تغير في الموقف السني من الوجود الأميركي في العراق




05/03/2006 18:11 (توقيت غرينتش)

جاء في تقرير لصحيفة أميركية نشرته اليوم ان عددا من قادة السنة المتشنجين من وجود القوات الأميركية في العراق بدأوا تدريجيا بالتخلي عن مطلب السحب الفوري لهذه القوات.

ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز عن الدكتور رياض عضاض عضو المجلس البلدي في بغداد قوله إن السنة غيّروا رأيهم بعدما تبين لهم أن قوات الحكومة العراقية الحالية أشد وطأة عليهم من القوات الاميركية.

من جهته، رأى سعد جواد، وهو سياسي شيعي معتدل، ان الأميركيين غيّروا بعضا من مواقفهم واصطفوا الى جانب السنة وهو أمر لا يريح الشيعة.

الصحيفة نقلت عن علاء مكي، القيادي البارز في الحزب الاسلامي العراقي، ان الشيعة ساعدوا الاميركيين عندما دخلوا الى العراق بينما وقف السنة ضدهم.
ثم يستدرك مكي ليقول ان السنة الان يقبلون بالتوجه السياسي الاميركي في العراق معتبرا ان من غير المناسب ان ينسحب الاميركيون من العراق في هذه المرحلة.

هذا الموقف أكده أيضا سلمان الجميلي الذي عرّفته الصحيفة الاميركية بانه الناطق باسم جبهة التوافق العراقية. فالجميلي أبلغ لوس انجليس تايمز ان السنة يرفضون انسحاب القوات الاميركية من العراق قبل إعادة اصلاح ما خرّبوه، وقبل ان يتأكدوا من عدم سيطرة طائفة معينة على اخرى أو حزب على آخر.

وتفيد الصحيفة بان العديد من أهل السنة يعتقدون ان اندلاع حرب أهلية يمكن أن يؤدي الى انخراط قوات الشرطة مع اسلحتهم في صفوف ميليشيا شيعية ما سيطيح تماما بميزان القوى.

هذا الرأي يتبناه ايضا اللواء مظهر المولى الذي أبدى تحفظا شديدا من انسحاب القوات الاميركية من بلاده مشيرا الى ان معظم وزارات الحكومة الحالية متورطة في سلوك طائفي يصعب التخلص منه.

وأكد المولى، وهو مسؤول شيعي كبير في وزارة الدفاع، على ان اندلاع حرب طائفية أمر ممكن ما لم يعمل الأميركيون كل ما بوسعهم من أجل ضبط الأوضاع. ولفت الى ان وزارة الداخلية نظمت قواتها الأمنية بشكل يتيح للشيعة السيطرة الكاملة في حال وقوع حرب أهلية، وان هذه القوات - كما قال المولى - أكبر بكثير من قوات وزارة الدفاع.

وختمت الصحيفة بالقول ان السنة يحاولون من خلال حواراتهم السياسية مع الكتل الاخرى تثبيت موطئ قدم مهم في الحكومة المنتظرة وهم يصرون، ويؤيدهم الاميركيون في ذلك، على أن تكون حكومة وحدة وطنية.

http://www.radiosawa.com/article.aspx?id=805902