 |
-
التأثيرات السلبية لانفلونزا الطيور في الاقتصاد العراقي
التأثيرات السلبية لانفلونزا الطيور في الاقتصاد العراقي
د. غزوان هادي
يصنف مرض انفلونزا الطيور (H5N1) ضمن الاوبئة الخطيرة ذات الضرر الكبير صحيا، كونه يتسبب في وفاة الاف الاشخاص في حال انتشاره، ونفوق ملايين الطيور، ويدفع ظهوره الى اعدام ملايين اخرى من الطيور للحد من انتشاره،
واقتصاديا لما يسببه من خسائر ناجمة عن نفوق واعدام مئات الالاف من الطيور وخاصة في الدول المنتجة والمصدرة لها، وبالتالي الى تدهور كبير في اقتصاديات الثروة الحيوانية وقطاع الدواجن تحديداً فضلا عن الخسائر التي تسببها الحملات الصعبة لمواجهة المرض واقتناء اللقاحات والادوية اللازمة لعلاج المصابين، وثقافيا يتسبب هذا المرض في نشر ثقافة الخوف، التي تتسع من الخشية من الاصابة بالمرض وانتقال عدواه، الى خلق نوع من رهاب الخوف الذي يصيب شرائح عديدة من المجتمع، وخاصة بين الاطفال وصغار السن والمسنين، كما يتسبب بمشاكل اجتماعية، منها اضعاف الاواصر الاجتماعية والعائلية، نتيجة عزوف غالبية الناس عن اللقاءات العائلية والاجتماعية خوفا من ان تكون مجالا لانتقال العدوى..
التخصيصات المالية لمعالجة انتشاره
خصصت الوكالة الاميركية للتنمية الدولية مع بداية انتشار مرض انفلونزا الطيور في تشرين الاول 2005، ميزانية لمواجهة تداعيات المرض بلغت (15.6) مليون دولار، وفي نهاية شباط 2006 زادت حجم التخصيصات بمبلغ (2.1) مليون دولار اخرى، لمكافحة المرض والحيلولة دون وقوع وباء عالمي بعد ظهور حالات اصابة متزايدة تم التثبت منها في عدد من دول اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا، حتى بلغت ثلاثين دولة، ومنها العراق الذي تحمل خسائر اقتصادية تجاوزت الميزانية التي خصصتها الوكالة لمواجهة المرض بنسبة (250%).
التأثيرات الاقتصادية في العراق
تسبب ظهور حالات اصابة بمرض انفلونزا الطيور في العراق بخسائر اقتصادية كبيرة، تجاوزت امكانيات تحمل ميزانية الدولة، مع الظروف الاقتصادية الحساسة التي تعانيها الميزانية العامة، بسبب الديون الدولية، وحاجات البلد لتخصيصات مالية كبيرة للاعمار، واعادة تأهيل البنى التحتية، والقضاء على البطالة، ورفع قيمة النقد العراقي، ومواجهة التضخم، فقد تسبب ظهور المرض باعدام اكثر من نصف مليون طائر في محافظة السليمانية وحدها، كما تم اعدام ونفوق اكثر من (750) الف طائر في محافظة ميسان، وتم اعدام ونفوق اكثر من (350) الف طائر في محافظة واسط، وكذلك الحال في جميع محافظات العراق، ومع التباين في حجم التخلص والنفوق للطيور في محافظات العراق، يمكننا اجمالا ان نؤكد خسارة العراق عن طريق التخلص او النفوق لمصدر مهم من مصادر الثروة الحيوانية، وهو قطاع الدواجن، بخسارة اكثر من خمسة ملايين طائر، مما يعني خسارة قدرت باكثر من ثلاث مليارات دولار، وتكمن اهمية هذا القطاع في الاعتماد الكبير للمواطنين على منتوجاته، كونه ارخص انواع اللحوم المتوفرة اولا، ووفرته عن طريق الانتاج المحلي والاستيراد ثانيا، وتوفيره لبيض المائدة الذي يغطي حوالي (85%) من افطار المواطن العراقي ثالثا، نظرا لفائدته الغذائية، ولرخص ثمنه، وقد تسبب ذلك في احداث تشوهات اقتصادية ادت الى اصابة قطاع الثروة الحيوانية في العراق بضرر كبير، والذي تأتى من خلال الاعتماد في تعويض منتجات الدجاج والطيور، على باقي قطاعات الثروة الحيوانية الذي اصاب انتاجها بالخلل، وقد يؤدي الاستمرار في هذا التوجه مستقبلا للوصول الى مرحلة الانهيار او الاصابة بعجز كبير في انتاج الثروة الحيوانية في العراق، فقد تم التعويل على اللحوم الحمراء في تعويض النقص الهائل في اللحوم البيضاء، ومع قلة وعي العاملين في هذا القطاع بالحفاظ على الثروة الحيوانية، فقد نشط العاملون في مجال الثروة الحيوانية، ونتيجة ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء في ذبح اعداد هائلة من الماشية لتغطية الطلب الكبير عليها بهدف تحقيق اكبر قدر ممكن من الارباح الانية، من دون الاخذ بالاعتبارمستقبل الثروة الحيوانية في البلد، فقد اصبح الذبح العشوائي للماشية (غير محدد)، مما يعد تهديدا لمستقبل الثروة الحيوانية في العراق، ويشمل ذلك، ايضا الطلب على الثروة السمكية، الذي زاد بنسبة كبيرة للاسباب - الانفة الذكر - وتجاوز الطلب عليها حجم الطلب على اللحوم الحمراء، بسبب انخفاض اسعارها بنسبة (50- 70%) عن اسعار اللحوم الحمراء، والذي دفع بالعاملين في هذا المجال باللجوء الى الصيد العشوائي للاسماك، والذي تزامن مع موسم تكاثرها، وبما يهدد مستقبل الثروة السمكية في العراق بشكل اخطر.
الاضرار المادية للمرض
كبد مرض انفلونزا الطيور الاقتصاد العراقي خسائر قدرت بثلاثة مليارات دولار، وذلك باحتساب الطيور التي اعدمت او نفقت يضاف الى ذلك ما تم انفاقه في تشكيل اللجان وغرف العمليات، وانشاء اقسام للطوارىء في المستشفيات في جميع مدن العراق، وتوفير اللقاحات والادوية، ومتابعة انتشار المرض، وحالات المصابين كذلك ما تكبده قطاع الدواجن والعاملون فيه من (منتجين ومسوقين ووسطاء وصغار الباعة) من خسائر ليس باعدام طيورهم (مصدر رزقهم) فحسب، وانما بتوقف اعمالهم وتعرضهم لبطالة طارئة، حلت بجميع العاملين في هذا القطاع الحيوي، والعاملين في القطاعات الساندة له، من تجار طيور بمختلف انواعها، منها طيور الصيد (الجوارح) وطيور الزينة، وغيرها كثير، وتجار بيض المائدة، بالاضافة الى المستوردين للحوم البيضاء وبيض المائدة وباقي منتجات الطيور، كما كبد هذا المرض المواطنين بمختلف مستويات دخولهم خسائر كبيرة.
دفع ظهور مرض انفلونزا الطيور في العراق، بالتضخم الذي يعانيه الاقتصاد العراقي الى مراحل متقدمة، تجاوزت النسب التي سجلت سابقا، والتي حددت بنسبة (5.8%) في عام 2005، لتصل مع الاجراءات الشديدة لمواجهة انتشار عدوى المرض من اعدام الطيور، وتوقف شبه كامل لقطاع الدواجن من انتاج واستيراد، وبطالة العاملين فيه، لتتجاوز نسبة التضخم (10%) رافقه
انخفاض في قيمة النقد العراقي بنسبة (8%).
http://www.alsabaah.com/modules.php?...icle&sid=20947
*·~-.¸¸,.-~* وبَشــــــــِّـــــــــــــــــر الصـــــــــــــــابرين*·~-.¸¸,.-~*
[align=center]  [/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |