بيان أمين عام حزب الطليعة الإسلامي
بمناسبة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام
السلام عليك يا أبا عبد الله
السلام على أسير الكربات وقتيل العبرات
بمناسبة ذكرى أربعينية أبي الأحرار والثوار وسيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام والتطورات السياسية الراهنة على الساحة العراقية والدولية أصدر السيد علي الياسري أمين عام حزب الطليعة الاسلامي بيانا هاما الى الشعب العراقي أكد فيه على تظافر الجهود الطيبة والمخلصة للحكومة بما فيها من القوى النظامية والأجهزة الأمنية لتوفير الأمن ووسائل الراحة لزوار الامام الحسين في زيارة الأربعين والتصدي للإرهاب التكفيري الناصبي وحلفائه البعثيين منعا لوقوع الفتنة هذا نصه:-
alslamic_talleaparty@yahoo.com
http://www.al-kawther.net/6lee3a/index.htm
حزب الطليعة الاسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعب العراقي المسلم المؤمن الغيور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد حث أئمتنا المعصومين عليهم السلام وعلى رأسهم الامام الصادق رئيس المذهب الجعفري عليه السلام على زيارة الأربعين للإمام الحسين عليه السلام ، لما لها من الثواب والفضل فهي كما جاء في الروايات تعادل ثواب ألف ألف حجة وثواب ألف ألف عمرة إضافة الى ما لها من فضائل نحن لسنا هنا في صدد ذكرها.
لذلك فإننا نرى الشعب العراقي المسلم والمؤمن الأبي يتوافد هذه الأيام على كربلاء المقدسة كالسيل بالجموع المليونية ليحي ذكرى أربعينية السبط الشهيد ويحي ذكرى رجوع ركب السبايا الهاشميات ومعهم العقيلة زينيب والامام السجاد عليه السلام من الشام الى كربلاء.
جموع غفيرة ممتدة على إمتداد البصر كالحبل الممدود من السماء الى الأرض ، فمن البصرة حتى كربلاء والجموع تسير جماعات جماعات وهي تلطم على الصدور قاصدة حرم الامام الحسين عليه السلام.
كل الجنوب العراقي هب عن بكرة أبيه نساءا ورجالا وأطفالا من العمارة والناصرية والكوت والسماوة والديوانية والحلة وغيرها هبت عن بكرة أبيها لتجدد البيعة مع الامام الحسين والأئمة المعصومين من ذريته لتقول الى الإرهاب التكفيري الناصبي وحلفائهم البعثيين بأننا لا زلنا أحياء ولا زلنا صامدين مستقيمين على خط الولاية العلوية الحسنية والحسينية ، ولا زلنا مستقيمين على خط إمامنا المهدي أرواحنا فداه نعمل ونجاهد من أجل الدولة الكريمة وإعداد الأرضية المناسبة لظهوره عليه السلام.
لقد ضرب الشعب العراقي في ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام هذا العام مثلا رائعا لجابر بن عبد الله الأنصاري الصحابي الجليل الذي جاء لزيارة الحسين عليه السلام ، فخرج بملايينه من كل حدب وندب فمن بغداد وسائر المحافظات الأخرى ترى الزحف الى كربلاء سيرا على الأقدام الى كربلاء تحديا للإرهاب ومن يريد التآمر على وحدة الشعب العراقي والعملية السياسية ومن يتآمر على الطائفة الشيعية وأتباع مذهب أهل البيت.
والى جانب هذا الزحف المليوني المتحدي والمتصدي للمؤامرة الجديدة على التشيع والشيعة وأتباع أهل البيت عليهم السلام فإننا نجد الخدمات الجيدة من أهل الخير من توزيع الماء ووجبات الطعام ممتدا على طول الطريق الى كربلاء ، ولا يسعنا الى أن نوجه شكرنا وتقديرنا لخدماتهم الجليلة لزوار الامام الحسين عليه السلام.
والى جانب الزحف المليوني للشعب العراقي في زيارة الأربعين فإن الألآف من إخواننا الشيعة الكويتيين والبحارنة والقطيفيين والإحسائيين والعمانيين وسائر الشيعة الخليجيين
والإيرانيين العاشقين لأبي عبد الله بالاضافة الى سائر أتباع أهل البيت من كل بقاع العالم نراهم يشاركون في المسيرات المليونية الى جانب الشعب العراقي مشيا على الأقدام لزيارة الامام الحسين عليه السلام مجسدين وحدة الصف الاسلامي الشيعي في مواجهة المؤامرة الجديدة التي تحيكها الأيادي الإمبريالية الصهيونية وأياديها في العراق التي تسعى جاهدة الى زرع الفتنة وإشعال الحرب الأهلية بين أبناء الشعب العراقي المسلم.

أيها الشعب العراقي المؤمن الغيور..
إن المؤامرة على العراق مؤامرة كبيرة لابد من التصدي اليها بكل ما أؤتينا من قوة وعزم وإستقامة ، فأعداء العراق وأعداء أهل البيت وأتباعهم وشيعتهم لا يروق لهم التحول الجديد الذي حدث في العراق بسقوط نظام الطاغية صدام حسين ، فهم منذ اليوم الأول لسقوط الصنم سعوا الى زرع الفتنة الطائفية وإشعال الحرب الأهلية وإستهداف مقدساتنا في النجف وكربلاء والكاظمين وسفك دماء الألآف من أبناء شعبنا في الأماكن المقدسة ، وإمتدت أيديهم الآثمة الى سائر المحافظات والمدن العراقية ليسفكوا الدم العراقي وليزهقوا أرواح أهلنا وأخواننا وأعزتنا آخرها ما حدث من جريمة شنعاء في مدينة الصدر راح ضحيتها العشرات من أبناء شعبنا العراقي المظلوم.
إن قوى الغدر والنفاق وقوى الشر والضلالة إتحدت فيما بينها لكي تستهدف التشيع وأئمتنا ومقدساتنا في بلاد المقدسات ، فقامت بعملية إجرامية بنسف مرقد الإمامين العسكريين في سامراء ونسف قبة الإمام الهادي وسرداب الغيبة في جريمة كبرى نكراء إتضح الى الشعب العراقي عمق المؤامرة ضد المذهب الجعفري وأتباعه وأنصاره ، إذ أن الإرهاب التكفيري وحلفائه البعثيين لا يرعون حرمة للأئمة والمقدسات ، ولو إستطاعوا لهدم قبور أئمتنا في النجف وكربلاء والكاظمين لفعلوا ذلك.
لذلك فإن شعبنا العراقي وعى كل هذه المؤامرات على دينة ومذهبه ومعتقداته وإزاداد إلتفافه حول أئمته المعصومين وإزادا إلتفافه حول مرجعياته الدينية التي إزدادت قوة وتوحدا ، وإن وحدة المرجعيات الدينية في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وقم المشرفة ودعوتهم الشعب العراقي الى الوحدة والحذر من المؤامرة الكبرى على الاسلام والتشيع وأتباع أهل البيت عليهم السلام أعطى الشعب العراقي دفعا جديدا نحو الوحدة والتلاحم ورص الصفوف.
وإنني من هنا أشدد على الحكومة وأجهزتها الأمنية بالعمل على التصدي للإرهاب التكفيري الناصبي وحلفائهم البعثيين والحيلولة دون وقوع مذابح جماعية لأبناء شعبنا ، والعمل على تفعيل قانون الإرهاب والعمل به من قبل وزراة الدفاع ووزارة الداخلية بعد أن صادقت عليه الجمعية الوطنية ، وأن لا تتساهل القوى الأمنية والقضائية مع الإرهابيين وأن تقدمهم الى العدالة لإنزال القصاص العادل بحقهم لما قاموا به من جرائم بحق الإنسانية.
إن المؤامرة كبيرة على الشعب العراقي ومكتسباته السياسية فأعداء الشعب العراقي من التكفيريين النواصب وحلفائهم البعثيين يريدون القضاء على التشيع وأتباعه ، وبعض القوى الإرهابية ترى بأن عودتها الى السلطة والمشاركة في العملية السياسية يأتي عبر القتل وسفك الدماء فهي أداة لبعض القوى السياسية الطائفية الموجودة على الساحة العراقية المدعومة من الخارج التي تشجع الإرهاب لسفك الدماء من أجل الحصول على مكاسب سياسية أكبر في الحكومة القادمة.
ولذلك نرى الضغوط السياسية على الشيعة والإئتلاف العراقي الموحد للحيلولة دون قيام الحكومة القادمة التي في قيامها مقدمة لإجتثاث جذور الإرهاب في العراق.
ولابد هنا من الإشارة الى ضرورة إستمرار العملية السياسية والتصدي لأنواع الإبتزاز السياسي الذي تقوم به بعض القوى السياسية التي تسعى الى الحصول على مكاسب سياسية يفوق إستحقاقها الانتخابي في المجلس الوطني ، حيث تتطلع الى وزارات سيادية وإستلام الملف الأمني ومناصب أمنية لا تستحقها في ظل الوضع السياسي الراهن.
إن ذكرى أربعينية الامام الحسين عليه السلام تدعونا الى الخروج الى الساحة في مظاهرات مليونية عارمة لنعبر عن وحدتنا وتكاتفنا وتراصنا وتحدينا الى كل من يستهدف ديننا ومذهبنا ومقدساتنا ، وكل من يستهدف وحدة العراق وأمنه وإستقراره ، وإن حضورنا في ساحة العمل السياسي وحضورنا والتفافنا حول أئمتنا ومقدساتنا ومرجعياتنا سيفشل مؤامرات الأعداء وقوى الإحتلال الذين ينوون الشر لهذا البلد وشعبه ويسعون الى إشعال فتيل حرب أهلية من أجل بقاء القوى الأجنبية في العراق.

أسأل الله سبحانه وتعالى للشعب العراقي النصر على أعدائه من القوى الشيطانية وقوى الشر والإستكبار العالمي والإمبريالية والصهيونية العالمية ، وأن ينصره الله على قوى البغي والضلال والنفاق من التكفيريين والنواصب وحلفائهم البعثيين المجرمين ، وأن تكون مناسبة زيارة الأربعين فرصة تاريخية لإفشال مؤامرات الأعداء الطامعين في خيرات وثروات العراق من الذين يريدون إذلال الشعب العراقي وشيعته وأتباع أهل البيت.
ولتكن الشعارات التي يطلقها الشعب العراقي في ذكرى الأربعين هادفة تدوي في الآفاق لتعلن للأعداء بأننا على مستوى كبير من الوعي لحجم المؤامرة وإننا سنتصدى اليها بكل ما أؤتينا من قوى ولن نركع ونخضع للإبتزاز والإرهاب والقتل وسفك الدماء ، وسنحافظ على المكاسب السياسية التي حققناها بأنهار من دماء شهدائنا الأبرار.

السيد علي الياسري
أمين عام حزب الطليعة الاسلامي
17مارس 2006م
16 صفر 1427هجري