 |
-
رسالة الامين العام حزب الفضيلة الاسلامي
بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(حزب الفضيلة الاسلامي : الاطروحة الاسلامية الوطنية)
مقدمة عامة :-
رغم تطور وسائل الاعلام وتقنياتها وشدها للأذهان بما تنقله من أحداث ومواقف إلا ان أكثرها لم تزل دون مايؤمل منها في أن تكون أمينة في نقل الوعي ، وصادقة في توضــيح الأحداث وبعيدة عن القوالب السياسية المغرضة في وقت يحتاج شـــعبنا فيه اكثر من أي وقت مضى الى الأمانة والحقيقة .
فوقع الكثيرون في (خبطٍ وشماس و تلون واعتراض ) وتفاوت في اطلاعهم على الامور سبب تباينا" في المواقف بين من نسج على الاوهام فكرته ودافع عنها بكل حماس وعنف وبين من تحير واستغرب من صوت الحقيقة لغلبة الاصوات الاخرى وملأها للأسماع والابصار وبين من بحث عن الصورة الحقيقية المنسجمة للواقع وهو يعلم ان قوة صوت الصادقين لاتأتي من الصخب الاعلامي او التنافس على عدسات التصوير ومايكروفونات الاذاعات وصفحات الانترنت بل يأتي من دفء الحقيقة وانسجام الصدق
وسهولته .
وقد انعكست المواقف الاخيرة لحزب الفضيلة الاسلامي في تشكيل الحكومة الجديدة على ذلك التباين في الاطلاع على الاحداث فكانت ردود الافعال المتنوعة تلك بين العداء
والاستغراب والاعذار رغم ان بعضها انما طرحت في دوائر محدودة للتفاهم عليها ضمن نطاق ضيق لكنها طرحت للجماهير بكل عدائية وحقد وعصبية لإغرائهم بمواقف عدائية ضد حزب الفضيلة وأمينه العام جناب الدكتور الجابري .
ورغم انا نؤمن ان الجواب يجب ان يكون بالعمل وابراز الخير فعليا" وأن رد التطاول بالقول يجب ان يكون بالعفو والصفح إلا اننا نلمس أحيانا" من بعض التساؤلات الرغبة في معرفة الحقيقة وتحري الصدق فتستحق بذلك الاجابة تمشيا" مع الرغبة في الوضوح والاصحار امام الجماهير فكانت تلك التساؤلات المهذبة تدور حول جدارة الاستاذ نديم الجابري لأمانة حزب الفضيلة الاسلامي والاستغراب من مواقفه وتصريحاته من حين ترشيحه لمنصب رئاسة الوزراء واطروحة الحزب في انقاذ البلاد من الازمة الراهنة وعلاقته بالاطراف الاخرى وبعض التصريحات التي صدرت من جناب الاستاذ الجابري وكانت التساؤلات تحت ضغط الحملة الاعلامية التي استعملت شعارات براقة من وحدة الصف ومصلحة المذهب والتخوف من شق صفوف الائتلاف العراقي والذي بذل حزب الفضيلة لأجله مابذل وضحى ما ضحى .
وقد تعرض جناب السيد الجابري للإجابة عنها بنفسه وصرح بما يمكنه التصريح به ليس رغبة في الانتصار لنفسه أو الدفاع عن حزبه بل وفاءا" للحقيقة ورعاية لوعي الجماهير واحتراما" للأخ المتسائل والتزاما" بالشفافية التي يتعهد بها الصادقون دائما" .
--------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
(حزب الفضيلة الاسلامي : الاطروحة الاسلامية الوطنية )
الاستاذ الدكتور / نديم الجابري
الامين العام لحزب الفضيلة الاسلامي
توضيحا" للالتباسات الواردة في الرسالة ( المقالة ) التي تلقاها سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله من السيد احمد الصالحي والمؤرخة في 18 شباط 2006 ، والمتضمنة لبعض الملاحظات المسجلة على الخطاب السياسي الذي انطلق في الاونة الاخيرة على لسان الامين العام لحزب الفضيلة الاسلامي نود بيان مايأتي :
أولا" : في البدء لابد من تذكير اخي العزيز أحمد الصالحي بقول الله سبحانه وتعالى ( يا أيها
الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا" من الظن ، ان بعض الظن اثم ) صدق الله العلي العظيم .
ثانيا" : ان هذه الرسالة ( المقالة ) هي الوحيدة التي تستحق منا الرد ، لانها كتبت بأسلـــــوب
مهذب ، يبتغي الوقوف على الحقيقة ، وخدمة الصالح العام ، على خلاف الهجمـــة
الاعلامية الشرسة التي قام بها نفر ضال من المأجورين . ولقد آلينا على انفسنا عدم
الرد عليها ترفعا" واحتكاما" لقول الله سبحانه وتعالى ( وعباد الرحمن الذين يمشون
على الارض هونا" واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" ) .
ويبدو أن تلك الهجمة المغرضة قد تمت ضمن حسابات سياسية ضيقة ، لاتخفى علينا
مراميها والجهات التي تقف وراءها . ان تلك الهجمة تهدف الى تحقيق جملة من المأرب التكتيكية والاستراتيجية .
فعلى المستوى التكتيكي تهدف الى اجبارنا على سحب ترشيحنا لمنصب رئيس الوزراء ، والتصويت لمرشح آخر بعينه فيما اذا جرت عملية تصويت داخل الائتلاف
وهنا ، دعني أخي العزيز أكشف لك عن جانب من أسرار هذه العملية الترهيبية . فبعـــد
أن رشحني المكتب السياسي للحزب لمنصب رئيس الوزراء خيرت من جهات معينـــــه
مابين أمرين :
أولهما : الرضوخ لهذا الابتزاز السياسي ، والسير في هذا الطريق ، الذي نعتقد انه سيلحق ضررا" فادحا" بالملة والدين والوطن ، لانه يؤسس لقواعد غير شرعية في السياسة والحكم مقابل حصولنا على منصب نائب رئيس الجمهورية .
ثانيهما : التعرض لحملة من التشهير والتسقيط . وعندما توكلنا على الله سبحانه ، ورفضنا
هذا الابتزاز ، تصاعدت حدة الهجمة الاعلامية الشرسة ضدنا ، بل ان الامر قـــد تصاعد
الى مرحلة أخطر مما تتصور .
ولا أريد أن أصرح بذلك في الوقت الحاضر حفاظا"على وحدة الصف ووحدة الكلمة . وأعتقد ان المقصود قد اتضح لديكم بهذا التلميح.وهذا ما يفسر لكم اجمالاً توقيت الهجمة الشرسة ضدنا .
اما على المستوى الاستراتيجي ، فأن هذه الحملة المغرضة لاتستهدف حزب الفضيلة
بذاته ، انما بأحتسابه الذراع السياسي لمرجعيتنا الحركية الرشيدة ، على أمل أن يكون
ذلك خطوة بأتجاه تحجيم دور مرجعيتنا في المجتمع العراقي . وهذا ما يفسر لكم موضوع الهجمة الاعلامية ضدنا .
وهنا أدعوكم لمراجعة الخطاب السياسي لمعظم قوى الائتلاف ورموزها لتلاحظوا خلو هذا الخطاب من أي تصريح أو تلميح يستدل منه على اعتراف بمرجعية الشيخ اليعقوبي أو اجتهاده ، رغم ان اعترافا" من هذا القبيل لايتعارض مع وجود مرجعية دينية عليا أو وجود مراجع آخرين بل أن تعدد المراجع يعد جزءا" أساسيا" من التقاليد الشيعية ، وهو علامة قوة ، ودليـــل على الثراء الفكري ، لكن ذلك الاعتراف يتعارض مع المصـــالح الحزبيـــــة الضيقــــة والحسابات الشخصية . ومصالح اخرى لا اريد التحدث عنها في الوقت الحاضر . بينما يمكنكم تلمس الاحترام العالي لمراجع الدين كافــــة فــــي الخطاب السياسي لحزب الفضيلة رغم اننا من مقلدي الشيخ اليعقوبي دام ظله لاعتقادنا بمنزلتهم الربانية ، ودورهم الحيوي في قيادة المجتمع وتقويمه مهما كانت متبنياتهــــــم الفقهيـــة .
وضمن هذا السياق ، نتوقع استمرار الهجمة ضدنا . لذلك ندعو جميع المؤمنين للتصدي لهذه الهجمة نصرة للحق وأهله . وأن لانجعل مأساة الصدرين الشهيدين تتكررمرة اخرى تحت ذرائع جديدة ، ليضاف لهم الشيخ اليعقوبي وأنصاره ، لان ذلك سيكون مدعاة لغضب الله حسب منطق السنن الالهيه .
ثالثا" : ان ما أشرتم اليه بين طيات هذه الرسالة ( ألمقالة ) من ملاحظات وهواجــــــــس،أطمئنكم بأنها ليست من متبنياتنا السياسية ، انما نسبت لنا في بعض وسائل الاعلام . وقد قمنا بتصويبها في قناة الحرة الفضائية وفي جريدة الصباح ، وذلك بالشكل الاتي :-
1- عندما سألني أحد الصحفيين عن معلوماتي بصدد أخبار عن تشكيل كتلة نيابيه أكبر من كتلة الائتلاف ، أجبته بانني سمعت بذلك أيضا" . وعندما سألني ثانية مارأيكم بذلك ؟ ، أجبته هــــذا شأنهم ، وهو حق يكفله الدستور لهم . وعندما سألني ثالثة هل سينضم حزب الفضيلة لهذه الكتلة ؟ أجبته بأن الفضيلة جزء من الائتلاف ولايوجد مبرر لانتقاله الى كتلة أخرى خصوصا" انــه مؤسس الائتلاف ، وراعي المشروع الآسلامي الوطني .
2- وبصدد مانسب لي ، في هذه المقالة ، بأن حزب الفضيلة سيكون خارج دائــــرة التأييــــــد لحكومة الجعفري ، فهو لايتسق مع أخلاقية الفضيلة وضوابطها الشرعية . لان
حزب الفضيلة ، وبالرغم من ملاحظاته الموضوعية على الأداء الحكومي للسيد الجعفري في الحكومة المنتهيـــة ولايتها ، الا انه ملزم بأحترام نتائج التصويت التي جرت في الأئتلاف رغم ان نتائجها جــاءت مخالفة لخياراتنا مادمنا قبلنا بآلية التصويت ، مع سعينا الدؤوب لتحسين ذلك الاداء في المرحلة القادمة خدمة للمصلحة الوطنية العليا ، وحفاظا" على وحدة الصف .
3- أما قولكم بأننا نسعى لأشراك جميع مكونات الشعب العراقي في الحكومة القادمة ( بـــــدون استثناء ) فهو قول تعوزه الدقة . واليك التوضيح .
بما اننا حزب يضع المصلحة الوطنية العليا فوق المصالح الفئوية والحزبية والشخصية ، فأن ذلك يقتضي السعي لأشراك كافة مكونات الشعب العراقي في الأدارة والحكم . بيد ان تــــلك المشاركة لاتتم بدون ضوابط شرعية . فشروط المشاركة السياسية لدينا محددة بالشكل الاتي :-
أ- أن يكون المواطن مؤمنا" بالعملية السياسية الديمقراطية ، ويحتكم الى صناديق الأقتراع ، ويؤمن بالتداول السلمي للسلطة .
ب - أن ينبذ العنف والارهاب كوسائل لتحقيق المقاصد السياسية .
وتاسيسا" على هذه الشروط ، فأن الحزب يستثني صنفين من المواطنين من المشاركة السياسية هما :-
أ- البعثيون الصداميون لأنهم يحملون فكرا" شوفينيا" لايؤمن بالتداول السلمي للسلطة ، ولا يحتكم الى صناديق الأقتراع ، انما يؤمن بنظرية المؤامرة ، وشرعية القوة المفضية الــى اعادة الحكم الأستبدادي الى العراق .
ب- السلفيون التكفيريون لأن سلوكهم السياسي ينطلق من عقيدة منحرفة ، تبيح لهم الغاء الآخر واستباحة دمه ، لمجرد انه مخالف لهم . ان هذا النمط من السلوك والتفكير لايتسق بأي حال مع عملية بناء دولة ديمقراطية عصرية يسودها القانون والسلم الأجتماعي .
4- أما قناعتكم بأني لست ( خير من يمثل هذا التيار ) . فأنا أشاطركم الرأي ، لأن هـــذا شرف لن أدعيه . فهذا التيار الرباني العظيم فيه تخمه من الخيرين أحدهم أفضل من الآخر. وأسأل الله سبحانه أن يحشرني معهم في الدنيا والآخرة . وأن يجعل نصرتي للأمام الشهيد محمد صادق الصدر ( قدس سره الشريف ) ، وطاعتي ونصرتي للأمام الشرعي لهــــذا الزمان الشيخ محمد اليعقوبي دام ظله شفيعا" لي ، ومدعاة للتوبة والغفران . ويكفيني أن أكون في خدمة هذا المشروع الرباني العظيم ، في الوقت الذي تخلى عنه الكثير ، وعاداه المنافقون مع وضوح امامته من حيث العدالة والأعلمية والملكة الأجتماعية والسياســــية .
رابعا : وبسبب الألتباسات الحاصلة ازاء موقفنا من الأئتلاف العراقي الموحد نجد من المفيد الأشارة الى أن حزب الفضيلة هو الذي أنشأ الأئتلاف بتوجيه من سماحـــــة الشـــــيـــــــخ اليعقوبي دام ظله ، وبمبادرة من الأمين العام للحزب . وما كان للأئتلاف أن يؤســـــــــس لولا تنازل حزب الفضيلة عن جزء من استحقاقاته الأنتخابية لصالح أطراف أخــــــــــرى من الأئتلاف لم تكن راغبة في الدخول بالأئتلاف بغية تشجيعها على الأنضمام اليــــــــه ، خصوصا" بعد أن لمس الحزب جنوح يعض القوى للدخول في الانتخابات بصــــــــــورة متفردة ، الأمر الذي قد يلحق ضررا" فادحا" بمصالح القواعد الجماهيرية المظلومــــــة من أتباع آل البيت ، لأنه سيحرمهم من ميزة الكتلة النيابية الاكبر وما يترتب عليهــــــــــا من استحقاقات سياسية . وعندما نجحنا في تشكيل الأئتلاف ، بشرت سماحة الشـــــــــيخ اليعقوبي دام ظله بأننا نجحنا في تشكيل الأئتلاف ، بيد اننا كنا الخاســـــــــرين . قــــــال الشيخ حفظه الله قولة بليغة مفادها (لاتقل نحن الخاسرون ، بل قل نحن المضحـــــــون ، والمضحي ليس بخاسر ) . مما يدل على حرص الفضيلة ومرجعيتها علـــــــــى وحـــدة الصف ، ومصالح المظلومين من أتباع آل البيت بخلاف مايزعم المنافقون .
ومنذ ان رأى الأئتلاف النور في المرحلة الماضية ، لوحظ انه قــــــد تحكمــت فـــــــي
تصوراته للادارة والحكم عقلية المعارضة الحذرة والتشكيكية . لذلك تقوقـــــــع علـــــى
الذات والطائفة خوفا" من الاختراق لأنه حبيس عقلية المعارضة ، لذلك انعكس ذلــــك
سلبا" على ادارته للحكم والأدارة خلال السنة الماضية .
وهنا حاول حزب الفضيلة اصلاح الأئتلاف من الداخل ، والارتقاء بأدائه السياســـــــي
لدرجة تؤهله لقيادة المجتمع والدولة برمتها ، لقناعتنا بأن ديمومة الأئتلاف رهـــــــــن
بنجاحه في ادارة الدولة والمجتمع وليس رهنا" للتمنيات . لذلك ابتدأنا بنقد عقليــــــــــة المعارضة التي تحكمت بسلوكنا السياسي خلال السنة المنصرمة . ومطالبة الأئتلاف
بأدارة الدولة والمجتمع وفق العقلية الحكومية الأحتوائية الواثقة والقوية ، والتخلي عــن عقلية المعارضة .
ان هذا المنهج هو القادر على الأنطلاق من الذات والطائفة نحو الآخر بغية احتضانــــه
لا أقصائه ، والسير به نحو المشروع الوطني الواسع ، القادر على انتشــــال الوطــــن
والمواطن من مأزقه عبر ازالة الأحتقان الطائفي المتفاقم في البلاد ، واستئصال أسبابه ، وصولا"الى انجاز مشروع الدولة الوطنية العادلة التي تحفظ فيها مصالح الجميع بـــدون تمييزطائفي أو عرقي أو ديني ان هذا التصور يتسق مع الموازين الشرعية ، ويتسق من
الناحية التأريخية ، مع المشروع الوطني الشيعي ، الذي هب للدفاع عن الوطـــــن مـــن
خلال حركة الجهاد التي اندلعت في الشعيبة عام 1914 ، وفي النجف الأشرف عـــــام
1918 ، بغض النظر عن هوية حكومته الطائفية . وتجلى ذلك بشكل اكثر وضوحــــا"
أثناء ثورة العشرين الخالدة ، التي أسفرت عن تأسيس الدولة العراقية المعاصرة . بل
أن ذلك ، يتسق مع المشروع الأنساني الرحب لنمط الحكم الذي أرسى دعائمه الامـــــام
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) عندما أوصى أحد ولاته بحسن معاملة الرعـــية لأنهم
( أما أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ) .
ان هذا المنهج ، بتقديرنا ، هو القادر على الأرتقاء بالأئتلاف وانجاح مقاصده ، لأنـــــــه
سيؤسس لدولة وطنية عادلة تصون مصالح أتباع آل البيت دون أن تهدر مصالح اخواننــا
الآخرين . لكن للأسف الشديد ، تعرض هذا المنهج للتشويه المقصود من المنافقين ، وفهــم
على غير مقصده ، ذلك لأنه رقي وطني اسلامي ، وتجاوز للمصالح الحزبيـــة الضيقـــــة
وللأعتبارات الشخصية البحتة . ولذلك كثرت الطعونات على المشروع الوطني الاسلامي الذي يقوده حزب الفضيلة . وبالأمكان ارجاع ذلك ، اضافة الى ماذكرناه آنفا" ، الــــــــى الآسباب الآتية :-
1- إن ذلك التشويه ، يعد جزءا" من ارهاصات المرحلة التي إتسمت بالأحتقان الطائفــــي المتفاقم ، لدرجة أن الطائفة أصبحت ملاذا" للنخب السياسية التي تفتقد للرؤية السياسية والفكرية الناضجة بل يلاحظ أنه حتى نمط التصويت في الانتخابات الأخيرة كــــــان عبارة عن تجاذبات طائفية وقومية وليس تجاذبات حول الرؤية السياسية الأفضل .
ويبدو أن تلك الأرهاصات قد وظفت بشكل لاأخلاقي من بعض القوى السياسية المنافسة أحيانا" ، أو المعادية أحيانا" أخرى للتقليل من شأن الفضيلة ورموزها مــــن أجـــــــل الأنسحاب من المنافسة على موقع رئاسة الوزراء .
2- ومما ساعد على ذلك التشويه ، كون الفضيلة تتسم بمزاج خاص ، واطروحة متقدمة
على عصرها ، ومنحدرة من بيئة اجتماعية متمايزة عن الآخرين تجمع مابين الفقراء والمثقفين بأحتسابهما أداة التغيير، وتتجاوز نظرية ( البيوتات ) ودورها في صنـــع التاريخ ، كونها من النظريات الجاهلية ، ولديها نمط في الأدارة والأدراك السياســي مختلف عن الآخرين ، بل أن كوادره تتمتع بمستوى أخلاقي قل نظيره . ويبدو أن هذا التمايز ، للأسف الشديد ، كان مدعاة للتحاسد ، المفضي الى استعداء الآخرين علينـــا بدلا" من ان يكون محل تقدير واكبار لدى الجميع ، وهنا تستذكر قول الله سبحانــــــه وتعالى ( وأتل عليهم نبأ إبني آدم بالحق .إذ قربا قربانا" ، فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر ، قال لأقتلنك ، قال إنما يتقبل الله من المتقين ) .
3- أضف الى ذلك ، ان تلك الطعونات قد ترافقت مع صعود نجم الفضيلة ، واتساع قاعدتها الشعبية بشكل سريع وملفت للنظر . ففي مدة زمنية قصيرة بدأ الحزب ينافــــــــس
أحزاب موغلة في القدم على ادارة الدولة والحكم ، وتمكن من تقديم البدائل السياسية والفكرية الأنضج للمشكلات التي تواجه البلد ، بل أنه استطاع أن يقدم نماذج قيادية تفوقت على أقرانها من حيث الأداء والثقافة ومكارم الاخلاق .والراجح ان ذلك لم يكن مستساغا" من بعض الاطراف المنافسة أو المعادية التي شنت حربا" شرسة ضدنا
4- إن هذه الطعونات تمثل جزءا" من سنن التاريخ السلبية التـــي تواجــــــــــــه أي
مشروع إصلاحي كبير . وهنا أذكركم بالطعونات التي واجهت الأنبياء ( عليهـــــم
السلام ) كافة . ونخص منهم بالذكر خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وســـلم ،
الذي وصفه أهل الجاهلية (بالساحر ) و (المجنون ) وهو سيد الكائنات ، وأفضـــل
خلق الله . وعندما قاد الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام حركة اصلاحية كبرى
تهدف الى تقويم الأمة والتصدي للفئة الباغية لعن على المنابر ، بل أن البعض قــــد
وصمه ( بالكفر ) وطالبه بأعلان التوبه ، وهو الأمام المعصوم ، وزوج البتول عليها
السلام ، وربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
وعندما نهض الأمام الشهيد محمد صادق الصدر بوجه الظلم والطغيــان عا مي 1998
- 1999 كثرت الطعونات عليه ، فالبعض كان يصفه ( بعميل صـــدام ) و(بعثــــــــي ) و(خريج الرضوانية ) وما شابه ذلك من أوصاف لاتليق بمقام هذا الأمـــام الأصلاحــي الكبير . واذا أردتم الأطلاع على المزيد من الطعونات والشبهات التي وجهت للامـــــام الصدر وكيفية الرد عليها ، فأدعوكم لقراءة كتابي الموسوم ( الأمام والرئيس : قراءة في اشكالية العلاقة ) والذي كتبته دفاعا" عن هذة المرجعية الثائرة في 4 شبــاط 1998.
خامسا: أما قولكم بأن التصريحات الأخيرة للأمين العام للحزب ، قد أثارت مخــــاوف
الكثير من أتباع أهل البيت ، فهو مثلبة تسجل على المتلقي وليــــــس علـــى المتــــحدث
، لأن المتلقي كان عليه أن يتحرى الحقيقة ، وكان عليه أن يعرف فضـــــلا" عــــــــــــن
الحصانة الذاتية للأمين العام للحزب ، الذي يعرف حدود المساحات الشرعيةالتي يتحرك فيها ، ان الأمين العام للحزب يعمل تحت راية مرجعية حركيةرشيدة ، أثبت الواقــــــع السياسي والأجتماعي ، أنها تلعب دور المرجع الشهيد ، الذي يقوم دائما" بتصحيــــح مسارات الأفراد والجماعات عندما تنحرف عن الطريق المستقيم . وأطمئن أتبـــــاع آل البيت إن المرجع الشهيد عندما يجد فينا إعوجاجا" فأنه سيقومه وعندما يقوم بـــــــــذلك سيجدني أول المستجيبين بحكم تكليفنا الشرعي ، الذي يحكم العلاقـة مابين المرجــــــــع والمقلد لقوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم )
وأخيرا" ، أعتذر لكم أخي العزيز الصالحي ، لعدم قدرتي ، في الوقت الحاضر ، على
كشف الحقائق كلها ، حفاظا" على وحدة الصف ، ودرءا" لمفسدة اكبر . وأختم مقالتي
هذه بالدعاء لكم ، وتذكيركم بقوله تعالى (وإن هذا صراطي مستقيما" فأتبعوه ، ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) .
مع تحياتي
أ.د. نديم الجابري
الامين العام لحزب الفضيلة الاسلامي
22/ شباط /2006
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |