 |
-
قضية للمناقشة/ المراة في القصة العربية
قضية في حوار
دعوة مفتوحة لكل المشرفين والأعضاء
الزملاء المشرفين..والكتاب والباحثين على الشبكة .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحية ملؤها المحبة والسلام ... بعد أن أذن الله تعالى بسقوط أعت طاغية عرف على وجه الطبيعة ، ونتيجة للتحولات الديمقراطية التي شهدتها ثقافاتنا في جميع ساحاتها اقترحنا فتح حوار للمناقشة بنمط أسلوبي إبداعي جديد لطرح قضية ما نؤ طر فيها كل ما سيطرح في ساحاتنا الإبداعية ، وقد ارتأينا هنا أن نستحدث باب على واحات شبكتنا الثقافية تطلقون عليه انتم عنوانه.. ولتكن بوادره الأولى تسمية (( قضية في حوار )) لتصميم هيكلية لدراسة جماعية تتضمن اختيار موضوعا ما على أن يكون تحت أو وبرعاية جميع أعضاء الشبكة وبكافة اتجاهاتها الأدبية أو الثقافية والاجتماعية وينظم على شكل دراسة يتم أرشفتها لدى شبكة العراق الثقافية لتوضبها في كتاب يتم طبعه ونشره على نفقة جميع الأعضاء ..
الاخوة الأعضاء أنها مبادرة جماعية خيرة فلنسعى جميعنا لإنجاحها خدمة لشبكتنا الثقافية واليكم أولى القضايا التي تطرح للنقاش لذا نرجو من كل المعنيين إرسال مقترحاتهم لأعداد الجزء الثاني من هذه القضية ومن الله العزة وكل التوفيق
الباحث
جواد المنتفجي
المرأة في القصة العربية
قضية للمناقشة :-
الجزء الأول ...
المرأة... هل هي ذلك الكوكب الذي نعيش بين أحضانه بدون تردد ؟
جواد المنتفجي
المرأة...
هل هي الأم ؟ أو الأخت؟أو الزوجة؟أو الزميلة....... ؟
هل هي ذلك الخيال الذي ظل يلازمنا منذ الولادة.. في اليقظة والصحو.. وفي المنام والأحلام .. في الآمال والأمنيات العريضات .. في كل شيء نتشاور به ، نتحاور من اجله .. هل هي تلك الأماني السعيدة التي نرسم ، أو نحدد خطوطها بالتشاور معها من اجل الفوز ولحضي في نهاية الأمر على إرضائها؟ هل هي تلك المكافحة .. الصامدة .. المجاهدة.. التي اضطرت في عاديات الزمن أن تبيع في احلك الظروف عباءتها وكل ما هو غالي ونفيس من اجل سد رمق أطفال كانوا يلوذون ملحفين بلباس الجوع في صمت عراهم عندما كانوا الرجال يقاتلون الفئة الباغية .. الضالة التي دحرتها أرادتها الصلبة ؟ هل هي ؟ و... و...................؟
هذا ما يدور في خلدنا ، أو ما يطرح فيما بيننا لتخطه لها أناملنا ، فمنذ زمن بعيد.. كان ولازال هذا السؤال يطرح نفسه وفي مناسبات عديدة ، بل وفي أي مكان نهمس فيه بناة وصبر ومودة حول كيفية يتم اختيار تراتيب تعايش دوائر حياتنا اليومية مع اجل إسعاد تلك الحبيبة.. سوى أن كانت تفاعلات هذا التعامل تجري داخل المحيط العائلي ،أو في الدائرة والمصنع الذي نعمل فيه سوية،هذا بالإضافة إلى أننا لم نعد نستغني عن المرأة.. بل و حتى أن وجودها ما عاد ألا أن يدخل في أدق تفاصيل معيشتنا العادية أو الخاصة منها ، فهي القدرات والطاقات الكامنة التي وهبها لنا الله سبحانه وتعالى على وجه الطبيعة .. كأي شجرة مثمرة معطاة ، فذلك الكائن الحي وبكل ما يمتلكه من أدواته الحسية والعاطفية والوجدانية، وبعدما تقوم هي بتسخيرها لتجعل كل ما هو حولنا جميل ، أو حزين ، حتى بتنا لا نحتمل بعدها عنا .. وفي أحايين كثيرة تستحيل حياتنا في مجمل ثوانيها إلى دهور بل عقود مظلمة، وتارة تكون حزم من النور تشرق في كل لحظة لتحيل حياتنا إلى ينابيع في واحات أخاذة نشرأب من بين كفيها قطرات الزهو.. والنشوة والسعادة.
لذا فالحديث ، وكذلك الكتابة عنها قد يطول .. أو قد يتطلب منا أن نعتصر كل ما في ذاكرتنا من حروف نخطها لها في قصيدة .. أو قصة .. أو مقالة باتت مهمة إنسانية عظيمة ونبيلة نسعى من اجل الدخول في كل تفاصيلها .. باعتبار أن المتلقي يبحث دائما عن سر المتعة والجمال.. الصحو والخيال.. والأمومة.. والأخذ والعطاء من خلال الأحداث التي يقوم الكاتب بتوظيفها مناضلا في طوفانه حول حزم الشمس، أوفي ركوبه لمتون المخاطرة ومقاتلته لقراصنة البحر.. أو الديناصورات.. والوحوش المرعبة أو الكواسر التي تحول دون هرولتنا في دروب ومسالك تلك الجزر النائية والبعيدة من اجل جلب تلك المغامرات لكي نحيك تفاصيلها لتكن زبد خلاصتها في متناول فكر المتلقي.
لذا .. ونتيجة لما عانته المرأة كثيرا من اضطهاد طال واقعها الاجتماعي المر وعلى طيلة العقود المنصرمة.. نتيجة لتداخل العادات والتقاليد والتي لطالما عجت بآفات اجتماعية كبيرة ابتلعت الملايين من النساء منذ بدء الخليقة بدء بحواء، ومرورا بالعصور الأزلية وفجر أولى الحضارات البابلية والآشورية ، والعصر الجاهلي ، والإسلامي ، وكذلك الانكسارات التي مرت بها جميع المجتمعات التي نوهت عن التحضر المخيف ،والولوج المفاجئ لحياتنا من قبل عالم الإنترنت والفضائيات وخصوصا في البلدان العربية التي منتها حضارة غربية شوهت كل عوالمها بالإضافة إلى السياسات الرجعية التي جاءت بها الأفكار ذات المعتقدات الغريبة التي حاربت واضطهدت وحتى قتلت كل ما راح تطرحه أراء وأفكار الفقهاء والمرجعيات ،أو تلك التي اتسمت بالأساليب الإرهابية والتكفيرية ، ومع هذا كله وجب علينا أن لا ننسى صمودها ونضالها .. إذ أنها فعلت .. ووقفت ، وواجهت هي الأخرى بنفس الصلابة التي تمتع بها نصفها الأخر الرجل، ولا ننسى هنا أيضا جهادها الطويل ضد الأنظمة البالية والبائدة التي غيبتها .. وهمشت دورها الإنساني داخل المجتمعات البشرية مما اضطرها وفي الكثير من البقاع المختلفة في أرجاء العالم إلى الهجرة خارج مواطنها بسبب ما مورس ضدها من الاضطهاد ، والتعذيب في السجون ، والتصفيات الجسدية طيلة تواجد تلك الأنظمة والتي توالت وعقبت الحكم في العهد العثماني ، ولا ننسى الدور الكبير الذي قامت به أثناء عدم وجود زوجها أو أبيها أو أخيها بعدما زج الطاغوت البلاد في حروب لا طائل لها ، وأحيانا كان يصيبها الجور والتعسف لتتحول إلى جارية تعمل بكد ليلا ونهارا فقط من اجل أن تسد رمق جوعها ، أو عندما ينفرد بها في الغابات النائية من اجل أن توفر الخدمات الكافية إلى سيدها الرجل ، وربما تعرضت لهذا في أيام عزلتها في منافيها البعيدة في بلدان الغربة التي سكنتها جورا وعدوانا .
وبعد سقوط النظام البائد ، ولما بدا المجتمع العراقي يتعافى نظرا لتحول أفراده بكافة طبقاته إلى توجهاتهم الديمقراطي الجديدة، ونتيجة لمساهمات المرأة الفعالة التي بدأتها بإدارة أعمالها وبجدارة ، وكذلك رجوع الآلاف منهن إلى العمل والوظيفة في دوائر وقطاعات الدولة المختلفة بعدما حرمت من ممارسة حقها الشرعي هذا ولسنين طويلة لسبب أو لأخر، وكذلك توافر وجودها في منظمات المجتمع المدني ،وتميز دورها الريادي في الأحزاب السياسية مما حدي بها كل ذلك إلى ضرورة الاحتكاك بنصفها الأخر الرجل ، وخصوصا في الدائرة والمصنع أو الشارع .. ولهذا بات علينا لزاما أن نبحث عن نمط جديد في الكتابة عن شخصية المرأة في كافة مجالاتها سوى في القصة ، أو الشعر ، أو الرواية والمسرحية....الخ ، على أن نقوم بتجسيد تلك الأحداث ضمن العلاقات الاجتماعية الرصينة ، وبالأخص العاطفية منها بعيدا عن المخاوف التي كنا نتخبط فيها في التردد أثناء كتاباتنا عنها بعد أن كانت الأجهزة القمعية تتابع كل ما يكتبه أو ينشره الكتاب، أو الباحثين، وكذلك وجوب العمل على أن تتجسد في هذه الأعمال الطموحات والآمال التي تشكل قوة يحدد في ضوئها السلوك الإنساني اتجاه هذا العنصر المهم في حياتنا وتوجيهه لخدمة الخطط التنموية والاجتماعية والثقافية ، إذ علينا أن ننظر للمرأة في ضوء أعمالنا الأدبية الجديدة كوسيلة من الوسائل التي يمكن بواسطتها إبراز دورها وقيمتها العليا في سائر حياتنا اليومية السائدة بعيدا عن الهشاشة في الطرح ، وفي معظم الحالات التي تمر بها ، وعلينا أن ننبذ ما يفعله الكتاب والأدباء في الغرب ، والذين يسخرون أو يصنعون كل أحداث أعمالهم الأدبية كوسيلة جنسية بحتة من اجل ترغيّب القراء على شراء مؤلفاتهم ومخطوطات أشعارهم ، ورواياتهم بعد أن جعلوها مادة إباحية تملأ شاشات الفضائيات الغانيات من اجل المتعة والعري والجنس وما شابه إلى ذلك.
أن الحب كان وما زال وحسب تربيتنا المحكومة بأنظمتنا الاجتماعية والأخلاقية والدينية هو الرابط المقدس الذي يعتري كل أعمالنا .. أو هو عبارة عن الثيمة الأساسية التي نربط فيها وقائع أعمالنا الكتابية بتنوع أشكالها ومضامينها من حدث في القصة إلى آخر.. كما أننا يجب أن لا نطمح من خلال تلك الأحداث بان نبدأ البحث ونسخر كل طاقاتنا من اجل تلك العاطفة كمن يبحث عن قشة في عرض البحر، فالعاطفة التي نرغب أن ننشدها ليس هي التي تقوم على أساس تحديد طبيعة العلاقات بين الرجل والمرأة فحسب إنما هي طموح لرؤيا إنسانية نحاول من خلالها أن نعيد بناء العلاقات إلى وضعها الصحيح بحيث ندرك إمكانية هذا التعامل بصيغته العالية والرائعة مع الآخرين.
أن توظيف مادة الحب وفق ما تتطلبه أنماط حياتنا الجديدة المنشودة تهدف إلى إعادة ما هدم من حياة تجنينا فيه على المرأة في سالفات العقود الماضية حيث كانت في هذا الجزء الأساسي المحور المهم في صنع الأحداث إذ هي تعمل وتناضل من اجل انطلاقتها في الحياة وعلى ضوء دائرة التعامل مع الآخرين .
إما الرجل في تلك الأحداث التي تناولتها جميع المشاريع الأدبية فهو عبارة عن المؤشر الإيجابي أو السلبي في المعادلة التي جرى تركيبها في حركة تلك المحاور التي تم فيها عملية تبادل الأخذ والعطاء بين هذين العنصرين بحيث اطفي أحدهما على الأخر دورا تنمويا في العلاقات حتى يتم مهر عقد قران أحدهما على الأخر انطلاقا من الانطواء الذي ظل يلف عوالمهما الداخلية والخارجية ، وتوجيهه باتجاه عوالم الحب الواسع المفعم بالطيبة والسعادة بدون أن نخسر الحب المنشود الذي نحن نرتجيه من اجل تحقيق الحلم الطويل .. الحلم الذي تعقبنا أثاره من اجل أن نحققه لكل ما ترغب به من نحبها.
يتبع في الجزء القادم
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |