سامي العسكري:


س - التقى أمس وفد من الكونغرس الأميركي بالجعفري والتقى شخصيات سياسية، وتسربتانباء كثيرة عن ممارستهم ضغوطا ربما وصلت إلى حد التهديد بسحب القوات الأميركية ووقف الدعم المالي ما لم يعجل بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. برأيكم هل مورست ضغوط فعلا على الجعفري شخصيا؟

ج - أنا لا أسميها ضغوطا، وإنما وفد مجلس الشيوخ الذي التقى الجعفري كما التقى قيادات سياسية أخرى نقل وجهة نظر أميركية فحواها أنه لابد من التعجيل بتشكيل الحكومة. هنالك هاجس أميركي أو تصور في بعض الدوائر الأميركية بأن تشكيل الحكومةالجديدة ينعكس ايجاباعلى تخفيف حدة العنف الموجود في داخل العراق.

ولكن هذا التصور لا أحد يستطيع أن يؤكده، وأنا شخصيا لا أعتقد أن تشكيل الحكومة سيؤدي حتما إلى توقف العمليات الإرهابية داخل العراق. ذلك أن فكرتنا إذا صح هذا التعبير اي ان توقف الارهاب عند تشكيل الحكومة القادمة يعني أن القوى السياسية المشاركة الآن في العملية السياسية هي التي تقف وراء العمليات الإرهابية. وهذا ما لا نتمناه لأحد أن يتهم هذه القوىالتي تشارك في العملية السياسية هي التي تقف خلف هذه العمليات الإرهابية.

التصور الأميركي هو ان هذه القوي حين تشاركفي العملية السياسية ستوقف حدة الإرهاب وبالتالي هم يشعرون بأن العملية السياسية مهددة من قبل العمليات الإرهابية ويعملون على إيصال هذه الرسالة بأوضح ما يمكن مع التلويح بان العراق باعتباره بحاجة إلى القوات الأجنبية والتلويح بأن هذه القوات لن تكون مستعدة للبقاء في العراق إذا استمرت الأوضاع على هذا النحو.
وأنا اعتقد أنه نوع من الضغط السياسي أكثر مما هو خيار أو قرار واقعي.

القلق الأميركي واضح وهو مبني على تصور أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هو المفتاح السحري الذي سيعيد الأمن والاستقرار الى العراق، وينهي دوامة العنف التي تدور في العراق منذ ثلاث سنوات.

أتمنى أن تكون الرؤية الأميركية صحيحة ولكنني أشك شكا كبيرا في صحة هذا التحليل. لأن وراء هذا التحليل قوى سياسية تسعى إلى الحصول على مواقع في السلطة. ولكني اشك في ذلك. واعتقد أننا سنكتشف للأسف بعد أشهر من تشكيل الحكومة أن الإرهاب مستمر بغض النظر عن مشاركة هذه القوى التي لا تملك، حسب تصوري، قدرة على إيقاف العمليات الإرهابية.

وفعلا إذا ثبث أن هذه القوى تملك مثل هذه القوة للسيطرة على العمليات الإرهابية فعلينا أن نحاكمها لأنها كانت سببا في قتل آلاف العراقيين طوال هذه السنوات الثلاث الماضية.



http://www.radiosawa.com/article.aspx?id=826308