قالت مصادرعراقية ان عشرة عشائر في المنطقة المعروفة بمثلث الموت جنوب بغداد وقعت مع السلطات العراقية اليوم ميثاق شرف لتشكيل وحدات مسلحة من ابنائها للوقوف بوجه الارهابيين في وقت التقى القادة السياسيون في مكتب رئيس الحكومة المنتهية ولايتها ابراهيم الجعفري لمناقشات تمهيدية حول تشكيل الحكومة الجديدة التي ينتظر ان تبدأ مباحثاتها الرسمية منتصف الاسبوع المقبل بعد اعلان النتائج النهائية المصادق عليها للانتخابات النيابية الاخيرة الاثنين المقبل .
وابلغت المصادر "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم ان عشرة عشائر تسكن في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد جنوبا وشمال مدينة الحلة (100 كم جنوب العاصمة) فيما يعرف بمثلث الموت قد وقعت ميثاق شرف مع قوات العقرب الضاربة التابعة لوزارة الداخلية العراقية لتشكيل فصائل مسلحة من ابنائها للوقوف بوجه الارهابييين الناشطين في المنطقة التي تشهد يوميا عمليات قتل واختطاف وقطع الطرق المؤدية الى مدينتي كربلاء والنجف المقدستين عند الشيعة العراقيين وخطف زائريها الذين يتوجهون الى هناك من مختلف انحاء العراق ثم تصفيتهم جسديا اضافة الى مهاجمة قوات الجيش والشرطة العراقية واختطاف واغتيال العشرات منهم.
واشارت الى ان الاتفاق ينص ايضا على تعاون العشائر مع جهاز استخبارات الداخلية لتزويدها بالمعلومات الامنية عن تحرك الارهابيين واماكن اختبائهم ومخابيء اسلحتهم والعمل مع قوات التدخل السريع لتفكيك الشبكات الارهابية واعتقال افرادها وتسليمهم الى السلطات .
واضافت المصادر ان ميثاق الشرف نظم العلاقات الامنية بين العشائر والسلطات حيث ستقوم قوات العقرب بتأمين الاسلحة والاموال لفرق الطواريء الشعبية المسلحة للعشائر وتسهيل تحركها ودعمها عسكريا فيما اذا احتاجت لذلك عند أي مواجهة مع الارهابيين . وقال ان عشائر محافظة ميسان "العمارة" (365 كم جنوب بغداد) قد اعلنت اليوم ايضا في ختام اجتماعات المؤتمر الاول للعشائر وثيقة عهد لمواجهة المسلحين وقطاع الطرق والوقوف بحزم ضد عمليات تخريب المنشات الخدمية وخاصة المحطات الكهربائية ومضخات المياه .
ومعروف ان مجموعات خارجة عن القانون تمارس في منطقة اللطيفية مركز مثلث الموت جنوب بغداد عمليات خطف تطال العراقيين والاجانب ومهاجمة قوافل عسكرية وقتل زوار العتبات الشيعية فضلا عن رمي جثث محروقة في العراء. ويعتبر المثلث ممرا اجباريا للمتجهين من بغداد الى محافظات الجنوب لكنه تحول في غضون بضعة اشهر الى معقل للخارجين عن القانون وقطاع الطرق وللسلفيين المتطرفين خصوصا.
ويقوم الجيش الاميركي مدعوما من وحدات تابعة للحرس الوطني العراقي منذ العام الماضي بحملات دهم .. ويروي سكان اللطيفية البالغ عددهم نحو 150 الف نسمة ان شبكات الاجرام تتغلغل في المناطق الخالية غرب المدينة وشرقها لكنهم سرعان ما يظهرون في شوارعها في سيارات من طراز اوبل عندما يريدون ارتكاب شيء ما. ويقول مواطنون ان المسلحين يبثون الرعب في اوساط السكان مهددين كل شخص يعمل مع الاميركيين او القوات العراقية.
ويتحرك المسلحون عبر مجموعات كل منها مكونة من 20 او 30 شخصا يستقلون خمس سيارات واحدة مخصصة للتنفيذ والاربعة للحماية كما انهم يقيمون عدة حواجز في وقت واحد لكي لا تتمكن فريستهم من الفرار. ويعمد المسلحون الى انزال الركاب وسرقتهم وتقييدهم قبل وضعهم في صندوق السيارة الخلفي متوجهين بهم الى المناطق الريفية في الشرق والغرب وهناك قد يطلقون سراحهم او يقتلونهم.
وتفيد الشائعات المتداولة ان المسلحين يتقاضون مبلغ ثلاثة الاف دولار عن كل جندي اميركي يقتل والفي دولار عن كل شرطي والف عن كل شيعي حيث ان بعض المجموعات السلفية المتشددة تعتبر الشيعة منشقين وكفارا.
http://www.elaph.com/ElaphWeb/Politi...6/2/125474.htm