوى ( التقدمية) آنذاك، وسبق للدكتور خيون أكثر من مرة وهو يحقّر بالأسلام من خلال، بشاعة وفضاعة ما عمله ألأمويون والعباسيون والطالبانيون والزروقاويين، بنفس الباحث المتعمق ، والكاتب الغزير، والمؤرخ المتابع وقد ملأ موقع (ايلاف الطائفي) بعشرات من المقالات بهذا الخصوص، ومن حقي، بل من واجبي الشرعي، (وقد يضحكك هذا والآخرون) أن أوضح وألمح ما يردده كل من على هذه الشاكلة لكنني سأبقى أضمر الحب له ولرأيه، مهما كان هذا الرأي الخاص بالدين أو بغير الدين، بشرط أن لايتكلم باسم الدين من يريد أن يتكلم، ليس الدكتور خيون وحده بل كائن من كان وأعتبرهذا حق طبيعي للجميع.
سيدي الجليل أنت تصوب خطابك منذ مقالك عن النفط وقبله وبعده نحو حكومة لاتعتبرها ممثلك الحقيقي، وان جاءت بنصف الأصوات للآخرين، وهذا حقك مائة بالمائة، لكن أن تكتب عكس الواقع لأضعافها هذا ضد الوطنية مليون بالمائة .
فالبلد معرض الى احتلال وعندما تسمع الجعفري يقول قوات صديقة أو متعددت الجنسيات، هذا خطاب دبلوماسي لابد منه في وضع مثل وضعنا، ورغم هذا فهو لم يذكر صفة الحليفة، أو متعددت الجنسيات إلا ويقرن بها (حسب قرارات مجلس الأمن)، ولكنه قالها أكثر من مرة (احتلال) وفي عدة مناسبات نحتفظ بها جميعها.
فتعرض أي بلد سيدي الكريم الى احتلال، مهما كان هذا الأحتلال شكله ، دوافعه ، مسبباته، مسمياته، المشارك فيه، المساعد عليه، مهما كان، فلابد للوطني أن يقرأ المشهد الواقع ليستشرف منه المستقبل الآتي، وقبلها استحضار الماضي القريب والبعيد ليستلهم الدروس والعبر، كي نضع النقاط على الحروف ــ ونقولها لأي محابي للأحتلال أو عميل مكشوف له ــ كل في زمانه ومكانه، ووفق أولويات التأسيس للعراق الجديد بعد الدمار المقصود من قبل الأحتلال وأزلام النظام وفرق ( العقارب) التي استجلبها هذا الأحتلال معه لخلق ذلك الدمار، ومن الألغاء غير المبرر من قبل بيريمر لكل مؤسسات الدولة، كل هذا لخط الأوراق جميعها ليصار الى تأسيس عراق جديد حسب مواصفاتهم الأمريكية، ووفق الأجندة التي هيأت قبل اتخاذ القرار بالغزو.

وأنت سيد العارفين فمع كل احتلال وغزو يدخل الى البلد المحتل، كل من هب ودب، بعلم المحتل أو بدون علمه، وقد يكون المحتل قد هيأ الطابور الخامس الذي يستعين به لخلق الأزمات التي تعرقل اجتماع الصف الوطني فيزرع في كل كيان عميل، يتقن فن اللعب على الخلاف كما كان بريمر ونيكروبونتي ، اللذان كانا لهما الخبرة في خلق الأزمات حيث أطلقوا عليهم الأمريكان (خبرة حل النزاعات).

فعلى هكذا خلفية، لاحتلال تعرف ناوياه كل القوى الوطنية، وعلى مشهد جديد، فان كل عراقي سوف لايختلف مع أخيه العراقي، بمعرفة مصالح أمريكا وانكلترا، فقد حفظناها عن ظهر قلب بل ونترصدها من خلال كل المصادر الأعلامية والرسمية والحوادث الدولية في أرجاء العالم، وهذا لم يقتصر على أحد بل تهتم به كل القوى السياسية، التي تستحق أن تطلق عليها وطنية، وان اختلف التقييم، واختلفت اعداد الخطط لمواجهتا، والأساليب لتلك المواجه، فكل له رؤيته وفق أجنتدته الخاصة، التي يستلهما من ثوابته العقائدية،وتأريخه النضالي، بعدأن يعرضها على الواقع المعاش ويستحضر لها الماضي القديم والحديث كما قلنا، وبعدها يلتقي مع كل شريف ليعمل ظمن القواسم المشتركة، وهنا فقد اتفق الجميع على الأنتخابات وحصل ما حصل.

الوضع العراقي شائك ومعقد، وأكثر من يعقده هي قوات الأحتلال والعملاء الذين أتوا معه، أو الخلايا النائمة في الحكومة البعثية المقبورة، فليس من الغريب أن يلتقيا حزب الدعوة الأسلامية والحزب الشيوعي مثلا، بموقف واحد هو عدم الحضور الى مؤتمر لندن والناصرية، ورفضا بكل قوة لكل شكل من أشكال اسقاط النظام بواسطة غزو قوة عظمى، فهذه بديهية وفق السياقات التأريخي والعقائدية لكلا الحزبين، ووقتها باركنا لموقف الحزب الشيوعي موقفه.

الآن وقد حصلت الأنتخابات والتي جاءت بضغط قوي من قبل التيار الأسلامي واصرار المرجعية عليه، وكتب الدستور وأجري عليه التصويت، لخرج اليوم بمسرحية هزلية رفض الأنتخابات والتشكيك بسلامة اجرائها واصطف القوم (بمرام)، الى هنا الكل هرجو وتشنجوا ، وافتعلوا أزمة بعد أن روجوا لها، وبايعاز أمريكي واضح، وتدخل سافر أكثر فضاحة بدأت بافتعال ملجأ الجادرية ولم يستطيعوا أن يحرفوا المسيرة .

ماهو المطلوب؟ أنت تقول (أصبح الحديث عن الإرهاب، عبارة عن تصريحات وتلميحات وحديث مناسبات بعد وقوع الواقعة أو بمناسبة وقوع الواقعة، ولم نلمس إجراءات جدية على رقعة محددة تضمن تحقيق الأمان وتحفظ للناس مصالحهم وتوفر لهم فرص العمل وتنظم أماكن عملهم في الشوارع والساحات كي ننتقل إلى رقعة أخرى أو في مدينة معينة حتى ننتقل إلى مدينة ثانية)

أولا أنا ضدك حيث لم يصبح الأرهاب عبارة عن تصريحات فالذين صرحوا هم أعضاء قائمة الأئتلاف، ولهذا أقول أنت لم تكن حيادي حيث لم تعجبك التصريحات وعلى رأس المصرحين جواد المالكي الرجل البطل الذي لم يغادر العراق طيلة فترة النظام، وهو يعرف تماما بشؤون المنطقة كما يعرفها الحزب الشيوعي أيام وجوده في كوردستان، ولهذا فنحن نعرف التواجد العراقي في كوردستان بدقة، جواد المالكي الذي وقف بوجه المتسللين الى قوى الجيش والشرطة وحينها اعترض علاوي على ذلك كما أيده رامسفيلد، لقد عزلت الحكومة سيدي الكريم من قوى الشرطة وحدها أكثر من مائين ممن كانوا متعاونين مع الأرهاب، وأعلى رتبة فيهم كان لواء في الداخلية. وسمعنا الأرهابي الذي شارك بتفجير كراج النهضة كيف أعترف بأنه شرطي من الوجبات التي تدربت في عمان ابان حكومة علاوي.

سيدي الجليل بدل أن نوجه اللوم الى المسؤولين والمعروفين لدينا ، علينا أن ندقق بالموقف وندرسه من خلال علاقاتنا الخاصة سواء بالداخل أو الخارج، ونحن نرى ما يحصل. لقد كان الدكتور علاوي يشكوا من عدم سماح الأمريكان بتسليح الجيش والشرطة وقد نقل منهم الى الأردن للتدريب فجاء بعضهم ليفجر ( كراج النهضة ) كما ذكرنا، وغرس منهم في الجيش والداخلية ، وبعد أن جاءت الحكومة المنتخبة، رفض بصوت واحد علاوي ورامسفلد أن لايمكن تغيير القيادات وادعوا بأن ذلك وفق النظام الديمقراطي ، بأن لايسيس الجيش وقوى الأمن الداخلي وهذا صحيح وحق، لكن لماذا يكون رشيد فليح مدير أمن الناصرية في التسعينات، وقائدا في قوات الجيش الجمهوري الخاص لصدام عام 2000 ثم قائد الحرس الخاص ليعتقل عام 2002 بعدها ـ وحسب قوله هو ـ اتصل بالدكتور علاوي لينظم الى حركة الوفاق وهذا ما جاء على لسانه مع ابراهيم حمودي على العراقية فلماذا رشيد فليح يجوز وهو سياسي حسب ادعائه، وبيان جبر طائفي كما يدعي( زاده أفندي)، بل راح أكثر من ذلك ليتهم تنظيمه أو طائفته بـ ( قاعدة الشيعة)
وتقول في مكان آخر ـ وهذا هو بيت القصيد لديك ـ (وبعد تجربة 34 شهراً، فإن الإدانة والإستنكار بعد كل عملية إجرامية ودموية لن يكفيا لوحدهما لقطع دابر الإرهاب، حيث نشهد تسابق في إعلانهما من قبل رئيس الجمهورية ونائبيه ورئيس الوزراء ونوابه والوزراء وبعض إعضاء الجمعية الوطنية والمحافظين ورجال الدين والسياسة والقائمة ستطول من دون شك وستدفع الناس للتظاهر إستنكاراً للجرائم من دون طائل.) لقد سطرت الأسماء وأنت تقصد حصرا رئيس الوزراء حيث هو وحده صاحب القرار، كونه القائد العام للقوات المسلحة، أما الباقون فهم مثلي ومثلك وعلينا أن نرصد الحدث وأن لانبخس حق من يحمل روحه على راحتيه وهو يصارع الأمريكان (خلف الكواليس) من أجل تسليح الجيش وقوى الأمن، بل وزار أغلب المؤسسات في ظرف عصيب مثل الذي عشناه ونعيشه لحد ألآن، لكنك للأسف لم تذكر القضاء الذي هو صاحب الفصل بكل ما يجري والمسيطر عليه أمريكيا وبعثيا، حيث ذكر الدكتور موفق الربيعي في لندن بأن المجرم الذي يعترف بكل جرائم القتل والذبح والأغتيال يطلق صراحه القاضي البعثي، بحجة أن لايوجد عليه شاهد وأنت القانوني الضليع سيدي وعلى ذلك فقس .
سيدي الجليل نحن لسنا من أصحاب تسويق الشعارات من أجل تسويق المصالح، وقد شبعنا شعارات بل رضعناها من المهد ونحن نسمع ( من ابو شوارب قره كلها رجعت ليوره) وبالتالي أين صار أبي شوارب. و( اعدم اعدم جيش وشعب وياك اعدم) و (ضيق الحبل واشدد من خناقهم ) وثاني يوم يذهب المرحوم المهداوي الى موسكو ليطلق صراح المجرمين، وشعارات (الوحد والحرية والأشتراكية) وبالتالي الحرية انقلبت تصفيات جسدية، والوحدة تمزيق للصف ، والأشتراكية حكم العائلة الأمبراطورية. و( بعث تشيده الجماجم والدم تتهدم الدنيا ولايتهدم) وأخيرا صاروا مضحكة لرجال المارينز ليرموا العرب سوءاتهم على شعبنا الجريح. أو( وطن حر وشعب سعيد ) وأريد لهذا الشعار أن يتحقق بالعنف الثوري، والغاء كل شرائح الشعب ( الرجعية ).
نحن اليوم نعمل بمدأ الأمام علي عليه السلام حيث يقول ( المؤمن كيس فطن) وبمبدأ القرآن ( لاتبخسوا الناس أشيائهم) فالعمل بالكياسة والفطنة تضيع على أعداءك كشف اهدافك الوطنية ، ونعمل كذلك بنظرية أخرى له عليه السلام ( اقضوا حوائجكم بالكتمان) .
أخي العزيز العراق فيه دولة مهلهلة المؤسسات، ومخترقة من عملاء صاروا (مقاومة شريفة) لقد كشف السيد سامي العسكري للسياسي المتلون ( عزت الشابندر) مستشارعلاوي في برنامج قضايا ساخنة وعلى الهواء، أن الدكتور قاسم داوود كشف لوزارة الداخلية ملفات الفساد الأجرامي للشرطة العلاوية، وقد غطاها التراب فوق الرفوف العالية، فظهر أن من قتل التسع وأربعين من الحرس الوطني قرب بدرة بعد نزولهم باجازة، هو قائد لوائهم فهل يعقل أن الأمريكان ليسوا وراء هذه الأختراقات، وهم يلوحون بعدم تغييرها، ماذا فعل من تتهمهم بالتصريحات فقط، عملوا على تعيين شرفاء جدد وضعوهم بمعية العملاء وهم يعرفونهم حق المعرفة لكن قوى الأحتلال ترفض بطرقها المعروفة للجميع تغييرهم.
وتستمر بخطابك السياسي الموجه ، والخالي من الحرص على الدماء التي بكيت عليها لتريش سهمك موضعا في صدر العراق الأصيل لتقول: (وفي هذا السياق، يأتي بعض المسؤولين السياسين والكثير من المحللين المعاصرين، بعد المسؤولين المستنكرين من الحكومين وغير الحكومين، يحملون القوى الإجنبية بأنها هي المسؤولة عن تدهور الوضع والقول بإنها ضغطت وتدخلت ومنعت وزارتي الدفاع والداخلية( ولا أدري لماذا لاتصدق بكل هذا والموقف واضح للدميع ) من إتخاذ ما يلزم في الشأن الأمني، ونحن نريد أن نؤكد ونضيف بأن المسؤولية أكبر من ذلك، ونذهب إلى أن ما يحصل هو نتاج أرث صدام ونظامه، والإحتلال وأجندته،( هذا كلامك عسل لكنك بدأت بوضع الملح فوقه وتمشي في طريق التناقضات ) وتقصير المتصدي ولهاثه وراء المواقع من دون إعتبار للمواقف والمبادئ، فهل هذا هو الخوف على العراق ، نحن نعلم أمورا لسنا بصدد كشفها الآن فهناك ملفات يحتفظ بها هؤلاء المسؤولون ( الحكوميون ) كما أسميتهم، وقد تفتح قريبا ونحن نعيش مرحلة خطيرة جدا والعرب يتوافدون على بغداد لفرض حكومة ( وحدة وطنية ) بمقاييس أمريكية فكلما تصرح المفوضية باذاعة النتائج النهائية غير المصادق عليها ترجع لتؤجل ، والغرض هو الدخول في اجتماع الوفاق ( المصالحة مع الجلادين ).
المتتبع لمقالك يرى كيف ترمي حجرك في بركة لاصيد فيها ولكن لتحريك مياهها وحسب، فأنت عندما تذكر المسؤول الحكومي تضع معه آخرين، حتى تنتهي بـ (وتقصير المتصدي ولهاثه وراء المواقع من دون إعتبار للمواقف والمبادئ ) فأي متصدي تشير اليه فاذا كانت الحكومة؟ فهي منتخبة ولاشك في ذلك وقد يختلف معها الكثيرون ، ولكن قولك اللهاث وراء المواقع دون اعتبار المبادئ ، فأما اللهاث فالكل لهثوا لكننا لانستطيع قراءة النيات في الصدور ونطعن بأسباب اللهاث، وهنا علينا الدقة كما ناصحتنا، فمثلا الحزب الشيوعي كانت له وزارة الثقافة بشخص الأستاذ مفيد الجزائري لدورتين مجلس الحكم والحكومة العلاوية، هل تعلم كم منهم الآن في مناصبها والحزب لايملك من الأستحقاق إلا مقعدين، وأمامنا التلفزيون وعدد من فيه مثلا ، وديوان الوزارة وقس، وأنا لاأريد أن أذكر الأسماء كما قلت أنت، ولا أريد أن أحرم أحدا من دوره في بناء العراق الجديد، اذن اللهاث ليس محصورا بجهة دون أخرى فالكل ذهب ليأخذ موقعه في بناء العراق ولنضع الهدف هذا ، حيث بلد مدمر ومؤسسات تبنى والكل يدعي بالنضال فمن الطبيعي أن يحتل مناصب النظام الساقط، من هم كانوا من معارضيه، فهل تريد تطبيق نظام الأبراهيمي بأن البعثيين لايمكن عزلهم لأن لديهم الخبرة؟ ، أم تريد أن نستورد من الخارج؟ .
أما قولك ( دون اعتبار للمواقف والمبادئ) ، أقول هل تعلم كم من حزب الجعفري وحده وقعوا شهداء برصاص البعث وفرعها ( المقاومة الشريفة ) ؟ وهل تعلم كم اختطف من مرافقيهم؟ وهل تعرف أنهم لايملكون المناصب الحساسة كما تدعي، بل البعثيون بيدهم أغلبية المناصب لاسيما المخابرات والجيش والشرطة والسلك الدبلوماسي وهذا ما صرح به رشيد فليح وعلى الهواء .
وأخيرا كم كنت أتمنى أنك سمعت كلام الشيخ يوسف الناصري من على قناة العالم الأيرانية في برنامج العراق اليوم وهو يتكلم من بغداد شارحا التدخلات الأمريكية التي تسفهها أنت، والخصها لك بجملتين قصيرتين قال الشيخ بعد قدم شرحا مفصّل للتدخلات قال: ( اننا نقاتل الواقع السياسي لأمريكا) وهذا هو الواقع المرير يا سيدي، الذي لايريد الأعتراف به الكثير من أقلام اليسار وعلى رأسهم الدكتور عبد الخلق حسين الذي صفق للتحرير الأمريكي ولا يزال ينتقد بشدة، غرضه تمزيق المشهد ليخسر الأسلاميون مواقعهم بل دمائهم بعد أن يقلب المحتل الطاولة ليعيدنا الى المربع ألأول. ثم أنهى الشيخ كلامه وهو يتحدث عن الفعل الأمريكي ( فقال ان أمريكا تستفاد من الأرهاب لتأخير العمل السياسي ، وهي من صنعت المقاومة ومن تصدر لها الأوامر وذكر كثيرا من الأمثلة الواضحة على أرض الواقع) .
يا أستاذنا الكريم لنتقي الله في نقدنا فكلنا أبناء لهذا العراق والموقف خطير وخطير جدا حتى أن هذا الشيخ قال ( منتقدا الحكومة بأن نصفها في الحج وهذا ما انتقدناه نحن أيضا) ، بان الوية الجيش العراقي التي استلمت أمن بغداد من الأمريكان يدور اليوم لغط في بغداد حول قيامها بانقلاب لفرض وزارة يوافق عليه المحتل.
هذه الأمور واضحة وضوح الشمس ، فتعالوا لنقف صفا وطنيا واحدا ونكتب ضد التدخلات الأمريكية، مخاطبين الشعب كل الشعب للخروج الى الشوارع مطالبين برفع اليد عن ألأجهزة الحكومية الوطنية العسكرية والأمنية، وقتها سترى كيف يستتب الأمن فالأمريكان يرفضون مسك الأرض بعد تحريرها تاركين للأرهاب تكتيك الكر والفر، ولقوى الدولة نفس الأسلوب ، ولو تابعت الشارع العراقي فانه كل يوم يخرج ولو استمرت هذه المظاهرات لخنعت أمريكا لمطاليبه، فأمريكا لاتخشى الحكام المتمرسين فكيف بالجدد، لكنها تخشى الشعوب اذا انطلقت أصواتها تطالب بحقوقها.
لك حبي وتقدير، ولك أيضا قبولها أو ردها مسفها رأيي مرة أخرى أو متقبلا لها أو بعضها، وسنبقى نحاور كل الأطياف لكي نحافظ على انجازات وطنية صرفنا لها كل عمرنا، ومن ثم نصل الى شاطئ الحوار الوطني المفيد لاالمعقد ، والباني لاالهادم ، وأقولها مرة أخرى والله من وراء القصد وأترك لك أيضا القبول أو الرفض.