رفقا بالشيعة ياساسة العراق



مايدور اليوم في العراق من احداث .. تكشف حالات طمع غير طبيعي للاستحواذ على السلطة , وبالتالي السيطرة التامة على مقدرات العراق . ومصادرة امال وتطلعات الشعب المحبوسة لاكثر من ثلاثة عقود من الزمن المر والمظلم .. فلا احد يدري متى يشبع البعض ويتوقف عن اطماعه المريضة ,وينظر الى هذا الشعب المظلوم المضطهد , ليضمد له جراحاته المزمنة القاتلة ..
ان التحالف الكردي , وعلى رأسه صاحب السيادة والفخامة الرئيس مام جلال الطالباني وهو اول رئيس كردي يحكم بلدا عربيا لم ولن يشك شاك بعروبته مطلقا .. لم يكتف بما منحه الشعب العراقي من ثقة كبيرة , بل راح يطمع باكثر من هذه الثقة واكثر مما ناله لصالحه وصالح الشعب الكردي الذي ما زال يتنفس عبير الحرية منذ عقد ونصف من الزمن , بينما مازال بقية الشعب العراقي من عرب وتركمان واقليات .. يعيش اتعس الحالات واقساها منذ اكثر من ثلاثة عقود
من الزمن , هي حكم حزب البعث الفاسد والمنحل ان المشكلة الكردية هي واحدة من مشاكل عديدة عانى منها الشعب العراقي المضطهد ..خلال فترات الحكم السابقة ولم تكن هي المشكلة الوحيدة .. واذا اضطهد الشعب الكردي في العراق , فليس الشيعة بأقل منهم فيما نالهم ونال عقائدهم ومقدساتهم من ظلم واضطهاد والى يومنا هذا.. ومع ذلك فلم يقف مع الاكراد في مشكلتهم وقفات حقيقة راسخة ومؤثرة , بعيدا عن الخطب الجوفاء والاستنكارات الفارغة .. الا الشيعة !!
وان فتوى السيد محسن الحكيم - اعلى الله مقامه - بتحريم قتال الاكراد . دليلا كافيا على تفهم الشيعة والمرجعية الرشيدة للمشكلة الكردية . ذلك التفهم الذي اتى اكله وكان له تأثير ايجابي كبير على تطورات تلك المشكلة .. الامر الذي دفع جلال الطالباني ان يبني حسينية السيد الحكيم في مدينة السليمانية بعد انفصال شمال العراق عن حكومة البعث , مطلع لتسعينات , عرفانا منه لموقف المرجعية الشيعية المتفهم والداعم للمشكلة الكردية اما المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق فمنذ تاسيسه في الثمانينات , وعبر كل المراحل والعمليات الجهادية التي قام بها , فهو لم ينس او يتجاهل هذه المشكلة , بل تفاعل معها بشكل ملحوظ . وقدم لها الكثير من الدعم والمساندة . حتى بلغ هذا التفهم والدعم اوجه عندما قامت قوات المجلس الاعلى وبالتنسيق مع الاكراد وبالخصوص - الاتحاد الكردستاني - الذي كان يرأسه ومايزال - جلال الطالباني , بالقيام بعملية تحرير حلبجة , التي افقدت صواب النظام البعثي وجن جنونه , الامر الذي ادى به الى رش المدينة بالغازات الكيمياوية الخانقة والسامة , والتي راح ضحيتها الالاف من ابناء المدينة المنكوبة .
وقبل .. واثناء .. وبعد ؛ سقوط الطاغية الاكبر صدام حسين وحزبه الفاسد , تلاحم - الشيعة والاكراد - وخطوا خطوات جادة ومثمرة لتحرير العراق من البعث الظالم ومن ثم محاولة بناء عراق ديمقراطي حر .. وجرت الانتخابات الاولى والثانية .. وخرج الشعب العراقي الى صناديق الاقتراع غير ابه بتهديدات الارهابيين , في صورة رائعة سجلها التاريخ باحرف من نور لهذا الشعب البطل المضحي , وفاز الائتلاف العراقي , وقام هذا الكيان بترشيح الدكتور السيد
ابراهيم الجعفري - رئيسا للوزراء .. الامر الذي سيؤدي الى قيام حكومة عراقية وطنية تسير وفق برنامجها الذي رسمته او سترسمه للسنوات الاربع القادمة ووفق ما جاء في الدستور الذي كتبته الكتل السياسية العراقية وصوت عليه الشعب .. وهذا ما بث في العراقيين وفي كل الشرفاء , الامل في تحسين الوضع العراقي , المتأزم لسنين طوال عجاف . فابتهج الجميع ايما ابتهاج , ليس فقط من اجل شخص رئيس الحكومة او الكيان الذي يمثله , ولكن املا في ثبات الوضع العراقي واستقراره .. ولم تمض لهذه البهجة وهذا الامل الجديد للعراق وللعراقيين ساعات , حتى طلع علينا فخامة الرئيس العراقي جلال الطالباني رافضا الخط الاحمر الذي وضعه الائتلاف العراقي لمشاركة البعثيين في الحكومة , ثم قام بالتحالف مع البعثي علاوي ومن على شاكلته . ثم بعدها مباشرة اعترض على سفر الدكتور السيد الجعفري الى تركيا .. ثم اعقب ذلك بحملة ضد رئيس الوزراء رافضا ترشيحه .. والانكى من ذلك ارسال وفد من الاكراد يقودهم برهم صالح الى مقام المرجعية والالتقاء بالسيد السيستاني - دامت فيوضاته- ان هذا الانحراف المباشر عن قائمة الائتلاف والطعن بمرشحها من قبل الطالباني لايمكن ان يكون منبعه خلافات شخصية بين الطالباني والجعفري ..
كما فسرها البعض ..فالحكمة التي عودنا عليها سيادته في تعامله مع من يختلف معهم خاصة خلافاته الحادة مع السيد مسعود البرزاني واذابة هذه الخلافات من اجل مصلحته السياسية ؛ كلها تنفي هذا الرأي .. كما لايمكن ان تكون بسبب ما ادعاه الطالباني وتحالفه .من تقصير الحكومة في اداء مهامها وحشد اقرباء السيد الجعفري في كل الدوائر الحكومية , كما يصرخ بذلك بعض الاكراد , لان التقصير اذا وجد فيشترك فيه الطالباني والوزراء والمسؤولين الاكرادايضا .. ثم كم اقرباء الجعفري لكي يملأ بهم المؤسسات الحكومية تبقى مسألة - كركوك - وتخوف الطالباني من تنسيق الجعفري مع الاتراك في هذه المسألة .. وهذه تنفيها تصريحات الجعفري حول هدف زيارته الاخيرة لتركيا والتي ازمت الوضع.. الى هذا الحد , ولكن اي كان السبب , فتوقيت اشعال هذه الازمة .مع تفجير ضريحي الامامين العسكريين , ومسلسل قتل الشيعة وابادتهم توحي للمراقب بوجود خطوط مشتركة في ذلك , بل وكأن الازمة هي امتداد للمؤامرة على الشيعة
ومما لاريب فيه ان امريكا يسعدها - على الاقل في الباطن - ابعاد الشيعة عن مكامن التأثير في السياسة العراقية.. وترغب في تقريب الساسة العلمانيين حتى وان كانوا بعثيين ممن تلطخت اياديهم بدماء شعبنا المظلوم ولكن هذه الرغبة الامريكية مزقتها اصوات الشيعة وفوز ممثليهم في الانتخابات فعمدت الى دفع الطالباني وجماعته الى خرق واهانة الاصوات الشيعية وتمزيقها والطالباني معروف بتقديمه مصلحة امريكا على كل المصالح الاخرى بل حتى على مصلحة الكرد .. قبل عدة سنوات تبرعت ايران للسليمانيةالتي كان يرأسها الطالباني بالكهرباء وفرح اهالي السليمانية بالخبر لان الكهرباء كانت تاتيهم في اليوم 4 ساعات فقط .. ووافق الطالباني ولكن المسؤول الامريكي الذي كان يعمل تحت غطاء الامم المتحدة رفض ذلك فرفضه مباشرة السيد الطالباني ... اذن المؤامرة على الشيعة وعلى العراق .. ماهي الامؤامرة امريكية .. تنميها الجماعات الوهابية الارهابية. ويقودها الطالباني والبرزاني وعلاوي والبعثيون ممن على شاكلته .. وليس المطلوب من قادة الشيعة الرضوخ لهذه المؤامرة.. والسكوت المريب وكأن ما يجري لايعنيهم من قريب او بعيد بل يجب عليهم احترام وتقدير الاصوات التي جعلتهم بهذه المراكز المتقدمة ومقاومة المتأمرين .. ولايكون ذلك الا باتحادهم .. فهل سيتحد قادتنا كما اتحد الشعب واعطى ثقته وولائه لهم



طلال النعيمي