 |
-
أنا شيعية ولا أحب السنة
عادل مرزوق الجمري * - 20 / 2 / 2006م - 10:09 م
المقالة المثيرة للجدل «انا سني وأحب الشيعة!!» لعضو مجلس الأمة الكويتي السلفي الدكتور وليد الطبطبائي، وما تبعها من مقالات/ مجاملات/ كذبات/ مماثلات/ مقابلات/ مواربات.. شيعية كلها تخضع لما أصطلح عليه بـ «التلفيق الإجتماعي». وبما أنه ثمة هوس بأن أكون شيعياً وأحب السنة، أو سنياً وأحب الشيعة، على إفتراض أن الأصل هو «الكراهية» والطارئ هو «الحب»، وهنا بالتحديد كان يختبأ المسكوت عنه في مقالة الطباطبائي ومحبوه من الشيعة، فإني لا أشترط حبي لأحد منهما.
ثمة في هذا الخطاب الجديد العديد من الأوجه الملفقة، فالسني لا يحب الشيعي عادة، وكان «الطباطبائي» بمثابة «الرجل المعجزة» في كسره للحالة السوية - المتمثلة بكراهية الشيعة كباقي أفراد مذهبه - بحبه للشيعه، وكان الإخوة من الإعلاميين والكتاب الشيعة هم الذين شاطروه الخروج وفلسفة الكسر المباركة.؟!!. الغريب في الأمر أن هذا «الحب الوليد» لا يحمل أي صورة تمثيلية لمجازات «الحب»، سواء على الصعيد اللغوي، أو الصعيد الإجرائي. ورغم أننا «لازلنا» نكذب في أننا «شيعة وسنة» لا نكفر بعضنا البعض، ولا نعتقد بأن كل طرف منا هو من يمتلك مفاتيح الجنة، فإننا أصبحنا اليوم نمارس نوعا من «إستخفاف الدم» عبر إدعاء المحبة والعشق فيما بيننا!!.
نعم، ثمة رغبة صادقة لدى البعض لتجاوز هذه الثنائية العدائية التاريخية، إلا أن هذه العدائية لابد أن تعالج بالبحث والمعرفة والتحاور والتصالح والتقاسم والتماثل والإعتراف بالآخر وضمان حريته ولو كان «أقلية»، وليس عبر خطاب أساسه الكذب، والتملق، والمماثلة اللغوية، والزعم الأجوف. فالتاريخ الذي حفل «بالدماء المراقة» لا ينتهي بكلمات حب «مصطنعة»..
بالنسبة لي – فقط – لا أهتم بأين أصير جهدي لحب المنظومة السنية كاملة، ولا حتى المنظومة الشيعة كاملة، الأمر يتعلق بالدرجة الأولى «بالمصالحة الذاتية» من جهة، وبـ «المصالحة للآخر» من جهة أخرى. لن أقبل بالسني الذي يسلبني حقوقي، ويسيطر على أحلامي. ولن أقبل بالشيعي الذي يشوه صورتي بإسالة دمه على الأرض بطريقة وحشية كل عام، والغريب أننا لا زلنا ومنذ مئات السنين نبكي وحشية مماثلة جرت على الحسين .
لا توجد لدي ميزة لشيعي على سني، ولا يمكن أن أحب يوما ما «بن لادن»، أو «الظواهري»، أو «بن تيمية». ولا يمكن أن أحب أي «شيعي» مهما علا مقامه، وكبرت مكانته بين الناس، إن كان يعبث بي، وبأبناء مجتمعي شيعة كانوا أم سنة.
وعليه.. أنا «شيعي»،، لا أهتم بحب الشيعة أو السنة.. أهتم بمن يحبني، وأحبه، فقط.
http://rasid.com/artc.php?id=9952
-
ولا أروع من هذا المقال . .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |