 |
-
ما هكذا تورد الإبل .. يا توافق ؟!
تعليقي الوحيد هو
اللهم اجعل بأسهم فيما بينهم
كتابات - عاصم الفياض
ابتلي العراق بأمراض شتى، فمن الاستبداد، إلى الحروب التي فرضت عليه، وإلى حصار ظالم ( سيسجله التاريخ كجريمة لا سابقة لها )، إلى ظلم ذوي القربى، إلى الاحتلال، وإلى قوى العمالة والعنصرية والطائفية، وأصبح حال العراق كالحال الذي يصفه المتنبي:
فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال
غير أن المرض الأكبر الذي يعاني منه العراق فوق معاناته، هو وصفات الدواء الخاطئة، التي تدّعي علاجه، وهي تزيد سقمه ومعاناته، وإذا كانت صنوف المعاناة الأخرى واضحة المصدر والاتجاه ( فهي من خندق الأعداء )، فإن الأدواء الخاطئة تأتي ممن يدعون الحرص والسهر على جسد وروح العراق، وهنا أريد أن أتكلم مع القوى التي انخرطت في المشروع السياسي بدعاوى شتى، وجعلت الناس ينساقون أفواجاً في هذه العملية، لأن الناس رؤوا أوهام الوعود ماءاً قد يروي ظمأها، والوعود قشة علها تنقذها من الغرق في بحور الظلم والاعتقالات والتعذيب والتقتيل.
و أريد أن أسأل هؤلاء ( جبهة التوافق، جبهة الحوار الوطني )، وسأركز على الحزب الإسلامي لأنه من هذه القوى كالقطب من الرحا، وأذكرهم بما يأتي:
1. الم يكن الحزب الإسلامي من قوى المعارضة التي تحالفت مع أمريكا لـ ( تحرير ) العراق؟! ( وهنا لا أريد أن أتحدث عن مثال واحد هو مقر الحزب في ديترويت في ولاية مشيغان الأمريكية ومن كان يدفع إيجار ومصاريف المقر).
2. الم يكن الحزب الإسلامي من المشاركين في مجلس الحكم؟، وكان رئيسه ( آنذاك السيد محسن عبد الحميد ) أحد رؤساءه التسعة ( اللذين أصبحوا فيما بعد احد عشراً )، وقد كان شاهداً على تدمير العراق ونهبه وتفتيته، وكان شاهداً ومسؤولاً ( بالسكوت ) عن جرائم التعذيب في أبي غريب، وكان السيد محسن عبد الحميد كالشاة في وسط قطيع ذئاب قوى 9/4/2003 والعميلة للاحتلال، الم تكن عمالة غير مدفوعة الثمن؟ ( إذا كان للعمالة ثمن؟! )، ودليل انه كان ممثلاً ثانوياً في مسرحية الاحتلال إن اغلب رؤساء مجلس الحكم عند سفرهم إلى خارج العراق كانوا يوكلون السيد محسن عبد الحميد بدلاً عنهم ( لأنه لا يقدم ولا يؤخر ) ولا يُخشى منه لأنه خارج لعبة الصراعات.
3. الم يوقع رئيس الحزب ( الذي يحتفظ بالقلم الذهبي الذي وقع به لحد الآن ) على نص قانون إدارة الدولة المؤقت؟، القانون الذي كان بداية لتشريع الاحتلال ومخططاته وجعلها دستوراً دائماً للعراق المحتل.
4. الم يشارك الحزب الإسلامي في حكومة أياد علاوي؟ ( حكومة استباحة الفلوجة وسامراء والنجف والموصل، وحكومة النهب والسرقة )، وعندما طالب ممثله في الحكومة ( حاجم الحسني والذي كان وزيراً للصناعة ) كرهاً لا طوعاً بعد استباحة الفلوجة بالاستقالة، انقلب على عقبيه وبقي في الحكومة وترك الحزب، وكوفيء على ذلك بتعينه رئيساً للجمعية الوطنية الانتقالية.
5. الم يرشح الحزب الإسلامي نفسه لانتخابات 30/1/2005 وانسحب ( ولم يقاطع وأيضاً كرهاً لا طوعاً ) بعد مطالبته الخجولة بتأجيل الانتخابات.
6. الم يشارك الحزب الإسلامي والقوى " المغيبة؟" في لجنة صياغة الدستور ( هذه المشاركة التي استشهد بسببها اثنين من أعضاءها )، وفجر في اللحظة الأخيرة " مفاجأة " الموافقة على الدستور مقابل وعود ( ممن لا عهد ولا أيمان لهم )، واربك المواقف وخلط الأوراق، والبس هذا الموقف لباس الحكمة وبعد النظر.
7. الم توقّع كل الكيانات التي رشحت للانتخابات على تعهد يقر بموجبه قانون إدارة الدولة كمرجعية للعملية السياسية في العراق، والإقرار بالمفوضية العليا المشرفة على الانتخابات كجهة لا يجوز الطعن بها ( وهي التي تشكلت بأمر بريمر رقم 92 في 31/5/2004 ).
8. الم يخرج الحزب الإسلامي المسيرات المحتفلة " بالنصر المؤزر بالانتخابات"، وما سيحصل عليه من مقاعد ( والتي هي حتى حسب توقعاته وأمانيه لا تغير من الموازين شيئاً )، في محاولة مكررة لخداع الناس بآمال مزيفة.
9. الم تصبح المشكلة الآن ( بنظرهم ) مقعد هنا أو مقعد هناك، وهم في كل الأحوال مركب صغير في بحر الاحتلال والعملاء المتلاطم، فماذا يعني إن حصلت القوى"المغيبة" على سبعين أو خمس وسبعين مقعد، هل ستتغير موازين القوى؟!
10. الم يُعين رئيس جبهة التوافق السيد عدنان الدليمي رئيساً للوقف السني بقرار من بريمر، الم تكن موارد الوقف السني أثناءها محرمة على هيئة علماء المسلمين وعلى الفعل المقاوم ( حتى السلمي منه )، بل وحتى على عوائل الشهداء والمشردين والمعتقلين؟
بقي سؤال يحير مؤيديكم، لماذا دخلتم اللعبة دون شروط؟، حول حصص المحافظات، حول تشكيلة مفوضية الانتخابات غير المستقلة، حول تعيين الموظفين في المفوضية العليا المشرفة على الانتخابات، حول المراقبين للعملية الانتخابية، حول الدعاية الانتخابية.........الخ.
والآن ماذا ستصنعون:
• هل يمكنكم تغيير الدستور؟
• هل يكنكم مواجهة مخططات التفتيت؟
• هل يمكنكم الطلب من المحتل أن ينسحب؟
• هل يمكنكم مواجهة نهب وتدمير العراق؟
• هل يكنكم التأثير في برنامج الحكومة القادمة؟
• هل يمكنكم التأثير في صياغة القوانين التي ستشرع؟
• هل يمكنكم مواجهة النفوذ الإيراني؟
• هل يمكنكم التحدث بحرية وسيف قانون الإرهاب الذي شرعته الجمعية الوطنية الانتقالية مسلط فوق رؤوسكم، ويهدد الائتلاف الآن به كل من لا ينصاع.
والعديد من الأسئلة التي ترفع في وجوهكم، وبعد كل هذا هل تستطيعون أن تقولوا لنا: أن فكركم الثاقب يرى ما لا نرى!، وإنكم تعلمون ما لا نعلم، وإنكم تملكون خطة لإنقاذ العراق؟.
وسأجيب عنكم، إنكم قد تحققون بعض الأشياء وبعض " المنجزات" التي سيتصدق بها الآخرين عليكم، وستكون محدودة وتافه، ولكن ليس لأنكم مؤثرون وليس لأنكم سياسيون محنكون وليس وليس وليس.....، السبب الوحيد والأوحد هو أنكم تجيرون الفعل المقاوم ودماء الشهداء وعذابات المقاومين لمصلحتكم، فلولا فعل المقاومة الذي أربك مخططات الاحتلال وعملائه والجراح التي أثخن فيها الاحتلال لما كان لكم عندهم وزن جناح بعوضة، فإلى أين ستصلون؟ إلى محاربة المقاومة بدعوى الحفاظ على امن أبناء المحافظات المقاومة؟، والى تكريس الاحتلال بدعوى القبول بأدنى الضررين؟، سكتنا طويلاً، لا لشيء، إلا احتراماً لبسطاء الناس الذين لا نشك بحسهم الوطني الذين طلبوا فرصة لتجربة مسار الانخراط في العملية السياسية، وإلا لنثبت للناس بأن هذا الدرب لا يوصل إلا إلى التهلكة، ويوم الحقيقة وانكشاف الأوراق قريب، حيث سيتبين للناس الخيط الأبيض من الأسود، ويومئذ لا ينفع المعتذرين أعذارهم، إلا من ندم وتاب وعاد إلى الصف المقاوم بقلب سليم، وانتظروا إنا معكم منتظرون، وعندها سنقعد لكم كل مرصد.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |