 |
-
المسجد العراقي يتحرر من قبضة حزب البعث
المسجد العراقي يتحرر من قبضة حزب البعث
الأحد 20 أبريل 2003 13:29
بغداد- بعد سقوط نظام الرئيس العراقي صدام حسين تحررت المساجد من قبضة حزب البعث القومي العربي والعلماني، الذي لاحق طويلا رجال الدين خصوصا الشيعة منهم. والتعبير الابرز على الافلات من هذه القبضة هو مشاركة مئات آلاف الشيعة لا بل الملايين في صلوات الجمعة في المساجد، واستعدادهم للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الاربعين لمقتل الامام الحسين في كربلاء الثلاثاء والاربعاء المقبلين باعداد هائلة.
وفي عهد حزب البعث تعرض الشيعة لعمليات قمع واسعة خصوصا بعد انتفاضتهم عام 1991 ضد السلطة القائمة، وكان ممنوعا عليهم المشاركة بهذه الكثافة في صلوات الجمعة وفي الاحتفالات الدينية في العتبات المقدسة. كما ازدحمت المساجد السنية بالمصلين ولكن مع ائمة قد يكونون اقل ارتباطا بالنظام السابق، وبغياب عملاء اجهزة الاستخبارات.
وتسابق ممثلو السنة والشيعة على الدعوة الى الوحدة الوطنية وعلى المطالبة برحيل الجيش الاميركي. وقال الشيخ محمد الفرطوسي الذي ام صلاة الجمعة في ضاحية مدينة الصدر الشيعية بعد ان كان اسمها مدينة صدام "امد يدي الى جميع افراد مذهبنا والى كل المسلمين في العراق وكل اتباع الديانات الاخرى لان وحدتنا هي الاساس ونقاط الالتقاء بيننا اكثر بكثير من نقاط الاختلاف".
وفي مسجد ابو حنيفة السني في وسط بغداد سار السنة والشيعة جنبا الى جنب بعد انتهاء الصلاة وهتفوا معا ضد القوات الاميركية. ولما تسلم صدام حسين السلطة عام 1979 عزز الطابع العلماني للحكم واراد للعراق ان يكون حامل لواء القومية العربية.
واثر دخول العراق في حربه الطويلة ضد ايران عام 1980 بعد قيام الجمهورية الاسلامية فيها، كرر صدام حسين القول مرارا انه يشنها باسم العرب جميعا ضد "الخطر الفارسي" والشيعي الى حد ما. واستهدفت عمليات القمع الشيعة خصوصا خوفا من تعاطفهم مع ايران، وكان حزب الدعوة الضحية الاولى بعد اتهامه بنشر تعاليم الامام الخميني في العراق.
وتمت تصفية العديد من رجال الدين الشيعة ووضع عدد اخر منهم في الاقامة الجبرية خوفا من اي تآمر على النظام البعثي. ويؤكد اتباع اية الله محمد صادق الصدر ان عملاء للنظام العراقي قتلوه عام 1999 لانه رفض حسب قولهم تغطية سياسة الرئيس صدام حسين.
الا ان النظام العراقي وبعد الهزيمة التي مني بها اثر طرد قواته من الكويت عام 1991 بدأ يستخدم بقوة الشعارات الدينية ولم يتردد الرئيس العراقي المخلوع في نسب عائلته الى سلالة الرسول.
كما عمل النظام العراقي على ترميم الاماكن المقدسة الاسلامية واكثر من بناء المساجد. وللدلالة على هذا التوجه امر صدام حسين بوضع عبارة "الله اكبر" على العلم الوطني العراقي.
ومع ان النظام البعثي العراقي اقام علاقات احترام متبادل مع مسيحيي العراق فان هذا لم يمنع الكثير منهم من الهجرة لاسباب اقتصادية او لخشيتهم من التحول الاسلامي للنظام البعثي.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |