 |
-
( منقول ) .. أيها العقلاء ..حب الهادي اجنّني
ايها العقلاء.. حب الهادي اجَنّني
( منقول عن موقع اذاعة الهدى الاسلامية )
لم اتوقع ان أعيش لاشهد مثل هذا اليوم.. وما خطر على بالي انني سأكون في عصر تُرتكب فيه جريمة بهذه البشاعة والجرأة على رسول الله واهل بيته الكرام عليهم السلام. ولكنني اليوم شهدت ابشع جريمي رأيتها طوال حياتي الممتدة الآن لاكثر من اربعة عقود من الزمن.. وهي جريمة الاعتداء الغاشم على مرقد الامامين العسكريين عليهما السلام.
احياناً كنت افكر بيني وبين نفسي.. كيف طوعت لاولئك الذين كانوا يعيشون في عهود الائمة عليهم السلام.. كيف طوعت لهم انفسهم ان يواصلوا الحياة وبينهم إمامهم وحجة الله في الارض مهمشاً.. او معتقلاً.. او مشرداً.. او مقتولاً.. كيف يُقتل الامام عليه السلام بين شيعته ؟؟. هل بالامكان ان يحصل ذلك ؟؟ بالنسبة لي ارى ذلك من المستحيل.. بالنسبة لي على الاقل.. ان يحدث ذلك وانا في جسدي عرق ينضب..
اليوم.. عايشت الاجابة على تلك التساؤلات والخواطر بنفسي.. حرمة الامام عليه السلام تُنتهك من جديد.. ويُعتدى عليه.. لا باعتباره ميت.. فالامام عليه السلام ليس بميت.. هذا موت ظاهري لنا.. اما في الحقيقة فانه حي.. اذا كان الشهداء احياء.. فكيف بسادة الشهداء.. وقادة الامم.. واولياء النِعَم.. واركان الاسلام ودعائم الابرار.. الشاك في حياتكم هو الميت..
اليوم.. اردت ان اخرج شاهراً سيفي.. مدافعاً عن إمامي.. ولكنني اكتشفت ان عدوه وعدوي لا يناله سيفي.. ولا يصله رمحي.. اكتشفت ايضاً ان عدوي محاط بسياج حصين من (حكمة) (وعقلانية) قادتنا!!.. فالامام عليه السلام عندهم هو في آخر قائمة الاهتمامات!! هو بعد المصلحة السياسية.. وبعد الوحدة الوطنية التي نسمع عنها كثيراً ولا نراها اطلاقاً.. وهو بعد ترتيب العلاقات مع الاطراف المتنازعة.. بل هو بعد (التطلعات) البعيدة لقادة التجمعات المتنوعة.. التي لا ترى سبيلاً لتحقيقها الا بالصمت والتمادي في الصمت على انتهاك اقدس المقدسات.. اكتشفت ان الادهى منا في السياسة.. ومصالح البلاد والعباد.. ومصلحة الطائفة.. هم الذين يحولون غضبنا المقّدس الى عدة صرخات نطلقها من حناجرنا.. ثم نعود الى مخادعنا.. ليمضي يوم.. او يومين.. او قل الى ان تنقضي أيام الحداد التي اعلنوها.. ثم ننسى كل شيء.. ونعرض اعادة بناء المرقد المقدس في مناقصة جديدة.
قتلوا الامام عليه السلام مرتين.. مرة في حياته بالسم.. واخرى بعد شهادته بالقنابل المدمرة.. يحرسهم في كلا الحالين صمت الشيعة الرهيب.. وسكوتهم (القاتل).
واكتشفت ايضاً.. انني لا استطيع ان افعل شيئاً للامام عليه السلام.. الا ان انضم الى جوقة المستنكرين.. والمنددين.. او التزم الصمت.. واتجرع الهزيمة.. واتقبلها ب (حكمة) و (عقلانية)..
اجل.. اكتشفت انني من المجانين.. ربما مثل عابس الذي نزع في يوم عاشوراء درعه.. وهو يهم بالهجوم على معسكر الاعداء.. قالوا له : أجُننت يا عابس ؟ قال نعم : حب الحسين اجنّني..
لا زال العقلاء يشكلون على عابس.. ويقولون.. هل استئذن الامام عليه السلام عندما فعل ذلك ؟؟ ربما لم يكن الامام عليه السلام موافقاً على ذلك ؟!.. يشككون.. لانهم لا يريدون ان يقدموا على خطوة الا بفتوى!.. عندما تُنتهك الحرمات والمقدسات لا ينبغي ان ننتظر الفتوى.. فلا يستطيع المرجع من موقعه ان يفتي لنا بما نشاء.. وعندما يتصدى مجنون مثلي الى الاعداء.. فلا تتهموه بالخروج من الدين .. والتسرع.. وعدم انتظار صدور الفتوى.. لانها ببساطة لن تأتي.
عموماً... المجانين لا يحتاجون لفتوى. اما انتم ايها العقلاء.. الحكماء.. فانتظروها لعلها تأتي.. وتفرجوا كل يوم على انتهاك مقدس من مقدساتنا.. أما أنا فلا استطيع ان اشهد جريمة اخرى مماثلة.. وقررت.. ما قررت..
فحب الهادي يُجن ايضاً
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |