تباين خطاب اعضاء الائتلاف يمتد الى مؤيديهم / علي الهماشي
منذ أن تشكل الائتلاف العراقي بمباركة المرجعية الدينية التي شجعت على مشاركة قوى متعددة في هذا الائتلاف من اسلاميين وغيرهم لتضم انواع الطيف العراقي ولم تمانع من ان ينتمي الدكتور علاوي الى هذا الائتلاف ولكن الدكتور كان قد اختط لنفسه طريقا غير هذا الطريق وبقي في الائتلاف من الاسلاميين المنتمين الى أحزاب اسلامية وأخرين سموا أنفسهم بالمستقلين اضافة الى تيارات غير اسلامية كان أبرزها تيار الدكتور أحمد الجلبي الذي انسحب قبل الانتخابات الثانية كما انسحب اخرون يمثلون جهات مستقلة اسلامية كما انسحب بعض الاعضاء من الطائفة السنية ليستقر الائتلاف على الاسلاميين من احزاب ومستقلين وانضمام التيار الصدري (تيار مقتدى)الى الائتلاف ليؤكد توجه الائتلاف الذي طالما يحاول اعضاؤه التلويح بمباركة المرجعية
ومع ان الائتلاف دخل الانتخابات الاولى أو الثانية كجبهة واحدة الا أن بعض أعضائه استصحب حالة المعارضة ولم يستسغ العمل ضمن الفريق الواحد وكانت لاختيار مرشح رئاسة الوزراء للحكومة المؤقتة فرصة لاستئناف مايجيده ايام المنفى ،وبعد الاستقرار على اختيار الجعفري كمرشح للائتلاف العراقي في الحكومة المؤقتة بدأت تسريبات تلقفها من تلقفها بان الجعفري هدد بالانسحاب والانضمام الى الدكتور علاوي اذا لم تتم الموافقة على ترشيحه 0!!!
وقد كُذبت هذه المقولة عمليا بعد اصرار الجعفري وحزبه على البقاء في الائتلاف وعدم تشتيت الاصوات اذا ما تم خلق كتلة جديدة
أما النواب داخل البرلمان من الائتلاف فكأن الحكومة المؤقتة ليست حكومتهم
هذا الوضع بعدم الرضا وجد امتداده الى مؤيدي الائتلاف العراقي من الكتاب فكانت أراؤهم تتباين في حالة جذب وشد تجاه الحكومة المؤقتة
وقبيل الانتخابات توحدت الاقلام مرة اخرى واصوات اعضاء الائتلاف للمرحلة الحاسمة بعد الاتفاق على تأجيل الترشيح لرئاسة الوزراء
وبعد النتيجة التي اراداها الامريكان في الانتخابات وعلى طريقة اللاغالب واللا مغلوب (عمليا )بعد تقليص أصوات الائتلاف العراقي وقبوله للنتائج الانتخابية المضرة بوضعه أولا وأخير في (مرونة غير اعتيادية )يمارسها للمرة الثانية بعدأن مارسها في تعامله مع نتائج الانتخابات الاولى لاطمئنان بعض قادة الائتلاف الى النتائج وسير العملية السياسية مع أنه من ابجديات السياسية في التعامل مع الامريكان انه ليس لها ثبات في المواقف وفق المبدأ البرغماتي الواقعي فليس لها حليف ثابت ولاصديق دائم !!ا كما ان تجارب المعارضة الاسلامية مع غيرها كانت تشير الى عدم ثبات الاخرين على مبادئهم فمرة مشرقين ومرة مغربين يمليون مع المصالح الفردية ليس الا
وهكذا وقع الائتلاف في المأزق السياسيالحالي نتيجة حسابات واتفاقات لبعض الاطراف تعرقلت بسبب فوز الجعفري بالترشيح لرئاسة الوزراء ،وقد تكشف في القريب العاجل تلك الاتفاقات أو ان التاريخ كفيل بكشفها
واليوم بعد أن حسمت الية التصويت مرشح الائتلاف بعد رفض عملية التوافق بتوزيع المناصب بين قيادة الائتلاف ورئاسة الوزراء تعود عملية التباين بين اعضاء الائتلاف مرة أًخرى في تصريحات أقل ما يقال عنها عدم التنسيق والتباين في المواقف وعدم الرضا بالنتائج والقبول بها مما يشجع الاطراف الاخرى الاستمرار في مطالبهم وتصعيد تلك المطالب الى تقليص صلاحيات رئيس الوزراء في عملية غير دستورية وبعيدة عنه
ان التباين الحاصل بين اعضاء الائتلاف قد انسحب الى مؤيديه واعلامه حيث باتت المشكلة هو تمسك الجعفري بفوزه بالترشيح كما يصورها لنا الاخرون وليست المشكلة هي العقلية التامرية التي تعيشها الاحزاب السياسية وعدم رضاها بالانتخابات ونتائجها
ان التباين الحاصل في مواقف اعضاء الائتلاف من خلال تصريحات خجولة بالتمسك بنتيجة الترشيح جعل الاخرين يتناسون ان المناصب الاخرى_ رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان_ لايمكن الحصول عليها الا بموافقة الائتلاف العراقي
اننا في الوقت الذي نرى تماسك مؤيدي القوائم الاخرى من الاكراد والسنة تمسكهم بكل طروحات ممثليهم بل ان التصعيد الاعلامي يتصاعد بشكل طردي مع تصاعد وتيرة المفاوضات وتمسك الائتلاف العراقي بخياره
على عكس مؤيدي الائتلاف العراقي الذين مازالت كتاباتهم تتبع اراءهم الشخصية (كحسن ظن بقيادة الاحزاب التي تحرص على وحدة الائتلاف العراقي)والتي تتمسك لحد الان بمرشحها بالرغم من اننا نقرأ تصريحات تنسب لبعضهم دون ان تُذكر اسماؤهم في الصحف والوسائل الاعلامية التي تخلخل وضع مؤيدي الائتلاف اولا واخيرا حيث ان هذه التصريحات لاتمثل شيئا لانها لايمكن ان تترجم الا في مفاوضات بين اعضاء الائتلاف الى صدور القرار حولها
واخر هذه التصريحات (الفلتة )هو اقتراح ثلاث مرشحين لرئاسة الوزراء يتقدم بهم الى البرلمان العراقي وهي اقل ما يقال عنها انها تفريط بحق الائتلاف في اختيار مرشحه وكأن المنصبين الاخرين (رئاسة الجمهورية والبرلمان)قد ختم عليها بالشمع الاحمر ولايمكن مناقشتها
ومن يلاحظ تصريحات بعض اعضاء الائتلاف أو ما ينسب اليهم أنهم إما جاهلين بالية التفاوض بين الكتل السياسية وعملية اختيار المناصب الثلاثةوغير ملمين لابقانون ادارة الدولة ولاالدستور أو إنهم بهذه التصريحات يحاولون خلخلة الرأي العام المؤيد للائتلاف العراقي
وقد تكون هذه التصريحات ملفقة الغرض منها اللعب على وتر الانشقاق وننتظر ردا صريحا من ممثلي أطياف الائتلاف (حزب المجلس الاعلى ومنظمة بدر وكذلك من يمثل المستقلين وحزب الفضيلة )ذكرت هذه التيارات لانها رشحت اخرين لمنصب الرئاسة ولان التصريح نسب لعضو المجلس الاعلى
أما دعوتي لكتاب الائتلاف هو التصدي للاخرين الذين يحاولون قلب الحقائق والقفز على الحقوق الدستورية والالتفاف على النتائج الانتخابية وحسب البساط من تحت أقدام الائتلاف العراقي
انها دعوة لتوحيد الجهد الاعلامي ولانكون كوصف أمير المؤمنين لحال جيش وجبهته متفرقين على حقنا والاخرين مجتمعين على باطلهم
علي الهماشي
alhamashi@hotmail.com