[align=center]عاشوراء في البحرين بين الأصالة والتجديد[/align]
حسن محفوظ - المنامة
مع بداية شهر محرم من كل عام يكون الشيعة في البحرين على موعد مع إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي مع عدد من أهل بيته في واقعة كربلاء عام 61 للهجرة.
وظل الاحتفال بهذه المناسبة مقتصرا على عدد من الطقوس التقليدية لسنوات طويلة مثل مجالس العزاء التي تسرد فيها الروايات والقصص التاريخية لأهل البيت إضافة إلى المواكب الحسينية التي تخرج للسير على الطرقات والشوارع الرئيسية.
ويعيش الشيعة في البحرين هذه المناسبة طيلة عشرة أيام تبدأ من الأول حتى العاشر من شهر محرم وهو يوم وقوع حادثة كربلاء, ويعتبر الشيعة في البحرين المدة الممتدة من الأول من محرم حتى الثامن والعشرين من شهر صفر التي تصادف ذكرى وفاة الرسول الأعظم (ص) فترة حداد بحيث يمتنعون من إقامة حفلات الزواج ومناسبات الفرح, وتعطي الحكومة البحرينية إجازة رسمية في التاسع والعاشر من محرم تعطل فيها جميع الوزارات والمؤسسات الرسمية والخاصة.
وتلقى الطقوس المقامة في هذه المناسبة تفاعلا من المجتمع البحريني وبعض الوزارات الخدمية مثل وزارة الصحة التي توفر سيارات إسعاف وتنشأ عيادة خاصة في وسط العاصمة المنامة ورعايتها إلى العديد من حملات التبرع بالدم في المراكز الصحية, وتقوم وزارة الداخلية بإغلاق جميع المنافذ المؤدية للطرقات التي تسير عليها هذه المواكب كما تقوم وزارة البلديات بتوفير عمال نظافة على مدار الساعة في المناطق التي تمارس فيها هذه الطقوس.
ومن أهم سمات الاحتفال بهذه المناسبة إقامة وجبات الغداء والعشاء في المآتم إلى جانب توزيع بعض الوجبات الخفيفة والمشروبات في الشوارع التي تسير عليها مواكب العزاء والتي تكون متوفرة بكثافة وهي من التبرعات.
مواكبة العصر
ومع بداية القرن الحادي والعشرين شهدت هذه الطقوس تحولات كبيرة حيث أدخل الجانب الإعلامي والثقافي والفني، وأهمها تم تطوير مستوى الخطاب في المأتم من خلال إدخال الجانب العلمي والسياسي والثقافي والاجتماعي وتخصيص محاضرات باللغة الإنجليزية للجاليات الموجودة في البحرين ومحاضرات أخرى لأصحاب الاحتياجات الخاصة مثل الصم والبكم.
شيعة البحرين يحرصون على سماع قصص العزاء الحسيني (الجزيرة نت)
ويحرص البحرينيون على حضور هذه المحاضرات المنتشرة في مدن وقرى البحرين. كما تنظم أمسيات شعرية في بعض المأتم ومهرجانات سنوية تحتوي على ندوات وحلقات نقدية وفعاليات أخرى.
كما برز في الآونة الأخيرة ظهور موكب بالآلات الموسيقية يسير في نفس الطرقات التي تسير عليها بقية المواكب ويعزفون إيقاعات حزينة ومختلفة.
وفي إحدى الساحات المفتوحة يقيم مأتم زبر -أحد المآتم الرئيسية في العاصمة- معرضا لتراث المآتم والمواكب الحسينية وبعض الخطباء القدامى ويتم عرض فلم لمواكب عزاء تعود إلى عشرات السنين.
المسرح بدوره كان حاضرًا في فعاليات عاشوراء حيث تبذل بعض الجمعيات والمؤسسات الإسلامية على إنتاج بعض الأفلام القصيرة والمسرحيات والتمثيليات في الساحات المفتوحة التي تمثل قصة واقعة الطف, وتحظى جميع هذه الفعاليات التي تقام في الساعات الأولى من الليل وتمتد حتى الساعة الرابعة صباحا بحضور كبير يصل إلى مائة وخمسين ألف شخص.
وبعيدا عن هذه الطقوس تشهد الأسواق البحرينية نشاطا في هذه المناسبة وأهمها سوق المواد الغذائية وسوق الملابس التي تبيع كميات كبيرة من الملابس السوداء وخصوصا للنساء والأطفال كما تشهد محال الصوتيات الإسلامية نشاطا كبيرا في تسويق الأسطوانات والأشرطة التي تخص هذه الطقوس وتنتج وتسجل بأحدث الأجهزة بعد ما كانت تسجل بشكل تقليدي لسنوات طويلة.
ــــــــــــ
مراسل الجزيرة نت