و أحرقوا السفارة النرويجيّة أيضاً، و الآن هم بصدد التوجّه للسفارة الفرنسيّة، و ربّما يكون الأخير خطّاً أحمر ستتدخّل فيه قوى الشرطة و المخابرات بعد أن تهاونوا (أم شجّعوا؟) في موضوع إحراق السفارتين الدانماركيّة و النرويجيّة..
قام آلاف من المسلمين الغاضبين في دمشق اليوم، باشعال النار في اربع سفارات اوربية هي: المفوضية الاوربية، و الدانمركية، و السويدية، و النرويجية، وحال رجال حفظ النظام من امتداد الامر الى السفارة الفرنسية ، انتقاما "للتطاول على شخص الرسول الكريم محمد (ص)" الامر الذي يشير الى امكانية دخول العلاقات السورية الاوربية مرحلة من التأزم، و بما يذكر باقتحام السفارة الاميركية لمرتين العام 1998 و العام 2000.
كان من المفترض بداية، ان يتم تنظيم اعتصام حاشد امام السفارة الدانمركية، لكن الامر خرج من تحت السيطرة، حيث وصل عدد المحتشدين الى الآلاف، بدلا من المئات كما كان متوقعا، ولم يستطع رجال حفظ النظام الذين تواجدوا في المكان بكثافة، من ضبط المتظاهرين، الذين باشروا بداية بالقاء الحجارة على المبنى، ثم تدافعوا من فوق الاسوار ليقتحموا الطوابق كلها، ويدمورا ما بداخلها من وثائق وحواسب، ثم يقذفوا بها الى الخارج.
ونجح بعض من المعتصمين، نحو الساعة الرابعة والنصف، من بعد الظهر، من تسلق المبنى وحرق العلم الدانمركي من على ساريته، ثم ثبتوا علما آخر اخضر اللون يحمل عبارة لا اله الا الله محمد رسول الله.
وقام آخرون باشعال النيران بالطابق الارضي، والتي سرعان ما امتدت الى الطوابق الاخرى، وعلى اعتبار ان المبنى ذاته يضم سفارات كل من المفوضية الاوربية، والسويد، اضافة الى الدانمارك فإن النيران اتت عليها كلها، دون حصول اية اصابات، وخصوصا ان اليوم السبت كان يوم عطلة.
وامام السفارة كان شبان من مدارس ومعاهد دينية، ومن جنسيات عربية واسلامية، اضافة الى السوريين، يلفون رؤوسهم بشرائط خضراء كتب عليها "لا اله الا الله محمد رسول الله"، يحمسون المتظاهرين عبر قرعهم على الطبول، وترديد شعارات تمجد الرسول (ص).
ورفع المتظاهرون رايات خضراء، ومصاحف، وصورا لمسجد الرسول في المدينة المنورة، اضافة الى العلم السوري وصور الرئيس بشار الاسد، كما حمل المتظاهرون لافتات طالبت بعضها بـ"طرد سفراء كل الدول التي تطاولت على الرسول"، وكتب على اخرى "كلنا فداك يا رسول الله"، و "بأبي وامي انت يا رسول الله".
وبعد ان اطمأن المتظاهرون من تدمير السفارات الثلاث السابقة، اتجهوا الى السفارة النرويجية في المزة فيلات شرقية عبر الاوتستراد، وتبعد عن الموقع الاول اكثر من خمسة كيلو مترات، وهناك ايضا اعادوا ما فعلوه امام السفارة الدانمركية.
ولم تجدِ محاولات رجال حفظ النظام، حيث تم اطلاق قنابل مسيلة للدموع، اضافة الى خراطيم المياه، من الحيلولة دون حرق مبنى السفارة النرويجية المؤلف من اربع طوابق، بعد ان تم اقتحامها وتدمير ما بداخلها، كما تم تدمير سيارة دبلوماسية كانت تقف امام السفارة.
وخلال هذه الاثناء، كان شبان يدعون الجموع الى التوجه نحو السفارة الفرنسية في منطقة العفيف، وقد تحركت المظاهرة فعلا، بعد تدمير السفارة النرويجية، باتجاه الفرنسية.
و وصل المتظاهرون نحو الثامنة مساء الى مكان قريب من منطقة العفيف في حي المهاجرين، وتحديدا عند موقع الجسر الابيض، وهناك كانت في انتظارهم خراطيم المياه التي حالت دون اقتراب الجموع، اضافة الى قطع رجال الامن لكل الطرق المحيطة.
ونجح بضع عشرات من الاقتراب نحو خمسين مترا من السفارة، وكان بعضهم يردد انهم يريدون انزال العلم الفرنسي ورفع العلم الاسلامي بدلا عنه، لكن سيارات الاطفاء وخراطيم المياه دفعتهم الى التراجع، كما تم توقيف عدد منهم.
وفي الموقع ذاته كان وزير الاوقاف محمد زياد الدين الايوبي يخاطب الجموع عبر مكبرات صوت سيارات الشرطة مناشدا اياهم بعودتهم الى المنازل، وموضحا انهم قد "اثبتوا حبهم للرسول"، ومؤكدا على ان "عدونا هو اسرائيل وليس الاوربيين"، وان "الديموقراطية ليست هكذا" و "لا تعني تدمير السفارات وحرقها".
هل هي رسالة رسمية متشددة من سوريا للغرب
أم حرص ونخوة على كرامة الإسلام
كرامة الرسول عليه الصلاة والسلام فوق كل كرامة وإعتبار .. لكن التظاهرات وبيانات الاستنكار وحتى سحب السفراء كما فعلت السعودية لذر الرماد في العيون لا تنفع ولا تجدي ولا تغير شيئا .. الدرس الوحيد الذي يمكن ان يلقن للمعتدين ويأتي بنتيجة هو هذا :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيد مرحوم
[align=center]الجزيرة : الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد يدعو لفسخ عقود اقتصادية مع الدنمارك وكل الدول التي اعادت نشر الصور المسيئة للنبي (ص)[/align]
وهو وحدة الدليل على صدق الصادقين ..
مع ان الغريب في الأمر ان يتذكر المسلمون هذا العدوان بعد أربعة أشهر من حصوله .. ولعل وراء الأكمة ما وراءها .. الجريدة الاردنية شيحان نشرت نفس الصور الدانماركية ولم يتعرض لها ادعياء الحرص على كرامة رسول الله صلى الله عليه وآله .. الا بعد ان تصاعدت الحملة على الدانمارك ..
[align=center]أفتى بحرمة التعرّض للكنائس والسفارات والقنصليّات
فضل الله يستنكر الأساليب غير الحضاريّة ويحذّر من تشويه التحرّك والتعرّض للسلم الأهلي
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيّد محمد حسين فضل الله بياناً استنكر فيه الأساليب غير الحضارية في التعبير عن الرد على الإساءة الموجّه بحق الرسول(ص)، كما أفتى بحرمة التعرض للأملاك العامة، وأماكن العبادة.
وقد جاء في البيان:
كنّا قد دعونا المسلمين في العالم للتصدّي للهجمة الإعلاميّة والسياسية التي تستهدف الإساءة للنبيّ محمّد(ص) والإسلام، وأردنا من شعوبنا أن تعبّر تعبيراً حضاريّاً عن رفضها لهذا الاستهداف بكل غاياته وأبعاده التشويهيّة والسياسية وغيرها، وأن تمارس عمليّة عقاب حضاريّة في المقاطعة.
ونحن في الوقت الذي نثمّن فيه وقفة شعوبنا وتضامنها مع إسلامها ودفاعها عن النبيّ الأكرم(ص)، والذي يدلّ على حيويّة الوجدان الإسلامي في نفوس أبناء الأمّة، إلاّ أنّنا فوجئنا ببعض الممارسات التي تمثّل الإساءة للإسلام في قيمه وشرائعه وأحكامه، تندرج في إطار الظلم والاعتداء الذي حرّمه الله سبحانه وتعالى، بصرف النظر عمّن قام بهذه الممارسات، وخصوصاً أماكن العبادة بما يمثّل الاعتداء عليها من جريمة مزدوجة، ولاسيّما أنّ الاعتداء على النبيّ(ص) لم ينطلق من بُعد ديني، لا بل رأينا مواقف مسيحيّة راقية دافعت عن الإسلام، ورفضت أساليب التشويه الممارسة ضدّ النبي(ص).
إنّنا ندعو القيّمين على أيّ تحرّك شعبي إلى ضرورة الانتباه من حالات الدسّ والاختراق والانفعال الأعمى، التي من شأنها أن تشوّه هذا التحرّك وتسيء إلى الأهداف التي يتطلّع إلى تحقيقها.
إنّنا، في الوقت الذي نحرّم فيه التعرّض للأملاك العامّة والسفارات وقنصليّات الدول بطريقة الحرق أو التكسير أو ما إلى ذلك، ندعو الجميع إلى الالتزام بالجانب الأخلاقي الحضاري الإسلامي في التعبير عن الرفض للحملة الشعواء التي تستهدف الإسلام والنبيّ محمد(ص)، كما لا نقبل أن يتمّ حرق علم هذه الدولة أو تلك، بما يمثّل رمزٍ للانتماء الوطني لأبناء تلك البلدان.
إنّنا نعتقد، أنّ تعريض الأمن العام والسلم الأهلي للفوضى أو لحالات التوتّر واللااستقرار يمثّل إساءة تُضاف إلى الإساءات الأخرى، ونريد من المسلمين أن ينفروا إعلاميّاً وسياسياً وثقافيّاً للدفاع عن الإسلام بطريقة حضاريّة، وأن يتحرّكوا لإيضاح المفاهيم الإسلاميّة بسماحتها وانفتاحها على الناس جميعاً، بأفعالهم قبل الأقوال.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 06 محرم 1426هـ الموافق 05/02/2006م[/align]
قتل 11 متظاهراً وأصيب 35 آخرون برصاص الشرطة الليبية خلال مظاهرة الليلة قبل الماضية أمام القنصلية الإيطالية في بنغازي احتجاجاً على الرسوم المسيئة إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وتقرر بعد الحادث إقالة وزير الأمن العام الليبي وإحالته إلى التحقيق، فيما حملت مؤسسة ليبية رسمية وزير الاصلاحات الإيطالي روبرتو كالديرول المسؤولية عن المظاهرة بسبب عنصريته وإعلان نيته ارتداء قميص يحمل الرسوم المسيئة، وقد اضطر الأخير إلى الاستقالة بعد ضغوط عليه داخل الحكومة الإيطالية.
وأفاد شهود بأن الشرطة الليبية في بنغازي اشتبكت مع المتظاهرين، مستخدمة القنابل المسيلة للدموع ثم الرصاص الحي لتفريقهم، عندما هاجم نحو ألف متظاهر بعد صلاة الجمعة مبنى القنصلية الإيطالية في المدينة وأحرقوا الطابق الأول فيه، وكان مقفلا وفيه ستة موظفين لم يصب أي منهم بأذى.
وقال سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي لوكالة “فرانس برس”: إن أحد عشر شخصا، بينهم أربعة مصريين وفلسطينيان على الأقل، سقطوا قتلى في الأثناء، فيما أصيب 35 شخصاً.
وأعلنت مصادر الشرطة أن متظاهرين تمكنوا من الانفصال عن التظاهرة الأساسية التي سارت في وسط المدينة وتوجهت إلى مقر القنصلية الإيطالية، البعثة الدبلوماسية الغربية الوحيدة في المدينة. وأراد المتظاهرون التعبير عن إدانتهم لما ورد على لسان وزير الإصلاحات الإيطالي عضو رابطة الشمال المناهضة للأجانب روبيرتو كالديرولي.
وعرض التلفزيون الليبي لقطات لاشتباكات بين محتجين يلقون الحجارة وقوات الأمن التي تحمل بنادق في شوارع حول مبنى محترق، وسمع ما يشبه صوت أعيرة نارية خلالها، كما بثت صور سيارة مدنية يرجح أنها تابعة للقنصلية وهي تحترق، وسيارات أخرى شبت فيها النيران.
وجاء في بيان رسمي اثر التظاهرة أن “ليبيا استنكرت ما قامت به مجموعة من عمل غير مسؤول لا يعبر عن أخلاق الشعب الليبي، كما أنها تؤكد موقفها الصارم من الإساءات التي تعرض لها الإسلام”.
وغداة الحادث، أعلنت أمانة المؤتمر الشعبي العام (البرلمان الليبي) أمس أنها قررت إيقاف وزير الأمن العام نصر مبروك عن العمل وإحالته إلى التحقيق، وإيقاف كل من له علاقة بالحادث وبالمسؤولية عن الأمن في بنغازي وإحالتهم إلى التحقيق، ودانت “الاستخدام المفرط للقوة والمعالجات غير المناسبة التي تجاوزت حدود الواجب من الشرطة”، وأكدت “أسفها وأسف كل الليبيين على وقوع ضحايا بسبب أعمال الشغب وإفراط الأجهزة المعنية في معالجتها”، ووصفت القتلى الذين سقطوا بالشهداء، وأعلنت اليوم يوم حداد على أرواحهم.
وأعرب “المؤتمر الشعبي العام”، والذي يعد أعلى سلطة تشريعية وتنفيذية في ليبيا، عن تعاطفه مع حق المشاركين في التظاهرة في إبداء غضبهم إزاء الإساءة المشينة التي توجهها القوة الصليبية العنصرية إلى الدين الإسلامي والمسلمين، وناشد المحتجين في الوقت نفسه الالتزام ب”حدود الاحتجاج وإبداء الغضب”.
وحمّلت مؤسسة القذافي للتنمية، التي يترأسها سيف الإسلام القذافي، الوزير الإيطالي مسؤولية التظاهرة. وقالت في بيان أمس إنها تعتبر “هذه التصريحات العنصرية الحاقدة بمثابة الدافع الباعث على القيام بردود أفعال مصدرها الاستفزاز وجرح المشاعر وإهانة المقدسات”، وأضافت أنها “تحمل هذا الوزير والحكومة الإيطالية وزر ما نجم عن ردود الأفعال هذه من حوادث وأحداث مؤسفة وضحايا أبرياء”.
ودعت المؤسسة “الحكومة الإيطالية إلى أن تتخذ فورا ما يتطلبه الموقف من إجراءات ضد هذا الوزير العنصري الحاقد، بما يكفل الاعتذار للمسلمين، وفي حالة عدم قيامها بذلك فسوف تشهد علاقاتها ومصالحها مع ليبيا مرحلة حرجة وحاسمة، وتصبح عرضة لإعادة النظر والتقييم”.
وأعربت مؤسسة القذافي عن “أسفها الشديد لما نجم عن الحادث من ضحايا في الأرواح”، ودعت إلى “ضرورة إجراء تحقيق قضائي فوري لتحديد المسؤولية عن الطريقة التي تم فيها استخدام القوة ضد المحتجين وأسباب عدم اللجوء إلى طرق أقل عنفا لتفريق التظاهرة”.
وأعلن في روما في وقت لاحق أن كالديرولي استقال من الحكومة الإيطالية إثر ضغوط من زملائه فيها. وكان قد طالبه بذلك رئيس الحكومة سيلفيو برلسكوني وكل قادة الأحزاب المشاركة في الحكومة بعد التظاهرة العنيفة في بنغازي.
وكان برلسكوني في معرض طلبه من كالديرولي الاستقالة قد شدد في الوقت نفسه على أنه “لا يملك أي سلطة لإرغامه” على ذلك، ورد الوزير المعني أنه مستعد للاستقالة في حال طلب منه زعيم رابطة الشمال أومبرتو بوسي ذلك، وفي حال قام العالم الإسلامي ببادرة تهدئة، بحسب تعبيره. وكان المذكور قد ظهر في نشرة إخبارية على القناة الأولى الإيطالية، وهو يرتدي قميصا عليه الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ونقلت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” أمس عنه أنه لا يشعر أنه مسؤول عن القتلى الذين سقطوا في تظاهرة بنغازي، واعتبر أن “الحضارة الغربية هي المهددة”. (وكالات)