 |
-
معانــاة الحصــول علــى بطاقــة الاحــوال المدنيـــة مواطنــون لايعرفون كيــف يثبتون
علي الشاعر
[align=justify]شهادة الجنسية العراقية.. شهادة الميلاد.. بطاقة الهوية.. وثائق كلها ثبوتية .. واذ لم تمتلك هذه الوثائق فهذا يعني انك بلا هوية وليس هناك من يشعر بوجودك.. بل انك سوف تعيش على الهامش ولست في ذاكرة من يضعون الخطط والبرامج في الاسكان والغذاء والعمل وحتى الدواء..
يعني انك لا تستطيع الحصول على بطاقة السكن او البطاقة التموينية او تستطيع ان تسجل ابنك في المدارس.. كما انك لا تستطيع ان تسير دون ان يستوقفك احدهم في الشارع ويطلب منك الهوية الشخصية.. ومن اجل ذلك عليك الحصول على تلك الوثائق.. والحصول عليها تعني مشكلة لدى الكثيرين.. لهذا كانت لصحيفة المؤتمر جولة مع الذين يحاولون الحصول على تلك الوثائق دون جدوى..
اسباب المشكلة..
هذه المشكلة يعاني منها الكثير من العراقيين الذين لا يملكون سجل او قيد في دائرة الاحوال المدنية.. البعض ترك الحصول على تلك الوثائق بسبب الروتين الذي يحصل في الدوائر. وابتعاده عن المدينة بسبب ظروف عمله ومن هؤلاء سكان القرى والارياف وكذلك البدو والرحل والبعض الاخر وجد نفسه هكذا دون هوية هذا ما يؤكده مدير دائرة الاحوال المدنية محمد فليح حسن
ويضيف بينما اخرون كانوا ضحية التهجير والتسفير الذي تعرض له الكثير من العراقيين عام 1979 .. والبعض من الذين لايملكون سجل هم من الذين استهانوا بتلك الوثتئق بسبب بساطة ظروف حياتهم التي لا تتطلب مثل هكذا وثائق..
*فتاة لا تتجاوز الثلاثين من عمرها تقول وجدت نفسي هكذا بدون اي شيء يثبت هويتي فلقد عشت في بيت انادي على الرجل بأبي وعلى المرأة بأمي بالرغم من اني عرفت ومنذ سنوات ان هؤلاء ليسوا با اهلي ولكن اجبرت وبحكم الظروف الى التأقلم معهم الا ان تقدم احدهم للزواج مني فجعلني امام الامر الواقع للبحث عن ذاتي حيث قمت بتقديم طلب للحصول على هوية الاحوال المدنية ولكن المشكلة في الروتين الذي اثقل كاهلي حيث بدأت بهذا الطلب منذ اربعة اشهر ومازلت اعاني ما اعانيه الى الان..
*اما بساطة الظروف والمعيشة المحيطة بالبدو الرحل فجعلتهم في غنى عن الوثائق الرسمية.. الناقة ليس بحاجة لا رقام تميزها وقيادة الجمل ليس بحاجة الى اجازة سوق.. وبناء خيمة والحصول على الوقود ليس بحاجة الى بطاقة تموينية او سكن اذن لماذا نحاول الحصول على تلك الوثائق هذا ما يقوله المواطن سامي عبدالرحمن والذي كان يسكن البادية الا ان الظروف القاهرة جعلته يفضل المدينة بعد ان قام ببيع ما يملكه من ماشية حيث يضيف بقوله انني وبالرغم من اني قد سجلت في احصاء 1977 الا اني ومنذ خمسة اشهر لم اجد ما يثبت عراقيتي ولقد قدمت عدة معاملات وطلبات الى وزارة الداخلية.. ولحد الان لم احصل على شيء بالرغم من ان شقيقي يملك تلك الوثائق الا ان الدوائر لم تعتكد على ما عنده لتسجيلي لان شقيقي غير اسم ابيه بسبب ظروف اقتصادية في الاربعينات من القرن الماضي يطلق عليها التموين ومازلت اعاني ولا اعرف اين اذهب واي الابواب اطرق.
اديت الخدمة الالزامية
المواطن ثامر ثويني يقول لقد عشت ومنذ صباي في البادية ارعى الماشية وفي احد الايام قمت بزيارة لمدينة السماوة واثناء ذلك كانت مفارز التفتيش تقوم باعمال تفتيشية حيث تم القاء القبض علي وتم سوقي الى القوات المسلحة السابقة وخدمت في الجيش لمدة سنة ونصف وعندي ما يثبت ذلك وبعد سقوط النظام تم حل الوحدة التي كنت فيها وقبل شهرين قدمت طلبا الى دائرة الاحوال المدنية في محافظة المثنى لغرض تزويدي بهوية الاحوال المدنية اعتمادا لى دفتر الخدمة الا ان المديرية رفضت طلبي واخبرتني ان معاملة السجل من اختصاص المديرية العامة في بغداد وهكذا مازلت اعيش في دوامة الروتين علما اني لم احصل على بطاقة تموينية ولم استلم مفرداتها منذ ان استحدثت في العراق واعيش على ماعندي من مال حصلت عليه من جهدي وعملي. * المواطنة زينب عيسى حسين من محافظة ذي قار ناحية الفجر تقول وجدت نفسي ومنذ الصغر مع امي وبعد ذلك عرفت ان لي والد اسمه عيسى حسين الا انني لم اراه.. حيث اعتقل اثناء احداث عام 1991 وغيب في السجن ولم اعرف مصيره.. في ذلك الوقت كنت جنينا في بطن امي واليوم وبعد مرور اكثر من خمسة عشر عاما لم اعرف كيف احصل على شهادة او وثيقة تثبت اني بنت ابي والذي اعتبر اخيرا شهيدا علما ان لي اعمام واولاد عمومة واخوال يشهدون اني ابنة عيسى ماذا افعل خاصة وانا اليوم تجاوزت الخامسة عشر من عمري.
انا عراقي ولكن؟
في يوم من ايام 1979 قامت المفارز بحجز عائلتي المتكونة من عشرة افراد وبعد يومين قضيناها في السجن تم تسفيرنا وتركنا على الحدود الايرانية العراقية وبقى ثلاث من اولادي في العراق لا اعرف لحد الان مصيرهم منذ ذلك الوقت.. حيث اخبرونا اننا لا نملك الجنسية العراقية واتهمونا باننا ايرانيين هذا ما يقوله عبدالرحمن علي محمد ويضيف لقد عاش جدي وجد جدي في العراق ونملك ما يثبت ذلك كما اننا من احد العشائر العراقية المعروفة (طي) الا ان كل ذلك لم يشفع لنا ويثبت عراقيتنا لذلك النظام حيث قام بسحب كل ما نملكه من مستمسكات قانونية تثبت عراقيتنا وبعد سقوط النظام عدنا الى وطننا العراق بعد ان عشنا في مخيمات في ايران طوال مدة مكوثنا هناك وبالرغم المدة التي قضيناها في المراجعة بين الدوائر الا اننا والحمد لله استطعنا في الحصول على البطاقة الشخصية ولكن رغم ذلك دفعنا الثمن غاليا حيث وجدنا ان كل ما نملكه قد تم بيعه بوثائق مزورة باسمائنا ومازالت طلباتنا معروضة امام الملكية الخاصة في العراق.. *طفل لم يتجاوز السابعة من عمره وجدته في مديرية احوال البياع اسمه اركان الفتلاوي يقول وجدت نفسي في بيت هذا الرجل منذ الصغر وكان يشير الى رجل كبير في السن ومع مرور الايام تصورت ان هذا الرجل والدي وزوجته امي واولاده اشقائي ولكن بعد ان اردت الدخول الى المدرسة عرفت الحقيقة المرة اني لست ابن هذا الرجل والذي ساعدني في ذلك ان لهذا الرجل زوجة ثانية كانت تخشى ان ازاحم ابنها في ميراث هذا الرجل لهذا جئت معه لغرض تسجيل اسمي على بيان ولادتي الذي يحتفظ به والذي كان من الاسرار التي جعلتني في يأس من الحياة..
الروتين هو السبب..
سبب الروتين وما يحصل في بعض الدوائر في استغلال للبسطاء جعلني اعزف عن الحصول على هوية الاحوال المدنية هذا ما يقوله المواطن ناشي سعدون ويضيف في عام 1970 وعندما كنا في البادية المجاورة لمحافظة البصرة تعرضت ومن معي الى سطو من قبل بعض سكان المناطق المجاورة ونتيجة لذلك فقدت كل المستمسكات بالرغم من اني اعرف الدائرة التي منحتني في حينها الجنسية العراقية وهي سفوان في محافظة البصرة وبعد ذلك قمت بمراجعة تلك الدائرة الا انهم كانوا يردون علي ان اسمك غير موجود في سجل الاساس والبعض الاخر في تلك الدائرة طلب مني مبلغ من المال لا استطيع ان اوفره في ذلك الوقت وعندما امتنعت عن دفع المبلغ قام بشطب اسمي من السجل الاساسي ومنذ ذلك الوقت وانا في حيرة من امري وقبل سقوط النظام قدمت طلبا الى وزارة الداخلية وحصلت الموافقة على تسجيلي (سجل مجدد) الا اني وعندما راجعت المديرية رفضوا طلبي بحجة ان الوزير السابق اصبح ضمن النظام البائد. وانا لا اعرف ما علاقة الموافقة بالنظام البائد خاصة وان ذلك الطلب والموافقة تتعلق بحياة اسرة وعائلة تتجاوز اكثر من خمسة عشر فردا حتى انني وعندما اشتريت بيتا لم استطع تسجيله باسمي لاني لا امتلك وثيقة رسمية ويضيف من خلال صحيفة المؤتمر ادعو المسؤولين ان ينظروا بعين العطف لمشكلتي التي تعني عدد كبير من المشاكل التي يعاني منها المواطنين من الذين لا يملكون وثائق رسمية بالرغم من انهم عراقيون..
عراقي (بدون)
احد المواطنين وجدته وبيده معاملة يتجاوز عدد اوراقها الخمسون ورقة ومشكلة هذا المواطن انه كان في الكويت قبل عام 1990 وبعد خروج القوات العراقية منها عاد الى العراق ومنذ ذلك الوقت وهو لايعرف هل هو عراقي او كويتي.. الكويت رفضت عودته الى اراضيها بالرغم من انه وحسب قوله يملك دارين ومحلات في منطقة الجهراء.. بينما العراق لم يمنحه الجنسية العراقية بالرغم من انه عراقي ولكن البعض يطلق عليه (بدون) والبعض يطلق عليه (عراقي منفيست) حيث يقول بالرغم من ان تلك التسميتين تؤذياني الا اني احب ان يطلق علي (عراقي منفيست) لان هذه التسمية تجعلني قريبا من امل الحصول على الجنسية العراقية.. وانا اتجول في دوائر النفوس واتحدث عن المشاكل التي يعيشها البعض اشعر بالالم والمرارة من بعض الموظفين الذين لاهم لهم سوى الروتين حيث يسعون الى عرقلة معاملات الكثيرين والتي لا تحتاج سوى ضمير حي ورحمة في قلوب البعض من هؤلاء الموظفين.[/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |