النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    المشاركات
    6

    افتراضي تمجيد الرنتيسي.. لمصلحة من؟ مقال وتعليق

    تمجيد الرنتيسي.. لمصلحة من؟ مقال وتعليق
    تمجيد الرنتيسي.. لمصلحة من؟
    جريدة الوطن الكويتية

    لم يكن استنفار المجاميع الأصولية الكويتية وبالذات جماعات الإسلام السياسي، كالإخوان المسلمين وحزب الله وغيرها من التجمعات السنية والشيعية، نقاباتها وشخصياتها وكتّابها لتمجيد زعيم حركة حماس في غزة عبد العزيز الرنتيسي الذي اغتالته الصواريخ الإسرائيلية، إلا نتيجة طبيعية للثقافة الأصولية التي تتبناها تلك المجاميع، برغم المواقف السيئة لتلك الشخصية الفلسطينية ولحركته من حرب تحرير الكويت وحرب تحرير العراق. فتلك الثقافة، والتي انبثقت عنها أيضا مواقف الرنتيسي، تقوم على أساس أن القضايا والمصالح الإسلامية العليا تفوق في الأهمية أي مصلحة وطنية فرعية، وأن قضية فلسطين، التي وفق أدبياتهم المقدسة الواردة في إيديولوجيتهم الشمولية هي قضية المسلمين الأولى، تتصدر القضايا الأخرى ولو قفز الموقف بشأنها على المصالح القومية لكل بلد مسلم، فالمصلحة القومية الكويتية في اعتقادهم هي تابعة للقضية الفلسطينية وليست مستقلة عنها. على هذا الأساس باتت مواقف تلك المجاميع الأصولية شبيهة بالمواقف العروبية التي تجسدت في ثقافة وسياسة حاكم العراق المخلوع صدام حسين، والتي قامت على أساس أن المصلحة الإقليمية العروبية تفوق في أهميتها المصلحة القطرية، ولا مانع بالتالي من التضحية بالمصلحة القطرية في سبيل نصرة القضية العليا والمصلحة الأكبر و«تأديب» من يعترض على ذلك بل ومسحه من الخارطة وضمه إلى الآخر، وهو الأمر الذي تجسد بالنصرة العروبية والإسلاموية لاحتلال العراق للكويت عام 1990 ومعارضة حرب تحرير العراق عام 2003 لمجرد أن الذي قاد تلك الحربين هو الولايات المتحدة الأمريكية «نصيرة» إسرائيل و«عدوة» القضية الرئيسية العليا أي القضية الفلسطينية.
    فرغم أن السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الدولة العبرية فيها الكثير من «المآخذ»، لا أقل لمن يرى قضية الشعب الفلسطيني من منظور حقوقي إنساني لا من خلال إيديولوجيا شمولية إسلاموية أو عروبية، إلا أنه بهذا المقدار الحقوقي كان على مجاميعنا الأصولية أن تنتقد مواقف حركة حماس وقياداتها، مثل موقف الرنتيسي ومن قبله أحمد ياسين من حرب تحرير الكويت والعراق، لا أن تتجاهل تلك المواقف السيئة وتصد عن إفرازاتها السلبية المؤثرة على مصالح الكويت القومية، وتركز فقط على تمجيد تاريخها من الصراع مع إسرائيل، ومن ثم تبرهن بأن مصلحة البلاد هي في مرتبة لاحقة من الأهمية في ملف الإيديولوجيا الشمولية التي تتبناها. فهم برهنوا على أن تمجيد الرنتيسي أهم من نقد مواقفه، بل أظن بأنهم لم يتحملوا عناء ترتيب ملف يتتبعون خلاله المواقف السيئة له ولحركته من حرب تحرير الكويت والعراق، وبجملة أخرى اعتبروا أن مصلحة القضية الفلسطينية تتفوق على المصلحة القومية الكويتية.
    فنحن نعلم بأن مجال نقد سلوك الساسة الأمريكان تجاه العديد من القضايا الدولية كبير، لكن هذا مما تحتّمه المصالح السياسية ومناوراتها، فنقد هذا السلوك من قبل الآخرين هو بمثابة رد فعل طبيعي تجاه أي سلوك إنساني ومما تتقبله أي عقلية، ومن ضمنها الأمريكية كما تدل الوقائع على ذلك، وذلك لأنها عقلية لا ترتبط بالنهج الإيديولوجي الشمولي الذي ينظر للقضايا والأحداث من منظار أحادي ديني أو عنصري ضيق. إلا أن سلوك مجاميعنا الأصولية في تمجيدهم للرنتيسي وغض الطرف عن مواقفه تجاه تحرير الشعبين الكويتي والعراقي كان انعكاسا للنهج الأحادي الذي ضرب بعرض الحائط مصالح الشعوب مقابل نصرة قضيته الإيديولوجية «المقدسة».
    فالرنتيسي في آخر مقال له نشرته صحيفة القدس العربي لصاحبها عبدالباري عطوان يدعو الله إلى إفشال المشروع الأمريكي بالعراق بوصفه مشروع إرهاب ومصدر ابتزاز لشعوب العالم. وهو موقف لا يمكن تفسيره إلا بربطه بالأحداث في الأراضي الفلسطينية باعتبار أن قضايا ومشاكل شعوب المنطقة تتبع القضية الأم «المقدسة» أي القضية الفلسطينية، وأن سياسات وممارسات رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون ضد الفلسطينيين تتم بتنسيق مع البيت الأبيض، مما يفسر هجوم الرنتيسي على جميع المواقف الأمريكية الإيجابية والسلبية، في العراق أو في غيره. ففي نظره أن سعي الشعب العراقي للتحرير والعيش بحرية وكرامة هو أمر تابع لقضيته وليس مستقلا عنها، ضاربا عرض الحائط بمصلحة المواطن العراقي الذي تحرر من ظلم صدام وزبانيته بفضل السياسة الأمريكية، حيث يفضّل الرنتيسي لهذا العراقي أن يظل تحت قبضة صدام من أن يتحرر من خلال الأمريكي، وأن تكون الأولوية «لتحرير» الأراضي الفلسطينية بغض النظر عن استمرار الديكتاتوريات في أرجاء الوطن العربي والإسلامي. فالقضية الفلسطينية حسب ثقافته وإيديولوجيته الشمولية هي الأصل وباقي القضايا والمشاكل وجميع صور الظلم والاستبداد تتفرع منها وتأتي في مرتبة لاحقة بعدها. فقمة التناقض وقع فيها الرنتيسي حينما يشدد على تحرير شعبه من قبضة الإسرائيلي العنصري ويجيز استخدام مختلف الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتنفيذ ذلك الهدف دون أن تختلف وسائله عن وسائل وأساليب المحتل الوحشية والإرهابية، وفي الوقت نفسه يستهجن حرب تحرير العراق من الظلم والبطش الصدامي ومن الإرهاب الأصولي والبعثي.
    إن الكويتيين تطبعوا على رؤية المشهد المذل الذي يرفع من خلاله أصولي فلسطيني صورتي صدام حسين وابن لادن أثناء تظاهرة في الأراضي الفلسطينية تأييدا لبعثيي ومتطرفي الفلوجة الإرهابيين الذين لن يرتاح لهم بال إلا بعودة البؤس من جديد إلى العراق، لأن أولئك الأصوليين والمتطرفين والبعثيين هم ألد أعداء العراق الجديد وأكثر المنزعجين من المستقبل الذي ستظهر فيه مفاهيم الديموقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان التي من شأنها أن تكشف عن مكامن الخلل في إيديولوجيتهم وتهدد وجودها. والرنتيسي الذي يمجّده أصوليو الكويت هو الذي يدفع في مقاله الأخير إلى نصرة إرهابيي الفلوجة، فهل هذا النوع من الفكر والتفكير يستحق أن يمجد صاحبه؟ وهل الرنتيسي هو الشخص الذي يجب أن تقام له المهرجانات (التي خلت من الحضور)، وأن تدفع التجمعات السياسية الأصولية بسببه نحو توتير علاقات الكويت مع واشنطن من خلال المطالبة برفض تعيين السفير الأمريكي الجديد بحجة أنه خدم في إسرائيل؟! وهل بمقتل بن لادن، على سبيل المثال، سيتكرر التمجيد وستظهر مهرجانات أخرى باعتبار أن ما تقوّل به الرنتيسي بشأن العراق، على سبيل الخصوص، لا يختلف عما تدعو إليه القاعدة وزعيمها وما تقوم به خلاياها؟

    ---------------------------------

    تعليقنا :

    حقيقة لا أعتقد أن طرح الموضوع بهذه الصورة وبهذا التوقيت هو شيء موفق ..
    نعم .. نعرف من هو الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي وما هي مواقفه وما هي مواقف حركة حماس من نظام صدام حسين ..
    لكن إثارة هذا الموضوع والآن والرجل لم يمضي على مقتله سوى ساعات أو أيام قليلة لا أراه إلا خدمة مجانية لاسرائيل وولسياسة الإعدام الجماعي لقادة المنظمات الفلسطينية ...
    وهنا أرجو عدم المزايدة علينا بسرد التاريخ الشخصي لقادة حركة حماس أو باقي القيادات الفلسطينية ...
    الحقيقة أيضا أن العنوان غير موفق أيضا بالمرة ... ولعلي لا أبالغ أن إن قلت أن العنوان فيه كم هائل من البلادة الحسية والبرود الانفعالي القارس ..!!
    وهو يشكل مثالا صارخا لحالة كويتية بامتياز لا تزال تعاني من صدمة الغزو العراقي والموقف السلبي للعرب والفلسطينيين من أحداث أغسطس 1990 ...
    ثم يأتي صاحب المقال ليعلن بكل بساطة أن له "مآخذ" على السياسة الأمريكية الداعمة لاسرائيل ...!!
    مآخذ!!!
    على رأي إخواننا المصريين "يا راجل ...وجاي على نفسك كتير كده ليه ؟!" ....مآخذ ...
    !!
    وأين مقالاتكم في شرح هذه المآخذ...!
    وهل انتفض قلمكم المبارك لشرح هذه المآخذ ساعة وقوعها مثل انتفاضتكم الحالية لتعرية مواقف الرنتيسي ولم تبرد دماء الرجل في قبره ...
    !!!!

    يا سادة ...
    إنتقدوا الرنتيسي ... إنتقدوا أحمد ياسين .... إنتقدوا من شئتم ... واشتموهم إذا شئتم
    ولكن أجلوا هذه المشاعر "الجياشة" بعض الوقت ...حتى نفيق من جرائم الصهاينة ....
    وسامحونا ...واعذرونا بشدة ....واغفرو لنا زلتنا ..
    لأننا ... لا زلنا نتأثر بمقتل اخوتنا بفلسطين
    !!!

    أخوكم
    د. سليمان الخضاري
    أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    824

    افتراضي

    الاخ الفاضل د. سليمان
    انا معك في ان طرح الموضوع ليس بمحله ، باعتبار ان الشعب الفلسطيني يمر بازمة في تصفيات رموزهم ، ومعاناتهم في الجانب الامني من كثرة الاختراقات من قبل المخابرات الاسرائيلية لجميع اجهزة الحركات الفلسطينية

    لكن مع ذلك هل لي ان اعتب ، مجرد عتب فقط ، حتى لا تتكرر مع رموز اخرى ،

    لماذا لم يوجل الرنتيسي رحمه الله تصريحه المعروف عن صدام واعتبره مجاهد ، في الوقت الذي كنا نحن شيعة العراق لازلنا في حالة عزاء وفجيعة لاكتشاف الاف المقابر الجماعية .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2004
    المشاركات
    6

    افتراضي

    عتبك سليم مليون بالمرة أخي الكريم ...
    ولا تنسى العزاء الذي أقامه بعض الفلسطينيين "للشهداء" عدي وقصي صدام حسين ...
    للأسف موقف الفصائل الفلسطينية سيء للغاية من قضية شعب العراق الجريح ....
    وليس لي أي تعليق أكثر من هذا ..!
    أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    1,216

    افتراضي

    ولكم باك دكتورنا العزيز
    من المقبول انتقاد الرنتيسي على مواقفه و لكن ليس في الفترة اللاهبة بعد استشهادة مباشرة و كاننا نتشمت به و نضع انفسنا في خانة واحدة مع من قتله , الأمر الآخر هو أن مظلومية الرجل لا غبار عليها و هو كان يتوقعا و شهادة جاءت بناء على عمل مخلص و وطني من اجل شعبه و بلده , و القضية التي استشهد من اجلها عادلة لا ريب في ذلك و لا شك ,
    من الممكن انتقاد تلك الحركات مثل حماس و حزب الله و غيرها على بعض مواقفها التي قد تكون لديها دواعي سياسية و استراتيجية و لكن يجب أن يكون بمعزل عن عدالة القضية التي ينبغي التاكيد على عدالتها و تمجيد مواقف تلك الحركات فيها حتى يؤثر النقد في نفس الطرف المقابل
    الشئ الآخر هو ما حصل في مقالة صالح الشايجي ضد الشهيد الرنتيسي من كلام قذر و الذي سترفع دعوى ضده و مقالته اساءة للكويت قبل ان تكون اساة لحماس او للرنتيسي و لذا فان عقاب هذا الكويتب هو ما سيرفع الحرج و العتب عنا
    السلام عليك يا ابا عبدالله

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    سؤال فقط

    هل أصبحت حماس وغيرها رمزاً مقدساً جديداً، لا ينتقد، ولا يقال له لا، مثل حزب النقاط الثلاث، والوليفقيه، واللباس الروحاني المقدس؟

    رحم الله كل المسلمين الطيبين، ولكن القتل لا يعني أن التاريخ السيئ يتحول إلى تاريخ مفعم بالورود والرياحين.

    الإنسان -دنيوياً- بمواقفه ومبادئه وأقواله وأفعاله. وأتصور أن من حقي كعراقي أن أقول أن "حماس" أو غيرها لم تفدني بشيئ، بل إنها إستفادت من معاناتي، وسرقت أموالي، وفيما كان العراقي مشرداً، يبحث عن مأوى، وعن مدرسة لإبنه، كان إبن الرنتيسي وغيره يدرسون في الجامعات العراقية بالمجان مع منح. وفيما يتحول جيل عراقي كامل عاش في المهجر إلى وضع التيه الثقافي والديني في سنوات البطولة والإستشهاد الحماسي في فلسطين، كان الفلسطيني يرفل في تأصيل ثقافته وهويته في وطنه المحتل. أينا المحتل، وأينا من يملك الوطن.

    رحم الله شهداء العراق الذين لم يتعرف عليهم أحد لحد الآن. ولم تصدر "حماس" بياناً ينعاهم ولو بلحظة صمت.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني