الاخوان المسلمون في الأردن والإنتقائية الاخلاقية
مواجهة بين العمل الإسلامي والتجمع الديمقراطي حول موقف الإخوان من سورية
جهاد المنسي وماجد توبة
عمان - شهدت أروقة مجلس النواب أمس مواجهة بين كتلتي العمل الإسلامي والتجمع الديمقراطي النيابيتين حول موقف الإخوان المسلمين في الأردن، من سورية.
وامتدت تبعات مداخلة للنائب رائد حجازين ألقاها تحت قبة البرلمان في جلسة للنواب أمس، وحمل فيها بشدة على تصريحات للمراقب العام للإخوان المسلمين عبد المجيد الذنيبات، إلى أروقة المجلس بعد نهاية الجلسة، وكادت تتحول إلى عراك بالأيدي بين نواب التجمع الديمقراطي الذي ينتمي اليه حجازين ونواب "العمل الإسلامي"، بعد عاصفة من السباب والشتائم تبادلها الطرفان.
وكان الذنيبات اتفق في تصريح سابق لـ"الغد" مع موقف الإخوان المسلمين السوريين الذين أعلنوا استعدادهم مطلع الشهر الحالي للتحالف مع نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام لتغيير النظام في دمشق.
واشترط الذنيبات، كما الإخوان السوريون على خدام "الاعتذار عما بدر منه خلال توليه المسؤولية في سورية". وقال "لا يمكن أن ننسى أن خدام كان أحد أعمدة الحكم السوري منذ السبعينيات الماضية، وكان مسؤولا عن الكثير من المذابح والأخطاء في سورية".
واعتبر التجمع الديمقراطي في الكلمة التي ألقاها باسمه النائب حجازين "تصريحات الذنيبات غير مبررة وتعد تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي السوري"، مبديا استغرابه واستهجانه لها.
وقال حجازين "إننا في التجمع الديمقراطي نعبر عن استغرابنا، ويمكن القول اننا رفضنا ما نقل على لسان... الذنيبات من تصريحات حول الأوضاع في سورية".
وأضاف "اننا نعتقد ان ما صرح به الذنيبات يتجاوز كل الأعراف والأصول السياسية، ويبدو مما قاله كأن الأردن طرف في ما يجري في سورية، مع قناعتنا ان هذا شأن سوري خالص تعالج فيه قضاياها بالطريقة التي تراها مناسبة، ولا يجب علينا ان نملي عليها ما يجب ان تفعل ونحن نأمل ان تتجاوز هذه الظروف بسلام".
وبعد ان أنهى النائب حجازين كلامه أخذ الحديث عضو كتلة نواب العمل الإسلامي ابراهيم المشوخي مشددا على إدراك كتلته وجماعة الإخوان ان "التدخل في شؤون الغير ليس من شيمنا ولكننا نرفض سياسة الإذلال وسياسة سفك الدماء التي يمارسها بعض الحكام على شعوبهم".
ووجه المشوخي سؤاله الى نواب التجمع الديمقراطي بالقول "اين كان التجمع الديمقراطي حين كانت تراق دماء عشرات الآلاف من المواطنين في سورية".
وقال النائب الإسلامي محمد أبو فارس إن الإخوان المسلمين، ورغم ما عانوه من النظام السوري واستشهاد عشرات الألوف منهم في السجون السورية، تساموا على جراحهم ووقفوا بجانب الشعب السوري يعادون اميركا ويقفون ضدها.
وأنهى بالقول "كان الأولى ان يوقف رئيس المجلس النائب عن الكلام لأنه خارج عن مهمته وهو محاسبة الحكومة ومواقفها، وليس أمرا تشريعيا".
وبعد رفع الجلسة، ومغادرة النواب قبة البرلمان اقترب رئيس كتلة العمل الإسلامي النائب عزام الهنيدي من رئيس كتلة التجمع الديمقراطي النائب ممدوح العبادي، موجها له قوله "انك تصطاد في الماء العكر" ما دفع العبادي بالرد عليه بالقول "أنت العكر" لتتطور الأمور وصولا لتبادل شتائم نابية بين الجانبين. لكن تدخل بعض النواب حال دون تطور الأمر الى أكثر من ذلك.
وفي تطور لافت، أكد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور أمس أن الذي "يخذل وطنه في الظرف الصعب لا أستطيع أن أسميه معارضة ولا أستطيع أن احترم طروحاته"، معتبرا انه "ليس من المصلحة أن يكون هناك تعاون بين خدام والمعارضة الوطنية السورية".
واكد منصور أن المصلحة الوطنية والضرورة "تقتضي أن تكون هنالك معارضة وطنية، لأن المعارضة من أجل الوطن هي قوة للوطن، تختلف مع السياسات ولكنها لا تختلف مع الوطن"، مميزا بين هذه المعارضة و"معارضة من فقدوا دورهم، ويريدون أن يستغلوا المعارضة" في إشارة إلى خدام.
http://www.alghad.jo/?news=68467
قال الإمام علي عليه السلام " أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاِْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ."