بقايا البعث في* ‬البحرين
أن تختم جمعية التجمع القومي* ‬الديمقراطي* ‬نشرتها الهزيلة بقصيدة تمجد فيها الطاغية صدام فهذا شأنها*.. ‬وأن* ‬يصف شاعر* ‬يدعى أحمد حسين في* ‬تلك النشرة صدام على أنه* »‬سيد الروح*« ‬فذاك شأنه أيضا*.. ‬ولكن أن تصف النشرة في* ‬إحدى مقالاتها حرب الشقيقة الكويت على أنه* » ‬أم المعارك*« ‬فهو ما لا نقبله ولا نمرره مرور الكرام،* ‬ليس لأن الكويت محل النفس فحسب*.. ‬بل لأننا في* ‬الخليج دفعنا ولا زلنا ندفع لليوم ثمن تلك الجريمة* ‬غالياً*.. ‬وأول النازفين من تبعاتها هو الشعب العراقي* ‬الذي* ‬قطّعت أوصاله بذريعة التخلص من طغيان صدام بعد* ‬غزوه الأحمق سالف الذكر*..‬
قلت وأنا أشاهد تلك النشرة إن البعث لازال حياً* ‬في* ‬نفوس البعض على ما* ‬يبدوا*.. ‬وتساءلت عن حال هؤلاء وهم* ‬يتابعون تمثيلية محاكمة صدام رديئة السيناريو والإخراج،* ‬والتي* ‬لا تتناسب مع ما وصلت له السينما الأمريكية من تطور*.. ‬لابد ان تكون تلك المسرحية السمجة تعذيباً* ‬بالنسبة لهم*.. ‬ذاك أن صدام الذي* ‬كان* ‬يفرم أعداءه بفرامة لحم بشري* ‬ضخمة أعدت لذلك* ( ‬كما اتضح من الشهادات*) ‬هو مثلهم الأعلى وبطلهم المقدام* .. ‬وصورة المذعور المختبئ تحت الأرض لم تمحي* ‬صورة البطل الذي* ‬نقشها لنفسه في* ‬نفوس من أحبوه*.. ‬تماماً* ‬كما لم تنجح سنوات الفشل والعار الذي* ‬قاد العراق المنكوب لها في* ‬محو صورته المزيفة تلك* .. ‬
وان كان لنا أن نقرأ في* ‬كل ذلك شئ* ‬،* ‬فهو دلالة على عوز العرب الشديد لبطل*.. ‬لمثلٍ* ‬يتعلقون به وان كان سراباً* ..‬وإن كان مجرماً*.. ‬وربما* ‬يكون في* ‬ذلك دلالة على ان هؤلاء* - ‬كبعثيون قدماء*- ‬بسطاء في* ‬التفكير منقادين للعاطفة كغيرهم رغم ما* ‬يدعونه من ثقافة وتنور* .. ‬ولهؤلاء* .. ‬لبقايا البعثيين في* ‬البحرين* .. ‬نملك حقيقة بسيطة ربما تكون قادرة على دحض كل ما* ‬يعيشونه من وهم*.. ‬بطلكم الغر سفاح أهلك شعبه وهشم دولته وقادها لنظام طوائف ومليشيات لن تتضح معالم بغضه إلا بعد حين*.. ‬
أما* ‬غزو الكويت الذي* ‬تسمونه أم المعارك فقد كان النافذة التي* ‬فتحها صدام وتسلل منها الأمريكان ليخترقوا المنطقة بأكملها*.. ‬وقد كان هذا هو الحدث الذي* ‬وضع الطوق على رقبتنا،* ‬والهراوة في* ‬يد شرطي* ‬العالم الفاسد*.. ‬ولم تقم لنا بعد* »‬أم المعارك*« ‬قائمة*..‬
ولولا ذلك الغزو المشئوم لما ضاعت أرض الرافدين لتنشأ حكومة مشوهة على انقاضه* .. ‬ولولا* »‬أم المعارك*« ‬لكانت الكويت أول من وقف في* ‬وجه احتلال العراق وإسقاط نظام صدام* .. ‬وليس لأحد أن* ‬يزايد على مواقف وعروبة الكويت،* ‬التي* ‬وقفت مع العراق* - ‬كما وقفت مع* ‬غيره*- ‬رغم ما جرى وبادروا بفتح صفحة سلم حتى مع الدولة التي* ‬استيقظوا ذات فجر فوجدوها تغتصب أرضهم وتشردهم دون رحمة* .. ‬لقد تحالف الكويتيون مع الإمبريالية الأمريكية* »‬باللغة البعثية*« ‬نعم ولكن بعدما طعنتهم بشعارات العروبة* ..‬واضطرت دول المنطقة ان تسلم رقبتها لهم من جراء أفعال سيف العروبة* »‬صدام باللغة البعثية*«.. ‬
لا نريد فتح دمامل قديمة*.. ‬ولكننا نريد لهؤلاء ان* ‬يعلموا أن رائحة التعاطف مع صدام التي* ‬نشمها في* ‬بعض كتابات مخلفات البعث تقززنا*.. ‬لأنها تنم عن قلة إحساس واحترام لمعاناة كل من قاسى على* ‬يدي* ‬الطاغية الخائن*.. ‬ولا نفهم صراحة سر القسوة والوحشية التي* ‬تربض وراء من* ‬يدافعون عنه ولا نريد ان نفهم*.. ‬ولكننا نريد للأخوة في* ‬الشقيقة الكويت أن* ‬يقدروا أن أولئك ليسوا سوى قلة عن شعب البحرين الذي* ‬يكن للكويت الحب ويقدر لها مواقفها المشرفة مع العرب والمسلمين*.. ‬
على الوتر* - ‬لميس ضيف -جريدة الايام