يبدو موقع قرضاوي شذلاً بهذا الفتح العظيم الذي مارسه صلاح ايوبي الكردي في القاهرة. وحسب هذه المقالة فإن موقع اسلم اون لاين لا يرى بأساً في هذا الأمر مادام يصب في النظرة الطائفية الدموية والحاقدة ضد كل ما يمت للنبي وأهل بيته ولشيعتهم بصلة. موضوع يصلح أن يكون شاهداً على العقلية الطائفية التي تشجع علناً وسراً ما يراد فعله في العراق. المخططات جاهزة منذ عهودهم القديمة، والأساليب لا تقل دموية...والنتائج تحويل أحزاننا العلوية إلى أفراح أموية..لاحظ استخدام السيف متزامناً مع الخرافة وخلق العاات كي تطمس آثار التشيع...ظواهر واساليب نلاحظها تستخدم وبقوة في العراق هذه الأيام !
التحركات السياسية والإرهابية والإعلامية لها بعد طائفي حاقد على كل تراث شيعي أي أنها كل يرتبط بعضه ببعض ...
إنتبهوا يا شيعة علي من تقديم التنازلات!
عاشوراء القاهرة القديمة.. من الحزن إلى الفرح
2005/02/17
حسام عبد القادر
القاهرة الفاطمية شهدت طقوس خاصة للذكرى
"الاحتفال بعاشوراء من احتفال حزن إلى احتفال فرح".. هذا هو عنوان البحث الهام الذي قام به المؤرخ "إبراهيم عناني". ففي العاشر من محرم يحتفل المسلمون كل عام بيوم عاشوراء، وهو اليوم الذي قُتل فيه أبو الشهداء الحسين بن علي -رضي الله عنه- في موقعة كربلاء.
يقول الدكتور إبراهيم عناني عضو اتحاد المؤرخين العرب في بحثه عن أهمية هذا اليوم وتاريخه في مصر: إن الشيعة حزنوا لمقتل الحسين بن علي حزنًا شديدًا، وظلوا يقيمون المآتم في هذا اليوم من كل عام ويعتبرونه يوم حزن عام يطوفون فيه بالأسواق يندبون ويبكون وينشدون، ولا زال الأمر على هذا في إيران والعراق حيث يسود المذهب الشيعي.
وفي العصر الفاطمي في مصر اتخذ الاحتفال بهذا الشكل شكلاً رسميًا، وأصبحت مصر تحتفل به وتعتبره عيدًا من أعيادها الرسمية، ولكنه على العكس من الأعياد الأخرى كلها، كان عيد حزن وبكاء.. ففي هذا اليوم كانت تعطل الأسواق وتقفل الدكاكين ويخرج الناس ومعهم المنشدون إلى الجامع الأزهر وتتعالى أصواتهم بالبكاء والنشيد، وعندما نقلت رأس الحسين إلى القاهرة وبني لها المشهد الحسيني كان خروج الناس إلى هذا المشهد لا إلى جامع الأزهر.
"سماط الحزن".. أجواء الاحتفال
وكانت صفة الاحتفال أن يحتجب الخليفة عن الناس، وفي أول النهار يركب قاضي القضاة والشهود بملابس عادية ويذهبون إلى المشهد الحسيني فإذا جلسوا فيه ومعهم قراء الحضرة والمتصدرون في الجوامع جاء الوزير فجلس في الصدر وعلى جانبيه القاضي والداعي.. ويبدأ القراء في قراءة القرآن، ثم ينشد جماعة من الشعراء شعرًا في رثاء أهل البيت عليهم السلام، وذلك لمدة ثلاث ساعات يستدعون بعدها إلى القصر فيدخل قاضي القضاة وداعي الدعاة ومن معهما إلى باب الذهب فيجدون الدهاليز قد فرشت بالحصر بدل السجاد، فإذا اكتمل هذا الجمع بدأ القراء يقرءون والمنشدون ينشدون للمرة الثانية، ثم تمد موائد تسمى "سماط الحزن"؛ لأنه يختلف عن أسمطة الأفراح والأعياد فلا تقدم فيه الحلوى والأطعمة الفاخرة، وإنما تقدم فيه ألف زبدية من العدس الأسود، والعدس المصفى، والملوحات والمخللات، والأجبان والألبان الساذجة وعسل النحل، والخبز والفطير المصنوعان من الشعير، وقد غير لونهما قصداً، ويدعى الحضور والناس للأكل من هذا السماط، وفي ذلك الوقت يمر النواح بالأسواق يرفعون أصواتهم بالبكاء والنحيب والإنشاد.
الفاطمي والأيوبي.. من الحزن للفرح
وعندما انتهى العصر الفاطمي وبدأ العصر الأيوبي السني تغيرت طريقة الاحتفال بهذا اليوم واعتبر ملوك بني أيوب هذا اليوم فرحا وسرورا، يوسعون فيه على عيالهم ويكثرون من الأطعمة الفاخرة ويصنعون ألوان الحلوى ويكتحلون، وذلك جريا على عادة أهل الشام التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان ليرغموا بذلك آناف الشيعة، وظل هذا التقليد -وهو الاحتفال بيوم عاشوراء على النمط الذي رسمه العصر الأيوبي- متبعاً في عصر المماليك وفى العصور التالية، غير أن هذا الاحتفال صحبه خلال العصور المختلفة كثير من الخرافات التي انمحى بعضها الآن نتيجة لانتشار التعليم والثقافة، وبقي البعض الآخر متداولا في القرى وفي الأحياء الشعبية.
فمن هذه الخرافات أن العامة في مصر كانوا يعتقدون أن الجن يزورون بعض الناس في إحدى الليالي العشر من المحرم، وفي اعتقادهم أن الجن يظهرون أحيانا على هيئة سقَّا يسمى "سقا العشر"، ومن هذه العادات المتبعة في يوم عاشوراء إطلاق البخور ضد الحسد، ويطوف بعض الباعة في الشوارع يبيعون الميعة "بخور" المباركة وهم ينادون عليها بصوت ملحن: "يا بخور عاشورا المبارك.. يا بركة عاشورا المبارك.. أبرك السنين على المؤمنين يا ميعة مباركة".
ويحمل البائع عادة على رأسه صينية مستديرة يغطيها بقطع من الورق المختلف الألوان، ويضع عليها هذه الميعة وهي خليط من أنواع البخور، ويتوسط الصينية عادة كومة من مادة حمراء اللون ممزوجة بقليل من "الميعة" والكسبرة والحبة السوداء، ويحيط به أكوام خمس صغيرة، ثلاث منها من الملح الملون باللون الأزرق والأحمر والأصفر، والرابع من الشيح، والخامس من تراب اللبان، وهذه جميعها تكون الميعة المباركة.
وينادي المشتري البائع إلى داخل المنزل فيضع الصينية على الأرض ويتناول طبقا أو قطعة من الورق ويضع فيها قليلا من كل صنف، ويلقي أثناء ذلك نشيداً طويلاً يبدأ بقوله: "باسم الله وبالله لا غالب إلا الله رب المشارق والمغارب، كلنا عبيده، يلزمنا توحيده، وتوحيده جلاله"، ثم يثنى على مزايا الملح ويبدأ يرقي أصحاب المنزل بأقوال غريبة مضحكة لا شيء فيها إلا أنها تعتمد على السجع فيقول مثلاً: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن كل عين حاسد، بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل نفس أو عين أرقيك من عين البنت، أحمَى من الخشت، ومن عين الولد أحمى من الزرَد، ومن عين الراجل أحدّ من المناجل... إلخ.
ثم يروي بعد ذلك كيف أبطل سليمان حسد العين، ويأخذ في تعداد أثاث المنزل ورقيته واحداً واحدا.
التاسوعا "توسعة"
وفي عصر المماليك كان يتم الاحتفال منذ اليوم الأول في شهر المحرم حتى العاشر من المحرم؛ حيث تكثر الزينات والولائم وتسير المواكب وتنشد الأناشيد ويحضر السلطان إلى القلعة ومعه الشيوخ والقضاة وأهل العلم والأمراء، ويبدأ القراء في تلاوة القرآن الكريم وإنشاد المنشدين، فإذا ما انتهى كل منهم دفع إليهم السلطان بِصُرّة فيها دراهم من الفضة، وحينما تنقضي صلاة المغرب تمد الأسمطة ويوزع منها على الفقراء.. بعد ذلك يمضى الجميع بقية الليل في سماع المطربين حتى الفجر.
هذا هو احتفال السلاطين.. أما عامة الناس فكان كل بيت يأتي بمشاهير القراء لتلاوة القرآن الكريم ثم ينشد المنشدون القصائد بصحبة الآلات.
أما النساء فكنّ يشاهدن الاحتفال خارج المنزل من فوق الأسطح أو يحتفلن به داخل المنزل بإحضار إحدى الواعظات لسماع الوعظ.
وهكذا تغير الاحتفال من العصر الفاطمي الذي كان يسوده الحزن على مقتل الحسين إلى احتفال فرح في العصر الأيوبي والعصر المملوكي والعثماني.
ومن العادات التي لا تزال متبعة حتى الآن لون من الحلوى يصنعه الناس في هذا اليوم ويسمونه "عاشورا"، وهو نوع يصنع من الحبوب أو من القمح عادة، وهو الذي يطبخ على شكل البليلة المعروفة.. ثم يصفى ويضاف إليه اللبن والسكر وبعض الياميش مثل الجوز واللوز والبندق.
هذه بعض العادات التي صحبت عاشوراء، خاصة التوسعة على العيال مثل ذبح الطيور وإقامة الموائد وطبق عاشوراء…إلخ.
وعلل العامة هذه التوسعة فقرنوا بين لفظ توسعة ولفظ تاسوعا، وهو اليوم السابق لعاشوراء، مع أن اللفظين من أصلين مختلفين، ولا علاقة بينهما إلا التشابه في الحروف.
وقد يتساءل الناس عن السر في احتفال المسلمين بهذا اليوم.
قيل إنه اليوم الذي تقابل فيه آدم وحواء لأول مرة بعد طردهما من الجنة، وقيل إنه اليوم الذي خرج فيه نوح من سفينته.. وكان العرب يصومون هذا اليوم قبل الإسلام، وظل المسلمون الأوائل يصومونه.
ولكن السبب الأكبر لتقديس المسلمين لهذا اليوم هو أنه استشهد فيه الحسين -رضي الله عنه-.
http://www.islamonline.net/Arabic/In...ticle/06.shtml