علي الشاعر
[align=justify]عناوين كثيرة تلك التي رافقت مرحلة ما قبل سقوط النظام البائد.. ابرز تلك العناوين واهمها السجون، التعذيب، القتل الجماعي، سلب الارادة والحقوق الحرمان، الحروب المتعاقبة وغيرها..
لذلك كان المواطن العراقي امام خيارين لا ثالث لهما.. وهو اما ان يكون رقما تحت احد العناوين المذكورة.. واما الهروب وحيدا غريبا عن اهله واحلامه بعيدا عن وطنه..
لهذا اختارت نسبة كبيرة من ابناء العراق مغادرة الوطن للبحث عن ملاذ يحتمون به بعيدا عن جحيم النظام وسياساته القسرية..
وللعراق الجديد عاد بعض هؤلاء المهاجرين والمهجرين ليجدوا انفسهم في دوامة لا يستطيعون تحديد ملامحها ولمعرفة ما يقولونه عن الغربة ومعاناتهم وما هو شعورهم بعد عودتهم الى العراق كان لصحيفة المؤتمر هذا الاستطلاع..
الغربة لا ترحم
ليس هناك ما هو اقسى من ترك الاهل والاحبة والهروب مجبرين عنهم في بلاد الغربة هذا ما يقوله المواطن اركان رحيم علي، ويضيف لقد سافرت تاركا روحي كالطير ترفرف في سماء وطني بعد ان اجبرت على ذلك حيث تعرضت لشتى انواع الاضطهاد والتعسف لهذا كنت امام خيارين اما ان ادفن مظلوما واما اجازف واختار الغربة بعيدا عن اهلي واحبتي
وكان الاختيار قاسيا عندما تركت بغداد الحبيبة وعشت اقسى ايامي بعيدا عن العراق حيث كانت تجربة مرة ومريرة خاصة بعد تلك المعاملة اللاانسانية من قبل بعض الاجهزة الحكومية في بعض البلدان العربية، ففي الوقت الذي كان العراق وابنائه يفتحون ابوابهم وقلوبهم نجد ان هؤلاء قد اغلقوا ابوابهم بوجوهنا بل وتعاملوا معنا وكأننا ليس من فصيلتهم..لذلك اقول وبدون مبالغة العراق بلد الحب والخير والسعادة والامان وليس هناك بقعة في الارض هي اجمل واغلى من العراق لان الغربة لا ترحم ولكن كنا مجبرين على ترك قلوبنا والسفر باجسادنا..
المواطن خضير عنبر يقول قمت بزيارة لمدة يومين ولم اتحمل فراق الاهل لهذا عدت الى العراق لانني لا استطيع تحمل الغربة والابتعاد عنه لان اجواء العراق واهلنا تختلف اختلافا جذريا عن كل الاجواء التي عشتها في الغربة وبعد عودتي شعرت ان ليس هناك اجمل من العراق واهله لهذا قررت ان لا اغادر وطني مهما كان السبب ولا اخفيك سرا انني لم ار وجوها كالتي اراها في العراق. ولم اشعر بطيبة ونقاء كالذي اشعر به في مدن العراق نعم كل شيء يختلف لهذا اقول ان اليوم الذي تركت فيه العراق يوما لا يتكرر ابدا ومهما يكون..
السويد بلد الانسانية..
عشت منذ اكثر من خمس وعشرين عاما في السويد بعد ان تركت العراق بسبب الظروف التي كانت هذا ما يقوله المواطن علاء حسن الربيعي ويضيف بالرغم من مكانة العراق في نفسي الا انني وجدت في السويد بعضا مما فقدته في العراق وخاصة الامن والاستقرار والحرية حيث شعرت بأنسانيتي التي تعرضت للكثير من التجاوزات على يد ازلام النظام البائد.. ولكني عندما عدت كانت في مخيلتي انني سوف اجد بلدي كما تخيلته اجواء الحب والثقة في الناس والشوارع والاحياء ودجلة..
ولكن وللاسف فلقد وجدت كل شيء قد تبدل الشوارع اصبحت مجرد كتل كونكريتية ابو نؤاس الذي كان يوما من الايام يعني السهر والاجواء الحالمة اصبح مجرد اسم لا معنى له وحتى الاحياء فقدت تلك الطيبة وذلك الامان.. لقد خابت آمالي واحلامي التي كنت احتفظ بها ليوم عودتي الى بغداد.. نعم وحتى اكون صادقا اقول كنت اتمنى ان اعيش في اجواء الحلم بعيدا عن وطني ولكني اليوم اواجه بواقع صعب لا يمكن وصفه وهو واقع العراق والانسان الذي فيه هذا الانسان الذي كان يوما ينتظر بزوغ شمس الحرية وعندما حصل على تلك الحرية اساء لمعانيها وعندما حاول التخلص من القتل والسجن وجد نفسه اليوم يعيش واقعا سيئا.. ولكن ورغم كل شيء اننا نعرف بأن العراق واهله يستحقون الحياة وكل ما يحصل اليوم على ارضنا هو دخيل علينا وليس له صلة بما نشعر به.. نرجو من الله ان يسعد العراق بأهله ويسعدنا به ويعيد له الامان..
قسوة التعامل معنا
الاخوة والحب الذي يتمشدق به البعض في احاديثهم عن العراق لم نجد له اثر في الواقع هذا ما يقوله باسم محمد ويضيف: ان التجربة هي خير برهان فلقد عشت في اكثر من بلد ولم اجد الاخوة التي نسمعها ونؤمن بها البعض حاول مساومتنا على العمل ضد العراق من خلال الانخراط في العمل الاستخباري عندما كان صدام في الحكم والبعض الآخر حاربنا متصورا اننا نعبر عن وجهة وافكار بعض الاحزاب وفي بعض الدول كنا ضحايا بالسفارة العراقية ومخابراتها في حرماننا من العمل ولم نجد الحرية والتعامل الانساني بعد سقوط النظام عدنا الى الوطن ووجدنا هذا الدمارواملنا كبير في اننا سوف نستطيع ان نتجاوز المحنة رغم محاولات قوى الظلام والارهاب قتل الامل في النفوس المتعطشة للسلام والحب والامل في عراق ديمقراطي موحد.
الوطن هو الملاذ الآمن والصدر الرحب للعراقيين إن كانوا مسلمين او مسيحيين او غير ذلك فلماذا يختار الانسان الرحيل بعيدا عن وطنه يقول المواطن بطرس خو شابا.. انا رجل عراقي مسيحي عشت وولدت في العراق وعرفت بما لا يقبل الشك ان ليس هناك في الكون اجمل واعز من العراق ولكن الظروف المحيطة بالفرد العراقي من النواحي الاقتصادية والسياسية جعلنا نترك العراق ومن تلك الظروف والحروب المتعاقبة والتي اشعرت العراقيين بأننا خلقنا للحروب والدمار حتى اننا فقدنا الامل في ان نعيش بسعادة وامان ايام الحكم البائد الذي لم يفرق في ظلمه بين دين او مذهب او فكر الكل شملهم الظلم والاضطهاد..
لهذا وبعد هذه الغربة عدت لبلدي لاجد ما لم اتوقعه حتى في الخيال لاننا واثناء الحكم الديكتاتوري كنا نجتمع على قاسم مشترك واحد هو محاربة الظلم الذي يمثله النظام ولا يختلف اثنان عليه ولكن وبعد السقوط اوجدت الظروف الكثير من الاختلافات وفقدان المشتركات التي جمعت العراقيين منذ عشرات من السنين على هذه الارض لهذا نشعر بأننا في العراق بحاجة للاستقرار والوحدة في بلد آمن ينعم بالسلام..
تبخر الحلم على الحدود
لقد كانت امنية ان نعود الى العراق بعد سقوط النظام لنعيش بين اهلنا ونعوض الحرمان والغربة ونبني العراق ونشارك في اعماره هذا ما يقوله المهندس عدنان يونس ويضيف الا ان تلك الامنيات والاحلام قد تبخرت على الحدود وقبل ان ندخل العراق حيث ابلغونا بعدم الدخول الى العراق والسبب الاعمال الارهابية التي تحصل كل يوم وتوقف المشاريع ورغم ذلك جازفنا بتجاوز الحدود والعودة الى بغداد.. والحالة التي نعيشها لا تخفى فالكل يعيش في قلق وخوف يرفض المجهول وكأننا مجرد مشاريع دمار وقتل وكأن الذي حصل طوال عقود حكم البعث غير كاف لتدمير العراق خاب حلمنا ان نعيش في أمان ونحصل على لقمة العيش بعيدا عن اصوات الانفجارات لذلك نطالب المسؤولين في الحكومة وكذلك رؤساء الكتل والاحزاب الى تناسي خلافاتهم والسعي الى العمل بجد لحماية وحدة العراق واستقراره.
اليمن بلادا سعيدة حقا
المواطن احمد الونداوي يتحدث عن معاناة الغربة وكيفية التعامل معه حيث يقول يعجز اللسان عن وصف الغربة واللحظات التي تمر على الانسان العراقي بعيدا عنه وطنه خاصة وان العراقيين هم الاكثر الذين لا يستطيعون تحمل الغربة بعيدا عن اهلهم.. الغربة جعلتنا نبكي عندما نسمع اسم العراق.. ونتلهف لرؤية اي عراقي ونشتاق لكل زاوية من زوايا بغداد واحيائها وازقتها.. كل يوم يمر بعيدا عن العراق يعادل عاما كاملا ان لم نقل اكثر لهذا فأني استغرب صبر البعض الذين عاشوا لسنوات طويلة في العراق بعيدا عن اهلهم ورغم هذه المعاناة.. معاناة الغربة.. هناك معاناة لا تقل اهمية وهي معاناة المعاملة اللاانسانية التي عوملنا بها في بلاد الغربة الا انني والحق يقال عشت لثلاثة سنوات في اليمن فلم اجد ما يسيء لي بل اني لا ابالغ اذا قلت ان الاجواء اليمنية هي شبيهة للاجواء العراقية التي يغلب عليها الطابع القبلي[/align]