[align=justify]يغداد - صحيفة المواطن
12/3/2006



قرار دولي بحكومة تكنوقراط عراقية خيار مطروح القادة إلى واشنطن إذا فشلوا في كردستان كشف مصدر عراقي مطلع عن طرح السفير الاميركي في بغداد زلماي خليلزاد مقترحا على القيادات السياسية العراقية بالتوجه الى واشنطن لاجراء مباحثات تستهدف الخروج من

الازمة الخانقة التي دخلتها البلاد نتيجة رفض قوى سياسية ترشيح الائتلاف العراقي الموحد الفائز في الانتخابات النيابية الاخيرة لرئيس الحكومة المنتهية ولايتها ابراهيم الجعفري لتشكيل الحكومة الجديدة وقال ان دعوة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لهؤلاء القادة للتوجه الى الاقليم ستشكل محاولة لانهاء الازمة قبل "ارغام " القادة على الرحيل الى واشنطن او اللجوء الى مجلس الامن الدولي كحل اخير. وذكر المصدر امس ان خليلزاد عرض مقترحه فعلا على القادة السياسيين العراقيين الذين يعكفون على دراسته حاليا للاجتماع في واشنطن قبيل توجيه بارزاني دعوة مماثلة للاجتماع في اربيل عاصمة اقليم كردستان في محاولة للتوصل الى حل عراقي للازمة بمشاركة عراقية على ارض عراقية من دون تدخلات خارجية . وقد عبر الرئيس جلال طالباني عن مخاوف حقيقية من اندلاع حرب اهلية في العراق اذا لم تتفق الاحزاب السياسية على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال طالباني "اذا لم يحصل العراق على حكومة وحدة وطنية فالنتيجة ستكون سيئة للغاية ونخشى حتى من حرب اهلية". واضاف " لذلك فحكومة وحدة وطنية ضرورة تاريخية وآنية وحياتية للعراق" واكد ان العراق اليوم في دائرة الخطر اذا لم يحقق الوحدة الوطنية . واشار في تصريح لفضائية العربية الليلة الماضية الى ان "العراق الان يمر بأزمة خطيرة واذا لم نستطع ايجاد حل لهذه الازمة فنتيجتها اقل ما يقال عنها كارثية". وقال "لا اعترض على شخص ابراهيم الجعفري" لكنه اعتبر ان مرشحا آخر قد يفوز بموافقة القوائم الاخرى . وقد اقر الرئيس الاميركي جورج بوش الليلة الماضية بخطورة الوضع في العراق وحث العراقيين على التسريع في تشكيل حكومة وحدة وطنية قال انها اساسية لتفادي تفاقم اعمال العنف فيما قال مسؤولون في الادارة الاميركية ان بوش يعد لحملة دعائية جديدة حول العراق بمناسبة الذكرى الثالثة لاجتياح هذا البلد في العشرين من الشهر الحالي لاقناع الاميركيين الذين تزداد شكوكهم بشأن صحة مبرر الهجوم ونشر القوات هناك. واضاف المصدر العراقي ان الادارة الاميركية بدأت توصل رسائل الى القادة العراقيين عن رغبة في تشكيل حكومة ائتلافية تضم ممثلين عن الاحزاب الفائزة في الانتخابات ووزراء تكنوقراط بما يشبه حكومة انقاذ وطني امدها عاما واحدا تتكفل بتهدئة الاوضاع السياسية والامنية وتمهد لحكومة موسعة وذلك كحل للازمة التي وصلت الى طريق مسدود نتيجة اصرار الائتلاف على مرشحه الجعفري واصرار القوى الاخرى في المقابل على رفضه. ترحيب غاب عنه الائتلاف بمبادرة بارزاني واوضح المصدر العراقي ان دعوة مسعود بارزاني للقادة السياسيين بالرحيل الى كردستان واجراء مناقشات حول الازمة السياسية تمثل محاولة لانهاء الازمة عراقيا مشيرا الى ان فشل التوصل الى اتفاق هناك سيعني ان حلا خارجيا سيفرض على العراقيين وقد لا يروق لبعضهم او يعزل البعض الاخر . ولاحظ المصدر ان القوى السياسية الكبرى قد رحبت بدعوة بارزاني على الفور في غياب اي رد فعل من الائتلاف العراقي الموحد الذي يواجه معارضة قوية لمرشحه للحكومة من الاكراد انفسهم على الخصوص . ففي تصريحات لهم عقب اعلان بارزاني عن مبادرته الجديدة رحب عدنان الدليمي رئيس جبهة التوافق التي تضم اكبر ثلاثة قوى سياسية سنية في البلاد وعدنان الباجة جي عضو القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي وصالح المطلك رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني بدعوة بارزاني مادامت تهدف الى حل الخلافات السياسية بين الاطراف والكتل العراقية والاسراع بعملية تشكيل الحكومة ... لكنه لم يصدر لحد صباح امس أي موقف من الائتلاف حول دعوة الذهاب الى كردستان . وتوقع المصدر العراقي ان يتم اللجوء الى مجلس الامن الدولي في حالة فشل المحاولات الاخيرة لحل الازمة . واشار الى انه سيمكن لمجلس وامام الاقرار بفشل كل الحلول اصدار قرار ملزم بتشكيل حكومة ائتلاف من سياسيين وتكنوقراط تاخذ على عاتقها الخروج من الازمة الحالية والانتقال بها الى اوضاع اكثر استقرارا وتوافقا بين قواها السياسية . وفي هذا الاطار وجهت مجموعة من العلماء والاكاديمين في المهجر نداء الى القوى السياسية العراقية للعمل على تشكيل حكومة تكنوقراط مرحلية . وقال الاكاديميون في ندائهم الذي ارسلت نسخة منه الى (المواطن) امس والذي وقعه عشرات الاختصاصيين في مختلف الميادين العلمية والانسانية ان العراق اليوم يمر بأهم واخطر مرحلة في تاريخه الحديث والمتمثلة بأزمة الحكم الراهنة، وتشكيل الحكومة الدائمة، وما يرافق ذلك من احتقان وتكتل طائفي، وتفاقم الاعمال الارهابية من قبل قوى الظلام والتخلف والتطرف، وهي تعمل جاهدة الى زج العراق باتون حرب اهلية ومهاترات طائفية لا حدود لنتائجها الوخيمة على وحدة العراق ومستقبله، وهدفها في ذلك حرف واعاقة مسيرة الشعب في بناء العراق الجديد واقامة نظامه الديمقراطي الفيدرالي التعددي . وشدد الاكاديميون العراقيون في الختام على ان مصلحة البلاد تتطلب ايجاد حل مشترك بين الاطراف السياسية على اساس التعددية في مؤسسات الدولة واعلاء دور البرلمان وتفعيل القانون واعادة اعمار العراق وترسيخ اللحمة الوطنية للنسيج الاجتماعي الممزق وقالوا ان هذا يتطلب تشكيل حكومة تكنوقراط مرحلية من كافة القوى الوطنية وافضل العناصر الكفوءة والنزيهة وصاحبة الاختصاص لتتولى ادارة الدولة في الوقت الذي ينعقد فيه البرلمان وتستمر القوى السياسية في مباحثاتها وتسوياتها لتشكيل الحكومة الدائمة، وبعد الاتفاق على تشكيل الحكومة الدائمة ينتهي دور الحكومة المرحلية المقترحة.
[/align]