[align=center] الألعاب الشعبية في عيد القطيف[/align]

[align=center]



عقيلة آل حريز - « صحيفة اليوم » - 10/01/2006م

عادت غدير (5 سنوات) مع أمها من التسوق لتجهيزات العيد، وكانت مصرة على أن تشتري لعبة جديدة ورغم أن لديها عرائس كثيرة ودمى، فقد حصلت على واحدة أخرى تلهو بها مجدداً مع بيتها الجديد.

أما الجدة التي لم يعجبها الوضع بطبيعة الحال فقد راحت تستعرض أيام زمان وكيف لم تكن الواحدة منهن تتحصل على لعبة تلهو بها رغم أنها كانت تُصنع محلياً ببواقي أقمشة وأدوات مهترئة لا حاجة لهم فيها، وكانوا يسمون العروسة (كرجوة أو كرجواية) اقتربت منها غدير لتسألها ببراءة وكيف كنتم تلعبون ياجدة ؟، وما أسرع ما تقافزت سنواتها التي تربو على السبعين عاماً تستعرض فصول ذكريات الطفولة والصبا من وسط ركام الزمن حين كانت تلهو في مدارج الحي مع رفيقاتها لتضحك مشيرة إلى دمية (غدير) الجديدة لتجيبها، كنا يا صغيرتي نحلم بواحدة هي أقل من هذه بكثير، فقد كانت لدينا عرائس تصنعها الأمهات والجدات وتخيطها لنا وكنا نصنع لها بيوتا من الصناديق الخشبية أو الكارتون كما نصنع لها أسرة ونلبسها ملابس الأطفال ونغني لها أغاني كثيرة مثلكم لكنها كانت تناسب زمننا.. ( الجدة أم أحمد) لم تكن تلعب كثيراً بالدمى والعرائس، لكنها تتذكر بعض الأهازيج التي كانت ترددها مع أترابها حين يخرجن من درسهن في الكتاب مثل: (رحنا في سرابة وجينا في سرابة، لقينا عبد الله اللومي ذبح لنا دجاجة على طول السمادة، تفو تفو يا شايبو يا مكسر العتايبو)


أماه أبغي iiلقمة
واللقمة من iiالبرمة
والبرمة تبغي حطب
والحطب من النخل
والنخل يبغي iiقدوم
والقدوم من عند الحداد
والحداد يبغي iiفلوس
والفلوس عند iiالعروس
والعروس تبغي رجل
والرجل يبغي iiولد
والولد يبغى حليب
والحليب من iiالبقر
والبقر يبغي iiحشيش
والحشيش من الجبل
والجبل يبغي iiمطر
والمطر من عند iiالله
لا إله إلا iiالله
محمد رسول الله

وعلى ما يبدو أن غدير تسلت بالأمر لذا راحت تتابع أهازيج الجدة التي أكملت لها وهي تضحك (أمي تناديني تبغي تحنيني في غضارة الصيني، صيني على صيني يارب تهديني وأمي تناديني)، وإن كانت الجدة التي استعرضت بعض هذه الألعاب والأناشيد لا تعرف أسباب ترديدهم لها حين سألناها عنها غير أن أبناء جيلها كانوا يرددونها ويلعبونها، كما استعرضت لنا بعض الألعاب كاللقفة، وهي لعبة تعتمد على سرعة قفز حصيات 7 أو 8 في الهواء وتجميعهم في اليد بسرعة، ولعبة طاح مشطنا في العين وغالباً ما تلعب في العيون للبنات، ولعبة أخرى كانت الفتيات يمارسنها في القديم وهي تعتمد على الدور لنهاية الكلام.

حرارتي مرارتي
سبع الطيور لجارتي
جانا اصبي هاشمي
يلعب على في القمر
يا سليسله دليني
يا أم العنب والتيني
وإن كان ما تدليني
قطعتش مزعتش
بالسيف والسجيني


أما عن العم (ابو محمد) فقد طافت الألعاب في ذاكرته كالبرق الخاطف وهو يتذكرها لنا مثل لعبة اصطبة أو الصبِّة وهي لعبة تعتمد على الذكاء في تحريك الحجر وتشبه الشطرنج لكنها أبسط منها في القواعد، ولعبة الشكوك وهي لعبة تعتمد على سيقان جريد النخل حين تهذب وتقلم وتشترط أن تكون خضراء لينة ثم ترمى كالرمح في الأرض الرطبة لتقف منتصبة وتضارب الأخرى، ولعبة التيلة وهي الكرات الزجاجية الصغيرة ومازالت تمارس حتى اليوم كما أنها شائعة عند الأولاد، والخشة أو الاستغماية وهي لعبة تمارسها الفتيات أيضاً كما يمارسها الأولاد ولعبة المسابق والطنقور والطير والصيدة، والدوامة أو الزنبور، وخاست عروستي، وتوقف ابو محمد عند لعبة طاق طاق طقية وهي لعبة كما قال تعتمد على القرعة بين اللاعبين فهم كانوا يجلسون في حلقة دائرية يحمل فيها أحد اللاعبين طاقية في يده ويردد هذه الأهزوجة.


طاق طاق iiطاقية
يا نخلة iiالماجية
طاق طاق iiطاقية
رين رين يا iiجرس
طاق طاق iiطاقية
انتبهوا الي iiشوية
طاق طاق iiطاقية
على راسي صفرية

ولعبة (عمي وين رايح) وهي تلعب في مجموعة، حيث يتوافر عدة أطفال يتحلقون حول أحدهم وهو يمثل رجلا عجوزا مسنا يرتكز على عكاز ويسألونه (عمي وين رايح)؟
فيجيبهم : رايح النخل
ويسألونه : خذنا وياك
فيجيبهم متحيراً: وين أحطكم
فيردون: حطنا في مخباك
فيعتذر لهم: مخباي فيه قمل وصيبان

فيبدأ الأطفال يعايرونه ويقولون : يا بو القمل يابو الصيبان، عندها يغضب فيبدأ بملاحقتهم بعصاته ويمسك أحدهم ليقع عليه الدور .

ويذكر ابو محمد أن الفتيات لهن ألعابهن في زمنهن كما أن للأولاد ألعابهم أيضاً وكانت تقسم الألعاب بحسب السن والجنس فللصغار ألعاب مختلفة عن الكبار، وقد ذكر أن أغلب هذه الألعاب قد تُركت وربما لا يعرفها أبناء هذا الجيل لو سألتهم عنها، ويندر أن تجد من يعرف عن أمرها شيئاً، ما عدا الجيل السابق الذي لحق بها أو عرف عن أمر ممارستها، وبالنسبة له حين سألناه عن رؤيته للألعاب الحديثة والقديمة فقال كلها ألعاب ولكل زمان مقال لكن لا وجه للمقارنة بينهما فقد ذكر أن ألعابهم هذه مستمدة من البيئة والطبيعة نفسها المتواجدة في القطيف، الماء والخضرة والنخيل والتربة كما أنها كانت ألعابا تدرب الفتاة لتصبح امرأة في المستقبل والولد ليكون رجلاً، كما أن لها تقسيمات عمرية حتى أن البعض من الرجال يمارس ألعابا معينة خاصة بالكبار كلعبة (المناسم) وهي لعبة خاصة بالغوص وطول النفس والقدرة على حبسه مدة أطول تحت الماء، وكانت ألعابهم في الماضي بسيطة ومستمدة من البيئة الزراعية والنخيل والعيون، ولا تكلف الكثير فتلعب في فسحة من الوقت والأرض وفيها تعليم وفوائد كما تهتم بنظام وقوانين معينة تدرب لاعبها على عدم تجاوزها. [/align]