 |
-
الوضع السياسي العراقي بين خطابين
الوضع السياسي العراقي بين خطابين / نصير النعماني
تشهد الساحة العراقية تطورات خطيرة يتخوف البعض من انها قد تقود لاسامح الله الى حرب اهلية يسعى اليها بجد بعض الاطراف الاقليمة والدولية وحتى بعض الجهات المحلية . وتصاعدت حالة الاحتقان الطائفي لحدود تقرب من الانفجار بسبب الحادث الاجرامي الذي تعرض له مرقد الاماميين العسكريين في سامراء وما تلى من ردة فعل وما اعقبها من حالة التصعيد الطائفي الذي تغطيه وتمد له يد العون جهات سياسيه ودينية محلية معروفة لكل العراقيين وقد صاحب هذه الاحداث الخطيرة موجة من التصريحات من جهات محلية واجنبية لها تدخل في الشان العراقي وبالاخص الطرف الامريكي حيث تصدر تلك التصريحات التصريح اللامسؤول لوزير الدفاع الامريكي رامسفيلد الذي اعلن فيه عدم تدخل الولايات المتحدةفي النزاع اذا ما اندلعت حرب اهلية في العراق وهذا التصريح اللامسؤول يعكس حالة التخبط الامريكي في العراق وهو ايضا مخالف للقرارات الاممية التي صدرت بعد احتلال العراق واهمها القرار 1546 الذي نظم حالة القوات المتعددة الجنسية والذي حملها مسؤولية المحافظة على الامن ومساعدة العراق في بناء دولته وتشكيل الحكومة الدائمية ومؤسساتها الامنية وجاء هذا التصريح ليكون بمثابة اشارة قد يعني لدى البعض انه الضوء الاخضرلهذه الحرب وخصوصا عند اولئك الساعين لتازيم الوضع وجر البلاد الى حرب اهلية تاكل الاخضر واليابس وتحرق الجميع ولن يكون فيها غالب بل سيكون فيها الجميع خاسرون وستكون نتيجتها المنطقية تقسيم العراق وقد اشار الى ذلك صراحة السيد مسعود البارزاني باعلانه انه اذا ما اندلعت الحرب فان الطرف الكردي سيعلن الانفصال . لقد استطاع الشعب العراقي ان يتجنب الحرب الاهلية ويوقف ذلك المخطط الرهيب بوعيه ودماء الكثير من ابنائه وليترك من خطط للفتنه يعيش حالات ندم واحباط وليؤكد هذا الشعب وبكل طوائفه انه اكثر وعيا واشد حرصا على سلامة البلاد ووحدتها من جوقة السياسيين المنشغلين بموضوع المناصب وتحقيق المكاسب على حساب مصلحة الشعب الذي يعاني على مختلف الاصعدة ويصبر ويصابر دون ان يلتفت احد من قادة اليوم لتلك المعاناة الرهيبة ويكفي منظر طوابير المنتظرين في محطات الوقود كدليل بسيط على تلك المعاناة دون الحاجة لدعوة المسؤولين لزيارة أي من مستشفيات البلاد للاطلاع على الوضع المزري لتلك المؤسسات ومعاناة المواطن الذي لايجد ما يمكن ان يدفعة ثمنا للدواء او اجرا للمعاينة الطبيه في القطاع الاهلي .
وتعثرت مسيرة تشكيل الحكومة امام مطبات الاستحقاق الانتخابي والمشاركة تحت عنوان حكومة وحدة وطنية او مشاركة وطنية وامام اسم رئيس الوزراء المنتظر وسيل المقترحات المقدمة من اطراف عديدة تسعى للهيمنة تحت عناوين جديدة مثل مجلس الامن الوطني او مجلس اهل الحل والعقد والسعي لايجاد نظام داخلي يسلب رئيس الوزراء الكثير من الصلاحيات التي اقرها الدستور . هنا لابد من التوقف وقراءة ما يجري بدقة .
فتصاعد الاحداث وازدياد حالة الارهاب والعنف والتهجير الطائفي تبدو وكانها حلقات في مسلسل واحد يهدف وبصراحة الى اجتثاث الحالة الديمقراطية في العراق وايجاد الية جديدة لتنظيم الحكم في بلدنا تعود الى تسليط رمز او رموز تتسلط على الشعب العراقي بعيدا عن تطلعاته التي قدم من اجلها الكثير وفي خضم هذه الصراعات جاءت طروحات متعددة من جهات سياسية عراقية مختلفة ولعل مقترح السيد عبد العزيز في دعوة ايران وامريكا للتفاوض من اجل مصلحة الشعب العراقي اكثر المواقف اثارة للشعب العراقي وقصائله السياسية التي انقسمت بين مؤيد ومستنكر ومستغرب حيثراها البعض طبيعية وتصب في مصلحة البلاد فيما راى فيها اخرون انها دعوة لزيادة تدخل ايران في الشان العراقي وان دعوة سماحة السيد الحكيم دليل على التدخل الايراني وتدخلاته في الشان العراقي .
وظل المواطن ينتظر تشكيل الحكومة املا في الخلاص من مشاكله وفي مقدمتها الوضع الامني وتردي الوضع الاقتصادي لشرائح واسعة في مقدمتها اليوم القطاع الزراعي الذي يعاني اهمالا كبيرا يرجعه البعض الى تقصير متعمد ليصب ذلك في مصلحة جهات معينه تستفيد من توريد الفواكه والخضر وغيرها من المحاصيل الزراعية التي كانت قبل سقوط النظام البعثي تصدر الى خارج العراق وليس العكس .
ان تاخر تشكيل الحكومة بلا شك يعكس الخلافات العميقة بين مختلف الكيانات السياسية والتي هي انعكاس حقيقي لواقع الخلاف الموجود الان بين شرائح المجتمع العراقي المنغلق على الطائفة او القومية رغم خطابات الوحدة الوطينة التي لاتجد ما يسندها واقعا ,
المشكلة العراقية مشكلة رموز سياسية تسعى للتسلط تحت عناوين وشعارات براقة يحرك كثير من مفاصلها دول اجنبية وجدت لها ارضا خصبة عند البعض ,
وحل المشكلة يتطلب صحوة وطنية تقترب من الثورة لتصحيح الاوضاع وانقاذ البلاد ولن تكون الديمقراطية مطلبا للجماهير اذا كان ثمنها ان يجوع الشعب وان يقتل يوميا العشرات منه وان تسرق خيراته وان تنهب ثرواته وان تخرب بناها التحتية وان يتحول الوطن ساحة لتصفية الحسابات بين اطراف دولية واقليمية تشعل النار في ارضنا لتنضج قرصها .
ان الشعب الذي دفع انهارا من الدم من اجل حريته لايمكن ان يرضى أي يكون ثمن تلك الدماء قصورا في المنطقة الخضراء يسكنها مجاهدو فنادق الغرب والشرق ولا ان يكون ثمنها تهريب ثروات البلاد لدول الجوار ولا ان يكون ثمنها الحديث عن الشفافية في واقع مظلم .
الشعب يريد عملا مؤثرا يريد الديمقراطية ومعها الامن . ويريد ديمقراطية معها الخبز ويريد ديمقراطية معها اعمار البلاد التي هي اقرب للخربة منها الى بلاد يوما كانت وفي عصرها الحديث حاضرة البلدان العربية ويريد ديمقراطية تعطي للشعب حق تقرير مستقبل البلاد ولاتجعله رهن اهواء زعماء الكتل السياسية فمن رفض ديكتاتورية الفرد يرفض ايضا ديكتاتورية اشخاص معدودين يلغون بارادتهم ارادة الشعب الممثلة بالبرلمان الذي تحدى الشعب كل الاخطار من اجل ان ينتخبه .
ان ما يجري اليوم في الساحة العراقية تلاعب بمصير الشعب ودعوات تثير الحنق في نفوس المواطنين ولن يقبل الشعب ان يتحكم في مصيره من لاينظر الا لمصالح ضيقة .
فليتق ساسة البلاد ربهم في وطنهم وشعبهم فارادة الشعوب لاتقهر
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
نصير النعماني
:Iraq:من بريد شبكة العراق الثقافية:Iraq:
-
العراق
[glow=FF0000]:Iraq: العراق للعراقيين........................[/glow]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |